مسار خروج موسى النبي والشعب من مصر


قد رأينا مؤخراً بعض الأقاويل والهبد التاريخي في مسار خروج بني إسرائيل من مصر. فبدل الطريق المعتاد الذي يصل بنا الي دير

سانت كاترين في نهايته لزيارة جبل حوريب او جبل سيناء او الطور فله اسماء عديدة. تجد نفسك بعد هذا الهبد التاريخي في الضفة المقابلة من خليج العقبة! 
ومن افترى هذه الفرية أحد السياح الامريكيين مدعي العلم ادعى أنه وهو يقوم برياضة الغطس في نويبع المصرية أنه اكتشف شواهد لبعض العجلات الفرعونية غارقة في قاع البحر! بل اتيح لهذا الرجل وانا عالم تمام أنه ليس له درجة علمية أن يصور وثائقي لهذا الاكتشاف وينشره. واضيف لهذا بعض الرتوش من جغرافية المكان في نويبع ووجود معبد فرعوني بجانبة لتكتمل العلامات الجغرافية المكتوبة في الكتاب المقدس من حصن مجدل إلى معبد بعل صفون. لكن أساس البناء كله اكتشاف العجلات البحرية في قاع نويبع وهو له ألف تفسير غير احداث الخروج. هذا وإن صح هذا الأثر من الأصل!


ومن بعد هذا النشر ومع بعض أموال الدعاية، اصبح لمسار الخروج بل وجغرافية الكتاب المقدس كلها خغرافية موازية. يبنى عليها فرضيات وتفسيرات. فبدل وجود جبل سيناء في سيناء أصبح يوجد جبل اخر يسمي جبل اللوز في الضفة المقابلة. وهكذا كل المعالم مثل برية فاران وآبار وادي إيليم وحتى نقطة التجمع سكوت أول الرحلة. أصبح مختلف ع مكانها مع أن الأثار المصرية تدل عليها بسهوله.


رأيت الكثير من الردود العلمية وغير العلمية علية لكني بعد فحص وتمحيص كثير وجدت أن المكان الذي يصفة
هذا المدعي للعبور بعمق ١٠٠٠م وعرض أكثر من ٢٠ كم. بعد الكثير من البحث في هذا الادعاء.. اكتشفت أنه لا يوجد ادعاء اصلا! هو فقط رخص أحد مدعي العلم من أجل الشهرة والمال والحب الظهور. اجيال من الشباب في دوامة بسبب هكذا هبد.
كل هذا بسبب هبد أحد مدعي العلم من محبي المصيف والغطس 🙂 أصبح مكان عبور بني إسرائيل هو نويبع المصرية. ولن أسهب في تهزيق هذا المدعي الرخيص بافتراض اني من الممكن أن أكون مخطئ في النهاية. لكن من مثلة يُشتري بالف دولار على الأكثر ويمكن أن يجعل رمسيس الثالث حاكما لمدغشقر إن أردت. والكثير والكثير من الهري المقدس قد بني فوق هذا الهبد التاريخي. فلكل عالم اكتشاف وافتراضية -وان لم تكن ناضجة بعد- لكننا نحن في سباق بأسم العلم!.. اكثر من ٣٠ سنة جدال بسبب هذا "الاكتشاف" في قاع نويبع.



مكان العبور في خليج السويس

قناة سيزوستريس هي قناة مائية أنشئت في عهد سنوسرت الثالث عام 1850 ق.م لتربط ما بين البحر الأحمر والبحر المتوسط عن طريق النيل سميت هذه القناة قناة سيزوستريس (التسمية الأغريقية لسنوسرت) وانشأ امتدادها واسماها قناة (كبريت) أدى ذلك إلى ازدياد حركة التجارة مع مصر وبلاد بونت وبين مصر وجزر البحر المتوسط (كريت وقبرص). كان ذراعي القناة تمتد من الفرع البيلوزي من دلتا النيل بالقرب من مدينة باستيت في الزقازيق بالشرقية وهو أحد فروع القديمة المندثرة من الدلتا وتمر غربا بوادي الطميلات ومدينة بيتوم في الإسماعيلية ثم تتجه جنوبا وتتصل بالبحيرات المرة ومنها إلى خليج السويس عبر قناة كبريت المائية.

حادثة تاريحية تشابه حادثة الخروج!

في الحملة الفرنسية على مصر وهي حملة عسكرية قام بها الجنرال نابليون بونابرت على الولايات العثمانية مصر والشام (1798-1801م) بهدف الدفاع عن المصالح الفرنسية، منع إنجلترا من القدرة على الوصول للهند، وكذلك كان للحملة أهداف علمية. كانت بداية الحملة هي حملة البحر المتوسط (1798)، حدث شئ غريب في منتصف الحملة! فمع هدوء مصر ووقوعها تحت سيطرة ابليون بونابرت، استغل بونابرت هذا الوقت لزيارة السويس ورؤية بعينيه القناة (المعروفة باسم "قناة سيزوستريس" أو "قناة الفراعنة") التي يقال أنه قد تم حفرها في العصور القديمة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط بأمر من الفراعنة. قبل أن ينطلق في رحلة الاستكشاف، أعاد للقاهرة حكمها الذاتي، وحل ديوان جديد مكون من 60 عضوًا محل اللجنة العسكرية.


بعد ذلك، برفقة بيرتهوليت، غاسبار مونج، لو بير، دوتير، كوستاز، كافاريللي، ومتبوعا بـ 300 شخص، انطلق بونابرت إلى البحر الأحمر وبعد ثلاثة أيام من السير عبر الصحراء وصل إلى السويس. بعد إعطاء الأوامر لاستكمال التحصينات في السويس، عبر بونابرت البحر الأحمر وانتقل في 28 ديسمبر 1798 إلى سيناء للبحث عن جبال موسى الشهيرة على بعد 17 كيلومترًا من السويس. وعند عودته، فوجئ بالمد والجزر، وواجه خطر الغرق. عند عودتهم إلى السويس، وبعد الكثير من الاستكشاف، حققت البعثة هدفها، حيث عثرت على بقايا القناة القديمة (قناة سيزوستريس) التي أمر بحفرها سنوسرت الثالث ونخاو الثاني.

لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ . لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ


 نعتقد نحن المسيحين فيما نعتقد أن الكون كله يدور فى فلك معركة واحدة بين مملكة إبليس ومملكة الله. حرب دائرة مشتعلة مستعرة بين قوتان عملاقتان كل منها تريد ان تثبت صحة وجهة نظرها فى بناء نظام وحياة 
أفضل وكل منهما يسعى لإمتلاك القوة للتدليل على صحة وجهة نظره.  

وصلاة الابانا هنا هي في الاصل صيغة توحيد كاملة بان الله منا هو الاب الوحيد لنا ونعتمد علية ونثق فية تمام الثقة لتكون مشيئة الله على الارض كما هي في السماء. حيث دعانا المسيح وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى  الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَات. ونحن نثق في الله اولا  واخيراً. ليس كخيال احد الضالين انما بعلم اليقين.

فالاول يعتقد ان بالحكمة والمعرفة تدار الامور وأنه لا ينبغى أن يعطى التابع القدرة أو الحرية على الاختيار بل ارغام الجميع على السير فى طريق مرسوم للنصر. بينما ترى وجهة النظر الأخرى أن التابع حر الاختيار من حقه أن يخطأ ليتعلم فيختبر فيبنى بحب وإقتناع ليصل لحياة أفضل. وبين المنطقين -التخيير و التسيير- ممالك وحروب لا حصر لها يُستخدم فيها شتى أنواع الحيل والأسلحة من المنطق حتى الموت. كل مؤمن تماما بصحة وجهة نظره ويحارب لأجلها حربه المقدسة حتى النهاية.

 كل هذا طبعا ضمن الغيبيات التي يؤمن بها المسيحي ولنا فى الكتاب المقدس ما يدعم هذا المعتقد. فيحكى كتابنا المقدس الجانب الأرضي لهذه المعركة والتي يعتقد أن لها جانب أخر سمائي غير مرئي تم الإشارة له فى بعض المواضع فى التوراة والإنجيل. فيبدا العهد القديم أو التوراة بقصة الخلق ثم قصة غواية الحية لأبونا أدم دون تسمية صريحة لإبليس و من ثم سقوط البشرية أو "بنى ادم" فى يد إبليس للتدليل على أن حرية إختيار أدم ادت به للمعصية و الأختيار الخطء، وهو ما لا يقبله الفريق المنافس لإبليس، أي فريق الله

ثم يسرد الكتاب قصة شراء الله من إبليس لشعبه المختار.. بالشريعة!
والشريعة فى مجملها هي أوامر ونواهي مطلوب تنفيذها، بكامل الإرادة الحرة للإنسان، وشعب الله المختار.. هو هذا الشعب من نسل أبونا إبراهيم ثم إسحاق ثم يعقوب ثم الأسباط أو اسرائيل كما نعرفه اليوم. وكان المطلوب من شعب الله أو اسرائيل إثبات قدرة بنى أدم على تنفيذ الوصية -الصالحة له- بحريته الكاملة, لكنه فشل.

ثم يستكمل الكتاب المقدس قصة أعداد الله خطة كامله لخلاص البشرية كلها من يد مملكة إبليس بتمهيد الطريق لمسيحة -المخلص المنتظر- بنبوات وعجائب يصنعها الله فى شعبه -اسرائيل- مع وفى الممالك المجاورة لها والتى تمثل ممالك الشيطان. فيَعد الله شعب يثق فيه ويعرفه بالإختبار والإختيار. شعب ناضجا كفاية لإستقبال واتمام عمل مسيح الله المنتظر.

بعدها ننتقل فى الكتاب المقدس الى الإنجيل وهو ببساطة شهادة أربع رجال يهود رأوا وعاينوا ورافقوا هذا الرجل -المخلص المنتظر- فى حياته على الأرض. هذا الرجل الذى كان أسمه يَشوَّع أو يسوع كما نعرفه بالعربية له تعاليم جميلة ورائعة لكنها غريبه عن زمانه، بل وعن زماننا نحن! والأغرب من تعاليمه هي أحداث حياته و مماته وقيامته كما يعتقد المسيحيين بكل طوائفهم.

ففى يسوع المسيح كَمُل خطة الخلاص الإلهى للبشرية بمعادلة الخطايا و الذنوب التي يشتكى بها إبليس على منطق الله الذى يقول بوجوب منح حرية الإرادة والإختيار للجميع؛ أي معادلة "فساد إختيارنا الحُر كبشر" بصلاح "إختيار الله الحُر لنا"!! فأصبح الله نفسه هو الدليل على صحة منطق الإختيار بالإرادة الحرة. فأثبت الله لإبليس قدرته هو ذاته على إختيار وتنفيذ الصالح كنتيجة مباشرة لأرادتة هو الحرة. وفى إطار هذه الحرية الكاملة لنا وله يتجلى مشهد ملحمي لصلب يسوع مسيح الله والمؤيد بروح الله القدوس ليفدى بدمه الذين اختاروه من بنى البشر فيحميهم من شكاية إبليس عليهم وعليه.

وللتوضيح أكثر؛ إنهى الصلب مناظرة حول إمكانية الإختيار الصالح بالإرادة الحرة وهى مناظرة بين الله وإبليس لإثبات صلاح الله فى خلَقه. وبدأت مناظرة أخرى حول إمكانية المخلوق فى التنفيذ وهى مناظرة لإثبات فساد إبليس فى أستخدام أرادته الحرة للتمرد على الله. ففى اعتقادى، أن أدم نفسه جزء من أدانة الله لأبليس الملاك الساقط من رتبته. فبخلق كائن أخر له نفس الإرادة الحرة، مثله مثل رتبة الملائكة التى ينتمى لها إبليس بالنوع، ولكن تحت نير أحتياج الجسد، بعكس إبليس الكامل فى خلقته، وبإختيار هذا الكائن لطاعة الله, يثبت الله لإبليس وملائكته أن تمردهم كان سقوط فى كبرياء وليس ثورة حق.

فبعد الصلب باتت سلطة الله على البشر نافذه بإختيار الله لنا، وليس إختيارنا نحن له. بحيث أصبح الخلاص ممكنا للبشرية كلها بشرط الأيمان بدم المسيح أو بمعنى أخر الأيمان بصلاح "الإرادة الحرة" للة، فنصل لحالة الأختيار المتبادل بين الخالق والمخلوق بهذه الأرادة حره حتى نصل لحالة الوحده أو البنوه كما نسميها.

 وتبدأ من هنا معركة أخرى ليست على سلطة أي من المملكتين على الأرواح والأنفس لأنها أصبحت بعد الصلب لله كما أوضحنا. لكن المعركة هذه المره حول إثبات صحة منظومة القيم ومنطق كلا الفريقين فى البناء والوصول لحياة أفضل للتابعين لهما من البشر. أي هل فى مقدرة المخلوق -كما هو الحال مع الخالق- أستخدام أرادته الحُره فى أختيار الصالح له ليصل بمجتمعه لحالة العدل والرخاء !؟ أم يجب أجباره على الطريق الصحيح!؟

 نعم أعتقد أن الكتاب المقدس هو تاريخ تعاملات الله مع البشر بمنطق البنوه (الحرية والمحبة والغفران) لا بمنطق العبودية والأجبار. وهو أيضا سجل لترتيب الأحداث فى صراع مرير بين منظومتي قيم تريد كل منها إثبات نجاحها بالدليل والبرهان "البشرى". صراع ساحته عقول وقلوب بنى ادم يستمر حتى اليوم الآخر كما فى نبوات سفر الرؤيا، وهو أخر فصل من الكتاب المقدس أو من الصراع.

وتتجلى هذه المناظرات فى المناظرة المباشرة بين الله وإبليس حول أيوب فيذكر الكتاب : وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ. فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟». فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا». فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ». فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ. وَلكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ». فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ». ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.

وليس فقط مناظرات بل ومعارك مباشرة بين ملائكة إبليس وملائكة الله كما هو فى سفر دانيال : فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ كُشِفَ أَمْرٌ لِدَانِيآلَ  الَّذِي سُمِّيَ بِاسْمِ بَلْطَشَاصَّرَ. وَالأَمْرُ حَقٌّ وَالْجِهَادُ عَظِيمٌ،  وَفَهِمَ الأَمْرَ وَلَهُ مَعْرِفَةُ الرُّؤْيَا. فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَا دَانِيآلَ كُنْتُ نَائِحًا ثَلاَثَةَ أَسَابِيعِ  أَيَّامٍ لَمْ آكُلْ طَعَامًا شَهِيًّا وَلَمْ يَدْخُلْ فِي فَمِي لَحْمٌ وَلاَ خَمْرٌ،  وَلَمْ أَدَّهِنْ حَتَّى تَمَّتْ ثَلاَثَةُ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ، إِذْ كُنْتُ  عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ الْعَظِيمِ هُوَ دِجْلَةُ، رَفَعْتُ وَنَظَرْتُ فَإِذَا بِرَجُل لاَبِسٍ كَتَّانًا، وَحَقْوَاهُ  مُتَنَطِّقَانِ بِذَهَبِ أُوفَازَ، وَجِسْمُهُ كَالزَّبَرْجَدِ، وَوَجْهُهُ كَمَنْظَرِ الْبَرْقِ، وَعَيْنَاهُ  كَمِصْبَاحَيْ نَارٍ، وَذِرَاعَاهُ وَرِجْلاَهُ كَعَيْنِ النُّحَاسِ الْمَصْقُولِ،  وَصَوْتُ كَلاَمِهِ كَصَوْتِ جُمْهُورٍ. فَرَأَيْتُ أَنَا دَانِيآلُ الرُّؤْيَا وَحْدِي، وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا  مَعِي لَمْ يَرَوْا الرُّؤْيَا، لكِنْ وَقَعَ عَلَيْهِمِ ارْتِعَادٌ عَظِيمٌ،  فَهَرَبُوا لِيَخْتَبِئُوا.  فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَرَأَيْتُ هذِهِ الرُّؤْيَا الْعَظِيمَةَ. وَلَمْ  تَبْقَ فِيَّ قُوَّةٌ، وَنَضَارَتِي تَحَوَّلَتْ فِيَّ إِلَى فَسَادٍ، وَلَمْ  أَضْبِطْ قُوَّةً. وَسَمِعْتُ صَوْتَ كَلاَمِهِ. وَلَمَّا سَمِعْتُ صَوْتَ كَلاَمِهِ كُنْتُ  مُسَبَّخًا عَلَى وَجْهِي، وَوَجْهِي إِلَى الأَرْضِ. وَإِذَا بِيَدٍ لَمَسَتْنِي وَأَقَامَتْنِي مُرْتَجِفًا عَلَى رُكْبَتَيَّ وَعَلَى  كَفَّيْ يَدَيَّ. وَقَالَ لِي: «يَا دَانِيآلُ، أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَحْبُوبُ افْهَمِ الْكَلاَمَ  الَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ، وَقُمْ عَلَى مَقَامِكَ لأَنِّي الآنَ أُرْسِلْتُ  إِلَيْكَ». وَلَمَّا تَكَلَّمَ مَعِي بِهذَا الْكَلاَمِ قُمْتُ مُرْتَعِدًا. فَقَالَ لِي: «لاَ تَخَفْ يَا دَانِيآلُ، لأَنَّهُ مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ  الَّذِي فِيهِ جَعَلْتَ قَلْبَكَ لِلْفَهْمِ وَلإِذْلاَلِ نَفْسِكَ قُدَّامَ  إِلهِكَ، سُمِعَ كَلاَمُكَ، وَأَنَا أَتَيْتُ لأَجْلِ كَلاَمِكَ. وَرَئِيسُ مَمْلَكَةِ فَارِسَ وَقَفَ مُقَابِلِي وَاحِدًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا،  وَهُوَذَا مِيخَائِيلُ وَاحِدٌ مِنَ الرُّؤَسَاءِ الأَوَّلِينَ جَاءَ لإِعَانَتِي،  وَأَنَا أُبْقِيتُ هُنَاكَ عِنْدَ مُلُوكِ فَارِسَ. وَجِئْتُ لأُفْهِمَكَ مَا يُصِيبُ شَعْبَكَ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ، لأَنَّ  الرُّؤْيَا إِلَى أَيَّامٍ بَعْدُ». فَلَمَّا تَكَلَّمَ مَعِي بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ جَعَلْتُ وَجْهِي إِلَى  الأَرْضِ وَصَمَتُّ. وَهُوَذَا كَشِبْهِ بَنِي آدَمَ لَمَسَ شَفَتَيَّ، فَفَتَحْتُ فَمِي وَتَكَلَّمْتُ  وَقُلْتُ لِلْوَاقِفِ أَمَامِي: «يَا سَيِّدِي، بِالرُّؤْيَا انْقَلَبَتْ عَلَيَّ  أَوْجَاعِي فَمَا ضَبَطْتُ قُوَّةً. فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ عَبْدُ سَيِّدِي هذَا أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَ سَيِّدِي هذَا  وَأَنَا فَحَالاً، لَمْ تَثْبُتْ فِيَّ قُوَّةٌ وَلَمْ تَبْقَ فِيَّ نَسَمَةٌ؟». فَعَادَ وَلَمَسَنِي كَمَنْظَرِ إِنْسَانٍ وَقَوَّانِي، وَقَالَ: «لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَحْبُوبُ. سَلاَمٌ لَكَ. تَشَدَّدْ. تَقَوَّ». وَلَمَّا كَلَّمَنِي تَقَوَّيْتُ وَقُلْتُ: «لِيَتَكَلَّمْ سَيِّدِي  لأَنَّكَ قَوَّيْتَنِي». فَقَالَ: «هَلْ عَرَفْتَ لِمَاذَا جِئْتُ إِلَيْكَ؟ فَالآنَ أَرْجعُ وَأُحَارِبُ  رَئِيسَ فَارِسَ. فَإِذَا خَرَجْتُ هُوَذَا رَئِيسُ الْيُونَانِ يَأْتِي. وَلكِنِّي أُخْبِرُكَ بِالْمَرْسُومِ فِي كِتَابِ الْحَقِّ. وَلاَ أَحَدٌ  يَتَمَسَّكُ مَعِي عَلَى هؤُلاَءِ إِلاَّ مِيخَائِيلُ رَئِيسُكُمْ.

ونادراً عندما نرى الكتاب يذكر الشيطان ومملكته بأسلوب مباشر كما فى قصة أيوب فعادةً يستعيض عنهما بذكر الملوك والممالك التى تعادى أسرائيل مثل مصر وأشور و مملكة فارس .. الخ، وهذا كما نرى فى النص السابق عن معركة ابليس مع ميخائيل رئيس الملائكة فى سفر النبى دانيال و النص الأتى من سفر النبى حزقيال فيقول فى وصف إبليس: وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: «يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى مَلِكِ صُورَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا قَالَ  السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ  الْجَمَالِ. كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، عَقِيقٌ  أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ  وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ  صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ  الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ  حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْمًا فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ  جَبَلِ اللهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ  النَّارِ. قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ. سَأَطْرَحُكَ إِلَى الأَرْضِ، وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ الْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا  إِلَيْكَ.  قَدْ نَجَّسْتَ مَقَادِسَكَ بِكَثْرَةِ آثَامِكَ بِظُلْمِ تِجَارَتِكَ، فَأُخْرِجُ  نَارًا مِنْ وَسْطِكَ فَتَأْكُلُكَ، وَأُصَيِّرُكَ رَمَادًا عَلَى الأَرْضِ أَمَامَ  عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ يَرَاكَ. فَيَتَحَيَّرُ مِنْكَ جَمِيعُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ،  وَتَكُونُ أَهْوَالاً وَلاَ تُوجَدُ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ».

وفى وصف مملكة ابليس أكمل فى نفس السفر فقال: وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: «يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ صَيْدُونَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهَا،  وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكِ يَا صَيْدُونُ  وَسَأَتَمَجَّدُ فِي وَسْطِكِ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أُجْرِي  فِيهَا أَحْكَامًا وَأَتَقَدَّسُ فِيهَا.  وَأُرْسِلُ عَلَيْهَا وَبَأً وَدَمًا إِلَى أَزِقَّتِهَا، وَيُسْقَطُ الْجَرْحَى  فِي وَسْطِهَا بِالسَّيْفِ الَّذِي عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَيَعْلَمُونَ  أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. «فَلاَ يَكُونُ بَعْدُ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ سُلاَّءٌ مُمَرِّرٌ وَلاَ شَوْكَةٌ  مُوجِعَةٌ مِنْ كُلِّ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ يُبْغِضُونَهُمْ،  فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ. هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُ: عِنْدَمَا أَجْمَعُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ مِنَ  الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا بَيْنَهُمْ، وَأَتَقَدَّسُ فِيهِمْ أَمَامَ  عُيُونِ الأُمَمِ، يَسْكُنُونَ فِي أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتُهَا لِعَبْدِي  يَعْقُوبَ، وَيَسْكُنُونَ فِيهَا آمِنِينَ وَيَبْنُونَ بُيُوتًا وَيَغْرِسُونَ كُرُومًا،  وَيَسْكُنُونَ فِي أَمْنٍ عِنْدَمَا أُجْرِي أَحْكَامًا عَلَى جَمِيعِ  مُبْغِضِيهِمْ مِنْ حَوْلِهِمْ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُهُمْ».

وفى سفر أشعياء تكلم الله عن أبليس فقال: وَيَكُونُ فِي يَوْمٍ يُرِيحُكَ الرَّبُّ مِنْ تَعَبِكَ وَمِنِ انْزِعَاجِكَ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ الَّتِي اسْتُعْبِدْتَ بِهَا، أَنَّكَ تَنْطِقُ بِهذَا الْهَجْوِ عَلَى مَلِكِ بَابِلَ وَتَقُولُ: «كَيْفَ بَادَ الظَّالِمُ، بَادَتِ الْمُغَطْرِسَةُ؟ قَدْ كَسَّرَ الرَّبُّ عَصَا الأَشْرَارِ، قَضِيبَ الْمُتَسَلِّطِينَ. الضَّارِبُ الشُّعُوبَ بِسَخَطٍ، ضَرْبَةً بِلاَ فُتُورٍ. الْمُتَسَلِّطُ بِغَضَبٍ عَلَى الأُمَمِ، بِاضْطِهَادٍ بِلاَ إمْسَاكٍ. اِسْتَرَاحَتِ، اطْمَأَنَّتْ كُلُّ الأَرْضِ. هَتَفُوا تَرَنُّمًا. حَتَّى السَّرْوُ يَفْرَحُ عَلَيْكَ، وَأَرْزُ لُبْنَانَ قَائِلاً: مُنْذُ اضْطَجَعْتَ لَمْ يَصْعَدْ عَلَيْنَا قَاطِعٌ. اَلْهَاوِيَةُ مِنْ أَسْفَلُ مُهْتَزَّةٌ لَكَ، لاسْتِقْبَالِ قُدُومِكَ، مُنْهِضَةٌ لَكَ الأَخْيِلَةَ، جَمِيعَ عُظَمَاءِ الأَرْضِ. أَقَامَتْ كُلَّ مُلُوكِ الأُمَمِ عَنْ كَرَاسِيِّهِمْ. كُلُّهُمْ يُجِيبُونَ وَيَقُولُونَ لَكَ: أَأَنْتَ أَيْضًا قَدْ ضَعُفْتَ نَظِيرَنَا وَصِرْتَ مِثْلَنَا؟ أُهْبِطَ إِلَى الْهَاوِيَةِ فَخْرُكَ، رَنَّةُ أَعْوَادِكَ. تَحْتَكَ تُفْرَشُ الرِّمَّةُ، وَغِطَاؤُكَ الدُّودُ. كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. 14 أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ. اَلَّذِينَ يَرَوْنَكَ يَتَطَلَّعُونَ إِلَيْكَ، يَتَأَمَّلُونَ فِيكَ. أَهذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي زَلْزَلَ الأَرْضَ وَزَعْزَعَ الْمَمَالِكَ، الَّذِي جَعَلَ الْعَالَمَ كَقَفْرٍ، وَهَدَمَ مُدُنَهُ، الَّذِي لَمْ يُطْلِقْ أَسْرَاهُ إِلَى بُيُوتِهِمْ؟ كُلُّ مُلُوكِ الأُمَمِ بِأَجْمَعِهِمِ اضْطَجَعُوا بِالْكَرَامَةِ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَيْتِهِ. وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ طُرِحْتَ مِنْ قَبْرِكَ كَغُصْنٍ أَشْنَعَ، كَلِبَاسِ الْقَتْلَى الْمَضْرُوبِينَ بِالسَّيْفِ، الْهَابِطِينَ إِلَى حِجَارَةِ الْجُبِّ، كَجُثَّةٍ مَدُوسَةٍ. لاَ تَتَّحِدُ بِهِمْ فِي الْقَبْرِ لأَنَّكَ أَخْرَبْتَ أَرْضَكَ، قَتَلْتَ شَعْبَكَ. لاَ يُسَمَّى إِلَى الأَبَدِ نَسْلُ فَاعِلِي الشَّرِّ. هَيِّئُوا لِبَنِيهِ قَتْلاً بِإِثْمِ آبَائِهِمْ، فَلاَ يَقُومُوا وَلاَ يَرِثُوا الأَرْضَ وَلاَ يَمْلأُوا وَجْهَ الْعَالَمِ مُدُنًا». «فَأَقُومُ عَلَيْهِمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. وَأَقْطَعُ مِنْ بَابِلَ اسْمًا وَبَقِيَّةً وَنَسْلاً وَذُرِّيَّةً، يَقُولُ الرَّبُّ. وَأَجْعَلُهَا مِيرَاثًا لِلْقُنْفُذِ، وَآجَامَ مِيَاهٍ، وَأُكَنِّسُهَا بِمِكْنَسَةِ الْهَلاَكِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ».

مذابح السيفو أشورية وسريان وآرمن


في اعتقادي قصة هؤلاء النسوة المهتمات بستر عوراتهن بشعر رأسهن وهن معلقات على خشبة الصليب، لا تبدء في ابريل عام 1915، بل قبلها بحوالي الف عام، اي في سنة 1054م! سنة الانشقاق العظيم او ما يسمى بـ great schism، هو زمن انقسام المجمع (الخلقدوني) على نفسة بين الغرب في روما وبين الشرق، اي في القسطنطينية. في 1054، طلب البابا ليو التاسع بابا روما السلطة على بطاركة اليونان الاربع، كما طلب ايضا اضافة لفظ -نسبيا صغير وبدون اي معنى- الى قانون الايمان وهو انبثاق الروح القدس من الابن والاب لا من الآب فقط. مهددا الكيان الكنسي كلة بالانهيار ان لم تخضع القسطنطينة الى سلطة روما.
وهنا حدث الانقسام ليس فقط بين عقائد الكنائس، بل انقسم الغرب والشرق لغويا وثقافيا و سياسيا وفشلت كل محاولات الوحدة، المنافقة منها والصادقة، الامر الذي مهد بعد 150عام لنهب القسطنطينية عاصمة الشرق التي لا تقهر بوسطة اخوتهم المسيحيين الغربيين سنة 1204م بعد نهب تسالونيكي في 1185م وبعد مذبحة اللاتين في 1182م .. وكأن الروح القدس قد نزع حمايتة عن حكم هذا المجمع!
في 1204م، تم محاصرة المدينة التي لا تقهر -القسطنطينية- بواسطة الحملة الصليبية الرابعة التي كانت من المفترض لها التوجه الى مصر ومن مصر الي اورشليم .. وهنا تم تغير وجهتها في البندقية من اجل المال! .. هذة الامبراطورية التي دامت الف عام لتبدء من حكم الملك قسطنطين العظيم 325م الى تاريخ سقوطها في 1454 في عهد ملك يسمى ايضا قسطنطين! وبين التاريخين تاريخ اعظم الخيانات التي تمت على الاطلاق.. خيانة الغرب المسيحي لأخوتهم في الشرق بتحريض من خنازير البندقية محبي المال والذهب.
ليتهم لم يفعلوا، فهجم المسيحي الغرب على مسيحي الشرق، وماتت الامبراطورية الشرقية، لتكون سهلة المنال للجيش العثماني في 1454 .. فدافع اهلها عنها باستماتة حتى مع قدوم الغازي العثماني (بهذا السلاح الجديد) وهو المدافع، بل اكبر مدفع في العالم صار يدك اسوار العاصمة .. وخسرنا يومها ما لا يمكن تعويضه انها قسطنطينة ٱيا صوفيا .. بعد الاسكندرية وبعد انطاكية .. خسرناها.
كان هذا في النفس الوقت الذي كانت تتحرر فيه ما يسمى بالاندلس ع يد حكام قشتالة والاراغون في اسپانيا!
كان الإمبراطور البيزنطي قسطنطين واقعيًّا حين أقنعته المحنة أنَّ الأُخوَّة المسيحيَّة والتعاون الأرثوذكسي - الكاثوليكي هو أحد الوسائل الأساسيَّة لإنقاذ العاصمة من خاتمةٍ مُروَّعة، وأدرك أنَّ الأسوار السميكة والسلسلة الحديديَّة الغليظة الطويلة، التي أغلقت مدخل القرن الذهبي، وعزيمة الرجال وحملة إنقاذ من أوروپَّا الغربيَّة؛ هي التي يُمكن أن تدفع الاتراك بعيدًا عن أسوار القسطنطينيَّة، لذلك طلب النجدة من أوروپَّا على وجه السُرعة، لكنَّ الرد الأوروپيّ جاء مُتفاوتًا وفقًا لمصلحة كُلِّ دولة. فلبّى أهالي جنوة طلبه، وأرسلوا أُسطولًا بحريًّا تحت أمرة يوحنَّا جوستنياني للمُساعدة في الدفاع عن المدينة، كما قدَّم الجنويّون المُقيمين في مُستعمرة غلطة المُجاورة، أربعة آلاف مُقاتل، لم يكن هدفهم الحقيقي مُساعدة الروم بقدر ما استهدفوا سبق البنادقة، في حال النصر. وكان في المدينة حوالي ألفٍ وستُّمائةٍ من البنادقة وغربيّون آخرون يعيشون فيها، وقد عدُّوا هذه الحرب على أنَّها حربهم. وأبدى البابا نقولا الخامس استعداده للمُساعدة، شرط أن تتحد الكنيستان الشرقيَّة والغربيَّة. وافق قسطنطين على هذا الشرط، على الرغم من عمق جُذور العداوة التاريخيَّة بين الأرثوذكس والكاثوليك، ورُغم أنَّهُ كان هو نفسه حاميًا للمذهب الأرثوذكسي وحاميًا للبطريرك المسكوني، ومن ثُمَّ فإنَّه من غير المُمكن أن يتبع بابا روما من الناحية المذهبيَّة. لكن رُغم ذلك، حاول الإمبراطور إظهار إيجابيَّته للبابا، فقبل أن يُرسل الأخير مندوبًا عنه إلى القسطنطينيَّة ليُتمَّ إجراءات الاتحاد، وبالفعل أرسل البابا الكاردينال إيزيدور إلى عاصمة الروم الشرقيَّة حيثُ ترأّس قدَّاسًا احتفاليًّا في كاتدرائيَّة آيا صوفيا وفقًا للأصول الكاثوليكيَّة يوم 20 ذي الحجَّة سنة 855هـ المُوافق فيه 12 كانون الثاني (يناير) سنة 1452م، دعا فيه للبابا وأعلن توحيد الكنيستين. ويبدو أنَّ الشعب البيزنطي اشمأزَّ مما حصل، إذ قال رئيس الوزارء البيزنطي الأرشيدوق نوتاراس جُملته التاريخيَّة، مُعبرًا عن هذا الشعور: «إنَّني أُفضِّلُ أن أُشاهِدَ في دِيارِ البيزنطِ عَمائِمَ التُركِ على أن أُشاهِدَ القُبَّعةَ اللَّاتينيَّة». وهكذا حال تعصُّبُ الشعب دون تقديم المُساعدة البابويَّة. أمَّا الدُول الأوروپيَّة الأُخرى فلم تُحرِّك ساكنًا لمُساعدة الروم، فقد كانت كُلًّا من إنگلترا وفرنسا مُنهكتين ومواردهما مُستنزفة بفعل حرب السنوات المئة، وكانت إسپانيا في آخر مراحل حربها مع المُسلمين لإخراجهم من الأندلس، وكانت رُحى حربٍ مُميتةٍ تدور بين الإمارات الألمانيَّة، ولم ترغب المجر وبولونيا (پولندة) من تكرار تجربتها المريرة مع العُثمانيين في معركة ڤارنا.
وكتب قسطنطين أيضًا إلى مُلوك وأُمراء وسلاطين الشرق المُسلمين منهم والمسيحيين، مُبينًا لهم الخطر الذي يتهدَّدهم نتيجة نموِّ الدولة العُثمانيَّة وتزايد قوَّتها. فطلب من ملوك طرابزون والكرج وفُرسان القديس يوحنَّا وأمير القرمان وشاه فارس وسُلطان مصر أن يمدوه بالعون، لكن أحدًا من هؤلاء لم يُجب دعوته، فاضطرَّ البيزنطيّون عندئذٍ أن يُدافعوا بأنفسهم عن عاصمتهم. والواقع أنَّ الإمبراطور البيزنطي كان بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى القوَّة البشريَّة، فلم يترك سبيلًا إلَّا وسلكه للحصول عليها، لكن الدُول الأوروپيَّة والبابويَّة لم تكن على قدر المسؤوليَّة، بفعل اختلاف السياسة الدينيَّة. أمَّا الشعب البيزنطي فكان في تخاذلٍ مُستمر، إذ تعوَّد على الحياة الهادئة، ولم يقتنع الكثير من الناس بإمكانيَّة تخطّي أيُّ جيشٍ تلك الأسوار العظيمة التي حمت المدينة من الغُزاة طيلة قرونٍ وقرون، وانصرف العديدون إلى سماع مواعظ الرُهبان المؤمنين بأنَّ مُعجزةً سوف تحصل وتدفع الاتراك بعيدًا عن المدينة المُقدَّسة.
ومع سقوط المدينة على يد محمد الفاتح 1452م الى السلطان عبد الحميد الثاني 1900 (الذي اتهم مسيحي المملكة رسميا بالخيانة) حوالى خمسمائة عام صعد فيها نجم الانكشارية وحريم السلطان (صاحبة الفتنة روكسلان) ثم ثورات الانكشارية ضد الملك ثم ضعف المملكة مع بداية القرن العشرين.
وفي الحرب الروسية العثمانية (1877-1878) انتهت بنصر الإمبراطورية الروسية الحاسم وجيشها من خلال احتلال أجزاء كبيرة من شرق تركيا، ولكن ليس قبل أن يتم تدمير المناطق الأرمنية بأكملها من خلال المذابح التي ارتكبت مع تواطؤ السلطات العثمانية. في أعقاب هذه الأحداث، قام البطريرك نيرس ومبعوثوه بزيارة متكررة للقادة الروس للحث على إدراج بند يمنح الحكم الذاتي المحلي للأرمن في معاهدة سان ستيفانو المرتقبة والتي وُقعت في 3 مارس من عام 1878. كان الروس متقبلين وأقاموا الشرط، لكن العثمانيين رفضوه بشكل قاطع أثناء المفاوضات.
ومن هنا تبدء حكاية الابادة بتهمة "التحرر" او "الخيانة" اي كانت التهمة بالنسبة لك فلا يهم.. تم ابادة مليون ونصف آرميني ومثلهم من سريان واشور وكلدان فيما يعرف باكبر مذبحة بشرية حدثت في التاريخ بعد الهلوكوست. بل يقال ان هتلر عندما اراد اقناع جنودة بأبادة اليهود ضرب مثل لهم بأبادة الارمن .. وأنه لم يعد احد يذكر هولاء! #فهل_نذكرهم_نحن ؟!

بحث عن العرب - الجزء الثالث



 ومن الجزئين السابقين نسأل:
1) ما هو الدليل على ان وسط شبة الجزيرة العربية تأثر بالترنسفير الآشوري والبابلي؟
2) ما هو الدليل علي ان اللغة العربية الحالية اصلها خليط مطور من السان الآرامي والسبئي؟
3) وكيف ومتى تم هذا الخلط؟
اولا نذكر بعض الحقائق:
1) بابل هذه -دينيا- هي بذرة نمرود القديمة التي بنى فيها زقورته.
2) اقرب لسان للآرمية القديمة اليوم هو السرياني الشرقي كما أسلفنا.
3) واقرب لسان للسبائي القديم اليوم هي لغات الحبشة السامية ذات الجزر الثلاثي.
4) واقرب لسان للكنعانية القديم اليوم هي الامزيغية واللهجة العبرية وهي لغات من اصول سامية ايضاً.
5) اول لغات الدنيا يجب ان تكون في الحضرات التي سبقت حتى السومارية والمصرية. فاللغة تطورت الاف السنين قبل الكتابة والحضرات. لكن بالتأكيد انه سبق الآرامي لغات مثل السومارية (وهي لغة منعزلة ليست مشتركة مع اللغات السامية) والأكادي ومصري وهم أول الخيط الذي يمكن ان نكتشفة في منطقتنا لأنهم اول من كتبوا. لكن يوجد مراحل غير مكتوبة بالتأكيد ولا نعلم عنها شئ. كما اني غير عالم بتاريخ المناطق الآخرى كالشرق الاقصى أو الهند وغيرها مناطق.

ونأتي لسؤالنا الاول وهو ما دليلك ان وسط شبة الجزيرة العربية تأثر بالترنسفير الآشوري البابلي؟ والاجابة هي نبو نيد! ونبونيد كان آخر ملوك بابل واستلم العرش في عام 556ق.م وتنحى عن العرش سنة 539ق.م، كان أكثر عهده معتكفا بمدينة تيماء وسط الجزيرة العربية وترك ابنه بلشاصر ملكا لبابل وكان له اهتمام بالدين في دولته. ولذلك سبب له كهنة مردوخ بعض المشاكل. بدا غزو الفرس بالتحالف مع الليديين بقيادة قورش وكانت نهاية الدولة البابلية بإزاحته عن الحكم. 

ونبو نيد هذا احتار فيه المؤرخين فهو رجل عصامي بالمفهوم العصري، ليس له نسب ملكي لكنة وصل الى سدة الحكم في بابل بعد الكثير من القلاقل والاغتيالات وبعد الكثير من الصراع السياسي. وبعد ان وصل الى حكم بابل تركها ليعيش في تيماء في وسط الجزيرة العربية والحيرة هنا في هل سكن تيماء عشر سنين ليتحكم في طرق التجارة ام زهداً لأنه كان كاهن اله القمر سين وابن كاهنة. وذكر لنا التاريخ انه كان شخص مولع بالكشف عن الآثار بحيث إنه يكون في غاية الارتياح والسرور عند اكتشافه لأي حجر أساس في المباني القديمة عند قيامه بأعمال التنقيب فيها ولهذا فقد عد هذا الملك أول آثاري عرفه التاريخ ونتيجة لاهتمامه بالماضي فقد تم في عهده إستنساخ العديد من الوثائق القديمة وإعداد قوائم الملوك وقطع الآثار القديمة وتجميعها باهتمام وبهذا فإن نبونئيد يتفرد عن ملوك العراق القديم بما إمتلكه من روح البحث والتقصي عن أخبار الماضي ودلت النصوص التي تم نشرها خلال العقود الأخيرة من السنين إن هذا العاهل كان رجل سياسة ذو قابلية فائقة لما إمتلك من خبرة كبيرة إكتسبها نتيجة عمله في البلاط الملكي البابلي قبل اعتلائه العرش .

وفي خلال اقامته بتيماء نشر عبادة اله القمر الاله سين وتيماء هذه قديما كانت بلد الملكة شمسي والملكة زبيبة اصحاب التمرد على الملك الآشوري تغلث فلاسر الثالث. وكل الاثار التي ترسم ملوك وكهنة الآشورية والبابلية يظهر القمر والكواكب بجانبهم. حتى ان احد العلماء الروس وهو زكريا ستيشن اعتقد انها علامة لكائنات فضائية تقف بجانب ملوك بابل وآشور في نظريته المثيرة للجدل حول الفضائين  حيثُ يذكر في نظرياتهِ الشهيرة بأنه قبل نحو 6000 عام نظم السومريين رحلات فضائية جابوا فيها الفضاء وقطعوا مسافاته ومروا بكواكب المجموعة الشمسية وكشفوا عن أسرار الفضاء بأكثر مما انجزه الانسان المعاصر وكشفواعن أسرار لا نعرف عنها شيء حتى الآن! 

ولأله القمر معابد انتشرت بعد نبونيد في كل الجزيرة العربية من جنوبة واله المقة المعروف في سبأ الى الشمال في البتراء. وبالطبع نشر نبونيد مع الدين لسانة وهنا نتكلم على تيماء وخيبر حتى قيل ان يهود خيبر اقدم من شتات المعبد الثاني بعد 70م، الى عصر هذا الرجل، ويهود اليمن معهم. وننهي هنا قصة نبونيد المثيرة وننتقل الى السؤال الثاني.
 
ما هو دليلك ان اللغة العربية الحالية اصلها خليط من الآرامي والسبئية؟ والاجابة سيل العرم لسد مأرب اليمني العظيم. وقصة هذا السد هي اقوى الشواهد على نظرية قوة الحضارة السبئية ويرجع تاريخة إلى القرن الثامن ق.م وبقي صامدا يؤدي عمله حتى عام 575م،  بعض الباحثين أعاده إلى القرن العاشر ق.م. تعرض السد لعدة تصدعات ولكن نهايته كانت في العام 575 بعد الميلاد لغياب حكومة مركزية واضطراب الأمن في البلاد وتدخل القوى الأجنبية (الفرس) واستقلال زعماء القبائل بإقطاعياتهم.

فيذكر التاريخ بدء تصدع هذا السد في القرن الاول الميلادي وتهديد سكان اليمن بالغرق. فبدأت حركة هجرة لقبائل اليمن من الجنوب الى الشمال. ومن المناطق التي سكنوها عمان والحيرة شرقا والحجاز ونجد حتى ارض تيماء من الساحل الغربي حتى وصلوا الى بأر غسان الشهير في الشمال. ومنهم تكونت ممالك التي تعرف اليوم بالعربية مثل المناذرة والغساسنة ومنهم قبائل الأزد التي تفرقت إلى أربعة أقسام: أزد شنوءة وأزد السراة و‌أزد غسان وأزد عمان. وقبيلة طئ وعك وهمدان وقضاعة والأوس والخزرج وغيرهم من قبائل العرب المشهورة. وسكنوا كامل الجزيرة العربية وسموا عرب كأهلها لكن ظل السبئيون جنوبا يرفضون هذا الوسم والانتماء حتى ان في نقوش قبائل مذحج وكندة تجد وصف"عربن احقرن" عن عرب الشمال بينما اطلقوا على بدو سبأ لفظ اعراب. وحتى بعد الاسلام بفترة.. فأرضهم جنان خضراء وليست صحراء.

وبعد زوال المملكة النبطية الآرمية علي يد الرومان في 106م تكون فراغ سلطة في شمال الجزيرة العربية وجنوب سوريا. وهنا يبدء تكون اول احلاف لهؤلاء المهاجرين العرب باللسان المختلط وهو حلف تنوخ في 169م. وهو حلف يتكون من قبائل عربية كانت تقطن في جنوب سوريا والأردن (مملكة الأنباط سابقا) وغربي العراق وشمال الجزيرة العربية منذ القرن الأول، أحياناً تطلق عليهم المصادر اليونانية اسم "ساراكينوس". ثم انقسم حلف تنوخ الى المناذرة في الحيرة وتحالفوا مع بلاد فارس وتحالفت الغساسنة مع الروم شمالا. وامتد نفوذ سبأ في الشرق كما كان في الغرب على الساحل قديماً من حضرموت جنوبا الى مملكة كندة في الوسط الى المنطقة الصفائية جنوب السوريا الموطن لآرام والآرمية. 

وهذه اجابة سؤالنا الثالث كيف ومتى تم هذا الخلط؟ تم في حلف تنوخ.  لتبدء الاسامي العربية -التي نعرفها اليوم- تظهر في اسماء ملوك العرب مثل امرؤ القيس ومالك بن فهم وعمرو وجزيمة. واصل كلمة تنوخ هو Tanakh اي التّنخ أو الكتاب المقدس لليهود (العهد القديم) بما أن جميع ممالك الشرق وسبأ بالأخص حكمت بأسم الله. فتحالفوا على اقامة التوراة والكتب المقدسة اليهودية وهذا دليل آخر ان في هذه النقطة من الزمن كان العرب قرأوا النص التوراتي بالآرمية وان الكل اليهود والعرب كانوا يعرفون الآرمية جيداً جداً. ويرجع لهذا الحلف اول النقوش التي تشبة اللغة العربية الحالية مكتوبة بالخط النبطي الآرامي. وهو نقش ام الجمال ونقش النمارة وهي نصوص كتبت بين 250م و 328م كشواهد قبور لملوك حلف تنوخ. واعتبرها العلماء لهجة اقرب الى عربية اليوم!! لكن هي في رأي ان اثبتت شئ فهي تثبت ان العربية التي نتكلم بها اليوم لم تتكون حتى تاريخه في 328م وانها نتاج ال300 مائة سنة اللاحقة لهذا النقوش. وتحديدا في ممالك الحيرة وكندة وغسان التي اخذوا في تطوير الخليط الآرامي والسبئي.. وهذا هو اللسان الذي نتكلم به العربية اليوم.

وعلية لن تجد كلمة او حرف عربي واحد في اي مكان حتى 150م وأول النقوش التي تصح عنها كلمة عربية كما اعرفها هي نقوش عين عبده الموجود في صحراء النقب على طريق البخور ونقوش قرية الفاو بالسعودية من أثار مملكة كندة ثم النقوش الصفوية المتأخرة بجنوب سوريا بادية الشام. والحرف العرب الحالى -باعتراف الأخبارين العرب- ان بشر بن عبد الملك بن عبد الجن الكندي أخو أكيدر بن عبد الملك ملك دومة الجندل في عصر ما قبل النبوة يعود له الفضل في نقل الخط العربي الشمالي (خط الجزم) إلى شبه الجزيرة العربية والحجاز ومكة، فقد علَّم بعض سادتها الخط العربي الشمالي بعدما كانوا يكتبون بالخط العربي الجنوبي المسند.

وبل ان تشابه الاحرف العربية يدل على هذا الخلط. فيدعى العرب ان التنقيط لم يكن موجودا قبل الاسلام فتكتب ثلاث اصوات برسم واحد كالخاء والحاء والجيم (هكذا ح ح ح) أو يرسم صوتين بنفس الرسم كالغين والعين (هكذا ع ع) أو السين والشين (هكذا س س). وهو حرفيا درب من دروب الخيال! فلماذا؟ وكيف! وعلى اي اساس!؟  ترسم اصوات مختلفة بنفس الرسم.. الا انها كتبت في الاساس بحروف مختلفة كحروف المسند الذي يحتوى 28 حرف وتم نقله الى الآرمي الذي يحتوي 22 خرف فقط. وفرق هذه الحروف والاصوات تم دمجها في رسوم مشتركة. كما ان فكرة التنقيط ليست اكتشاف جديد للعرب بل استخدمها السريان والفرس وغيرهم!

بحث عن العرب - الجزء الثاني

 كنا قد وصلنا في الجزء السابق الى البداية! اي كيف بدء كيان عربي موحد تحت حاكم 1000 ق.م. لكن يجب هنا ان نوضح شئ مهم من أجل الامانة العلمية! هناك ثلاث عناصر لأي أمة غير مرتبطين بعضهما ببعض تقريباُ وهم: العرق (او القومية) واللسان والخط. وهذا المبدأ قد يشوش الكثير في بحثهم عن اصول الامم واللغات. فالخط اكثر هذه العناصر استعمالا في البحث حيث انه يمكننا ان نقتفي اثره بسهولة بالمقارنة مع باقي العناصر. فاللسان اثره في علوم اللغويات والاعراق والأمم مسجلة في احماضنا النووية. والخط هو المتاح اثرة في الكتابة والتدوين على الصخور والجدران والبرديات والورق.

الجزء الاول: https://orthozoxiya.blogspot.com/2021/04/blog-post_23.html

ولأوضح وجهة النظر هذه اعطي مثلا هنا من مصر: وهو لغات النوبة الغير مكتوبة. لن تجد لها اثرا على حجر أو صخر. فهل معنى هذا انهم غير موجدين؟ بالطبع لا. وفي بحثنا على اللغات نطبق نفس المبدء فوجود أثر يثبت وجود المبحوث عنة، ولكن غياب الاثر لا يثبت غياب الموضوع قيد البحث. وهكذا الاستدلال على تاريخ اللغة أو قومية معينة بأثر مكتوب قد يكون مضلل في الكثير من الاحيان. فقد تكون لغات النوبية الغير مكتوبة اقدم لغات البشرية او من اقدمها لا احد يعرف هذا.

وهو الحال للاعراق. فسفر التكوين وحدة يحكي قصة عشرات بل يمكن الاف من السنين فالانسان وجد وانتشر قبل اختراع الكتابة بزمن كبير جدا. فلا استدلال واضح من عنصر الى الاخر الا في حدود ضيقة: أذن العرق (القومية) واللسان والخط عناصر غير مرتبطة بعضها ببعض.

فيما يخص بحثنا نذكر ان الآرمية لغة دمشق (بلد نعمان الآرمي في الكتاب) كان يسبقها الأكدية في البلاد ما بين النهرين والهلال الخصيب. ويسبقها ايضا المصرية القديمة في بلاد وادي النيل. وكان اهل اليمن جنوبا لهم لغتهم السبائية ولها خطها المسند للكتابة الرسمية على الصخور والجدران ويرجع اقدم نقوشها الى 1000 ق.م. والسبائية لها خط اسمه الزبور وهو خطها المدور(مثل الفرق بين الخط الرقعة والنسخ في عربية اليوم) وان كان ملاحظ طبعا ان كل هذه اللغات من اصل واحد تتشابة في استخدام الجذر الثلاثي. ولا اعرف صحة نظرية الجذر الثلاثي بالنسبة للسان المصري القديم لكن حسب علم المصريات كان الجزر المصري ثنائي.

ونستكمل تكوين العرب كأمة جديدة تكونت حول طرق التجارة وليس حول مياة الانهار كما في الأمم التي سبقتها. ويشترك معهم الفينيقين فكانوا تجار لكن عرفوا ايضا الزراعة وارضيهم من اجود الاراضى الخصبة. وغياب هذه الخصوبة في ارضي العرب جعلتها امة تعتمد على التجارة وركوب الجمال والترحال. وكان لديهم ظريق البخور وهو الاقدم وطريق الحرير والطرق البحرية لاحقاً.

ونبدء بطريق البخور. فهو طريق نقل البضائع من اليمن جنوبا الى الممالك المجاورة واهم هذه البضائع هي البخور والمواد الصمغية الفواحة. فكانت تستعمل قبل اختراع الصرف الصحي في طرد الروائح الكريهة والتي اعتقد انها تجلب الارواح الشريرة من سوءها وكانت معابد وقصور مصر تأتي بهذا المنتج من ارض البنط جنوبا (الصومال والحبشة) وبابل تأتي به من اراضي اليمن. وكان لرائحة البخور الذكية الفضل في طرد روائح الذبائح في المعابد. ومنها تسمى طريق التجارة باسمة فكانت الجمال تفوح منها رائحة البخور اكثر من التوابل والأقمشة ومنها السر الصيني طبعا الحرير.

وكما ذكرنا كانوا قد عملوا في توريد المواد الخام للملك سليمان لبناء الهيكل. كان هذا هو الوضع حتى ظهرت مملكة بابل في غمضة عين فقد كان كل عمرها 70 عام لكن لها عظيم الاثر في المنطقة التي تسمى اليوم بشبة الجزيرة العربية كلها. فقام ملوكها بعمل عملية ترانسفير (ترحيل) للعرق الاشوري في جميع اراضي والممالك المجاورة لها لتوحيد اللغة وضمان الولاء والاستيطان. وبابل كانت دائما في صراع مع اشور وسياسة الترحيل هذه انتهجتها أشور أيضا من قبل بابل بمائتان سنة. اي من حوالى 750 ق.م وهي مسجلة في التوراة بأسم السبي الآشوري لأسرائيل وبعده السبي البابلي ليهوذا جنوبا. فطمس الاشوريين ومن بعدهم البابليين كل اختلاف لغوي في المنطقة. وتوحدت اللغات كلها في اللغة الآرمية في منطقة ما بين النهرين والهلال الخصيب شمالا بدء من القرن السادس تقريبا حتى ظهور الاسكندر الاكبر القادم من اليونان في معركة 333 ق.م. 

وخير مثال على هذا الترنسفير هم السامريون وقصة عداوتهم مع بني اسرائيل. فالسامريون ليسوا من بني إسرائيل وإنما قومٌ جاء بهم الآشوريون بعد السبي الآشوري عام 722 ق.م، وأن الإسرائليين أخرجوا من السامرة وملأها الآشوريون بقومٍ حملوهم من بلادهم مما يعني أن السامريين خليط عرقي  تهودوا بعد سكناهم لبلاد الشام، واستندوا في ذلك إلى ما ورد في سفر الملوك الثاني: «وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ، وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ عِوَضًا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَامْتَلَكُوا السَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا.»

تأثير هذا الترنسفير والاستيطان استمر حتى ان لسان المسيح كان آرامي وظل هكذا وضع في مناطق سوريا الكبرى وبلاد ما بين النهرين حتى في العهد الروماني بعد المسيح. فقط اليمن جنوبا هى من نجت من عملية التحويل هذه ومعاها الحصن المنيع مصر. لكن ظلت الآرمية المسيطرة على كل المنطقة التي تسمى بالعربية اليوم من سوريا ولبنان شمالاً حتى حدود اليمن جنوبا. ومن لسانهم الآرامي واليمني ظهرت اللهجات الجديدة وانقلبت اللهجات الى لغات كما سوف نشرح.

لكن نختم هذا الجزء بذكر الصراع الذي ظهر في النص التوراتي بين اللسان العبري (الكنعاني) واللسان الآرمي. لكن اوضح اولا ان لا توجد لغة بعينها اسمها العبرية فاليهود خروجوا من مصر الى ارض كنعان فان تكلموا المصرية تعلموا بعدها الكنعانية قي الارض الجديدة مع تغيير في اللهجة. والكنعانية هذه كانت لغة الفينيقيين التي اخترعوا لها الحرف الفينيقي الذي صدر الى اليونان منه للاتيني ولباقي الدنيا. وتعتبر اللغات العبرية والامزيغية اليوم هي اللهجات الكنعانية الوحيدة الباقية الى اليوم بل ان الامزيغ على ساحل افريقيا يختفظون بالخط واللغة الكنعانية لا اللغة فقط.

وفي النص: فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا وَشِبْنَةُ وَيُواخُ لِرَبْشَاقَى: «كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِالأَرَامِيِّ لأَنَّنَا نَفْهَمُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِالْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ عَلَى السُّورِ». فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لِكَيْ أَتَكَلَّمَ بِهذَا الْكَلاَمِ؟ أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟» ثُمَّ وَقَفَ رَبْشَاقَى وَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ بِالْيَهُودِيِّ وَتَكَلَّمَ قَائِلًا: «اسْمَعُوا كَلاَمَ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ مَلِكِ أَشُّورَ. وفي أشعياء لنفس الحدث: فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ وَشَبْنَةُ وَيُوآخُ لِرَبْشَاقَى: «كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِالأَرَامِيِّ لأَنَّنَا نَفْهَمُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِالْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ عَلَى السُّورِ».

لكن بعد الرجوع من السبي قد تغير لسان الشعب الى الآرمية ومنهم من قد سبوا فقط ل 70عام فكانت اليهودية مازالت حية في نفوسهم يتضح هذا من النص في نحميا 8: وَقَرَأُوا فِي السِّفْرِ، فِي شَرِيعَةِ اللهِ، بِبَيَانٍ، وَفَسَّرُوا الْمَعْنَى، وَأَفْهَمُوهُمُ الْقِرَاءَةَ. وبعدها جاء كتب التلمود البابلي بالآرمية ثم يذكر الكتاب جشم العربي ملك قيدرا (بن اسماعيل النبي) كان من ضمن الملوك الذين وقفوا ضد اعادة بناء الهيكل قيقول النص وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَجَشَمٌ الْعَرَبِيُّ وَبَقِيَّةُ أَعْدَائِنَا أَنِّي قَدْ بَنَيْتُ السُّورَ وَلَمْ تَبْقَ فِيهِ ثُغْرَةٌ. وسنبلط ملك السامرة وأبنائه له اثر في برديات جزيرة أسوان ولقينو ابن الملك جشم ملك قيدار أثر يذكر انه ملك قيدار وجد في تل المسخوطة وهي منطقة أثرية في محافظة الإسماعيلية بالقرب من أبو صوير وهذا يدل ان مملكة قيدار كانت ممتدة حتى سيناء غرباً. ويذكر سفر مكابيين حصار أورشليم بخمسين الف مقاتل يوناني مستعانين بالعرب معرفوفين بالزَّبَدِيِّينَ. ويذكر التاريخ انه في عصر ان الحارث الثالث ملك الانباط (بعد مملكة قيدار) جاء مع خمسين الف مقاتل الى اليهودية وانتصر على ارسطوبولس وحاصر اورشليم وفى هذه الاثناء قدم الامبراطور الرومانى " بومبيوس" الى سوريا ليخضعها ولولا تدخل الله لكنوا ازالوها عن الوجود.

فالنتيجة هي ان لمدة 600 عام تقريبا اللغات الحية في المنطقة الآرمية شمالا والسبئية جنوبا. ثم جاء المقدوني باليونانية والثقافة الهيلينية التي تمكنت من فتح باب مصر الذي كان مغلق في وجه اللسان الآرمي.. بمعني ان الآرمي والسبائي واليوناني استمروا لغات المنطقة من قبل 300 ق.م حتى 300 بعد الميلاد.

ولا محالة ان اللغة العربية اليوم خليط من الآرمي والسبائي كما سوف نشرح. وهذا ما قد كرسة اليونانيين في خرائطهم بعد المقدوني 333 ق.م (معركة إسوس) بتسمية المنطقة كلها بالعربية كتعميم في منطقة لا تشغلهم كثيرا ولا تهمهم وقسموا هذة العربية الى عربية البتراء شمالاً (ومعناها الصخرة) ولسانها آرامي والعربية فيليكس أو السعيدة (لأنها أراضي خضراء) وسطا وجنوبا باللسان السبائي ولاحقا اضافوا العربية الصحروية في وسط المنطقة لتقتصر العربية السعيدة على الجنوب السبائي في اليمن. واخذوا هم على عاتقهم تحويل مصر وسوريا الى اليونانية الهيلينية. اذا من هذة الدراسة نصل للنتائج ان اللسان الاصلي للعرب هو الآرامي، وحاليا يطلق علية السرياني االشرقي. ولساننا اليوم هو خليط منها ومن السبائية الجنوبية تكون بعد ميلاد المسيح بالطبع.

بحث عن العرب - الجزء الأول

 نبدء بحثنا هذا في الاصل التاريخي للعرب ككيان موجود بثوة اليوم. لكن كيف بدء ومتى حتى يجمع عناصر ثقافته من تاريخ ولغة
وموسيقى ودين الخ. 

كالعادة نبدء من التوراة! نعم من التوارة بأعتباره وثيقة تاريخية يمكن في رأي ان نثق فيها وتحديدا ستكون بدايتنا من سفر التكون في جدول الأمم بني نوح. فلم يذكر هذا الجدول اي شئ عن العرب ككيان وهو اهتم كثيراً بجدولة وضم جميع الأمم المتعارف عليها وقت كتابته. والذي هو موضع اختلاف فالرأي الرسمي سقول انه كتب عن طريق موسي حوالى 1500 قبل الميلاد والغير رسمي لبعض العلماء شككوا في ان التوراة كتبت بعد رد السبي. وهذا الرأي الاخير مشكلة لأي باحث حيث ان وجود العرب لا يمكن اي كون تأخر لهذا الوقت كما سوف نثبت لاحقا. 

الخلاصة ان جدول الأمم في التكوين لا يذكر امة العرب لكن السفر يذكر أسمان مهمين الاول يقطان بن عابر اخو فالج وله ثلاث عشر ابن. والعرب القحطانين ينسبوا نفيهم له اليوم. والنص يقول: وَلِعَابِرَ وُلِدَ ابْنَانِ: اسْمُ الْوَاحِدِ فَالَجُ لأَنَّ فِي أَيَّامِهِ قُسِمَتِ الأَرْضُ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ. 26 وَيَقْطَانُ وَلَدَ: أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ 27 وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ 28 وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَشَبَا 29 وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو يَقْطَانَ.

وسنتكلم على اسم عابر لاحقا. اما الاسم الثاني هو اسم سيدنا اسماعيل ابن هاجر. وهو كما نعرف من اصل عراقي (أشوري) مصري فأبوه سيدنا ابراهيم من مدينة الكسديم بالعراق/أشور وأمة الكريمة هاجر مصرية. وله ينسب العرب العدنانية او المستعربة نفسهم اليه. وهو معنى كلمة مستعربة اعترافا ان ابوهم اسماعيل لم يكن عربياً ولا حتى ابناءه فأمهم زوجة سيدنا أسماعيل التي اختارتها هاجر له كانت مصرية ايضا..

النص يقول: وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. 13 وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14 وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15 وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16 هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ.

من هنا نبدء بحثنا: مع ان لم يكتب عن اي من يقطان أو سيدنا اسماعيل وصف عربي في سفر التكوين غالبا لأنه في وقت كتابة السفر لم تكن كلمة "عربي" موجودة اصلا. او في احسن الاحوال كانت وصف لمهنة من يسكن الخيام في الصحراء ويرتحل بالرعي ليجد الماء والكلاء. وللتوضيح لا يوجد عرق اسمة عرقا او امة الفلاحين او عرق الحدادين أو النجارين.. الخ

علما ان بنو يقطان واسماعيل من سكان الشمال. وليس للجنوب اليمني اي صلة بهم حتى ظهور الاسلام. وان تشابهت اسماء بعض المناطق في اليمن مع اسماء بني يقطان هو أما من باب هجرة فعلية من الشمال للجنوب لبعض قبائل. او من باب استخدام للأسماء المشهورة. وخير مثل على هذا ان تل أبيب هو اسم لمدينة في العراق على نهر الخابور (قديما) وكانت مكان لسبي حزقيال النبي. ثم اعيد استخدام الاسم  اليوم في اسرائيل للعاصمة. وليس من الضروري ابدا ان يكون سكان حضرموت اليمن هم ابناء يقطان بن عابر فعلا.

ولقبائل اليمن سكان مختلفين تماما عرقيا وثقافيا ولغويا ودينا وان كان انه حدث لاحقا في عهد الهليني اليوناني ان سميت الجزيرة بالعربية وسمي الجنوب بالعربية السعيدة فهذا من باب التعميم. فالمنطقة صحروية وكل اهلها من سكان الخيام الرخل فبالنسبة لليونانيين كلهم عرب. وعلية سمت المنطقة بالعربية وقسموها الى عربية البتراء والعربية السعيدة لاحقا في ال 500 سنة الاخيرة قبل الميلاد.

والآن نرجع الى 1500 قبل الميلاد غياب اي اثر لما يسمى الأمة العربية في التاريخ. لكن يظهر الاسم في النص التوراتي مع الأمم المتعاملة مع النبي سليمان (1000 قبل الميلاد) فيقول النص: فَضْلًا عَنِ الَّذِي جَاءَ بِهِ التُّجَّارُ وَالْمُسْتَبْضِعُونَ. وَكُلُّ مُلُوكِ الْعَرَبِ وَوُلاَةُ الأَرْضِ كَانُوا يَأْتُونَ بِذَهَبٍ وَفِضَّةٍ إِلَى سُلَيْمَانَ.وفي هذا النص لم توصف ملكة التيمن أو ملكة سبأ جنوباً بكلمة "عربية"

كما يظهر جليا دقة التوصيف في النص في حادثة النبي يوسف (حوالى 1950 قبل الميلاد) فيقول وَاجْتَازَ رِجَالٌ مِدْيَانِيُّونَ تُجَّارٌ، فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الْبِئْرِ، وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَأَتَوْا بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ. ولم يصفهم او يذكر كلمة عرب. وفي عصر قضاة اسرائيل اي قبل 1000 قبل الميلاد لم تكن ظهر تسمية لامة بهذا الاسم "عرب" بل تسمى القبائل باسمها فبقول النص: إِذَا زَرَعَ إِسْرَائِيلُ، كَانَ يَصْعَدُ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَبَنُو الْمَشْرِقِ، يَصْعَدُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَنْزِلُونَ عَلَيْهِمْ وَيُتْلِفُونَ غَلَّةَ الأَرْضِ إِلَى مَجِيئِكَ إِلَى غَزَّةَ، وَلاَ يَتْرُكُونَ لإِسْرَائِيلَ قُوتَ الْحَيَاةِ، وَلاَ غَنَمًا وَلاَ بَقَرًا وَلاَ حَمِيرًا. 

كما ظهر كلمة "أعرابي" كوصف لعمل في أشعياء 13 فيقول: اَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ، وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ. وكم نعرف ان النبي اشعياء كتب حوالى 715 قبل الميلاد واستكمل السفر لحكم كورش. وأجمالا كان النص التوراتي يطلق عليهم وصف "بني المشرق" لانهم كانوا يسكنون شرق ارض اليهود والفلسطيني غربهم ويظهر هذا في نص اشعياء: وَيَنْقَضَّانِ عَلَى أَكْتَافِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ غَرْبًا، وَيَنْهَبُونَ بَنِي الْمَشْرِقِ مَعًا.

وعلية يعتبر النص في التوراة اقدم دليل تاريخي يذكر فيه كلمة عرب. وهذا التاريخ (1000 ق.م) في التوراة يعتبر اقدم تاريخ لظهور امة وكيان للعرب سكان الصحراء. وقبل حتى تاريخ ظهور هذة الكلمة في السجلات الاشورية وصفا للملك جندبو العربي وهو كان أحد ملوك مملكة قيدار العربية عام 853 ق.م وشارك بألف جمّال مع جيش الحلفاء في معركة قرقر ضد الدولة الآشورية، وقد ذكرته المصادر الاشورية، ويعتبر هذا السجل من الإشارات الأولى والاقدم إلى وجود العرب في ذلك الوقت. قاد جندبو القوات العربية في معركة قرقر (853 قبل الميلاد) وكان حليف بن حديد ملك الاراميين في دمشق، قاتلا معا ضد الاشوريين، ذكر في السجلات الاشورية كعربي ويعتبر ذلك اقدم ذكر "للعرب"، ولكن يظل شمالا في بلاد سام أو الشام كما نطلق عليها اليوم وليس للحجاز او الجنوبها اي علاقة بالعرب حتى هنا.

وفي النص: فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: «هُوَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَيَّ، وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَيُرَدِّدُ يَدَهُ فَوْقَ الْمَوْضِعِ فَيَشْفِي الأَبْرَصَ. أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ نَهْرَا دِمَشْقَ أَحْسَنَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَمَا كُنْتُ أَغْتَسِلُ بِهِمَا فَأَطْهُرَ؟» وَرَجَعَ وَمَضَى بِغَيْظٍ. وفي موضع اخر مع النبي اليشع.. وَأَمَّا مَلِكُ أَرَامَ فَكَانَ يُحَارِبُ إِسْرَائِيلَ، وَتَآمَرَ مَعَ عَبِيدِهِ قَائِلًا: «فِي الْمَكَانِ الْفُلاَنِيِّ تَكُونُ مَحَلَّتِي».

وهنا نلاحظ تزامن النص مع الدليل الاركيولوجي في تاريخ تكون تجمع لأمة العرب شمالا وهو من 1200 ق.م الى 900 ق.م. هؤلاء كانوا يتكلمون الآرامية بالتأكيد والسريانية الشرقية اليوم هي الاقرب للسانهم. وهي مختلفة عن الكنعانية/العبرية المنتشرة في اسرائيل انذاك فهي لم تكن اللغة الوحيدة لمنطقة الهلال الخصيب كما حدث لاحقاً كما سوف نشرح. وان كان اللغتان الآرامية والكنعانية تشتركا في اصل واحد يستعمل الوزن الثلاثي.

عن التغريبه الموريسكية!!!

الموريسكيون او الموورش كما يعرفون في اسبانيا هم المسلمين الذي ظلو في الاندلس بعد تحريرها على يد ملوك أراغون وقشتالة فرديناند وإيزابيلا. ويكتب التاريخ انهم قد عانوا الاضطهاد المنظم على يد الكنيسة مدعومة بالسلطة الحاكمة.

كانت إمارة غرناطة آخر منطقة يحكمها المسلمون في شبه الجزيرة الإيبيرية. في يناير 1492، بعد حملة دامت عقدًا كاملًا، استسلم محمد الثاني عشر وسلم الإمارة للقوات الكاثوليكية التي قادها الحاكمان فرناندو وإيزابيلا. وبعد الاتفاق على معاهدة غرناطة، التي وُقعت في نوفمبر من عام 1491، والتي ضمنت مجموعة من الحقوق لمسلمي غرناطة (مثل التسامح الديني والمعاملة الحسنة) مقابل الاستسلام.
وفي البداية، اتبع الحكام الكاثوليكيين المعاهدة حتى يقال انه عندما زاروا غرناطة (فيرناندو وإيزابيلا) في صيف 1499، رحب بهم حشد متحمس من رعاياهم تضمن الكثير من المسلمين. ولكن مع الوقت وصل رئيس أساقفة طليطلة فرانشيسكو الى غرناطة ليقف امام اسقفها المتسامح دينيا تالافيرا لتبدء المشاكل.
فبدأ فرانشيسكو بدعم من السلطة بإرسال من لم يتعاون من المسلمين (خصيصًا النبلاء) إلى السجن ليتعرضوا لمعاملة قاسية إلى أن يوافقوا على التعميد (التحول الديني). ادت هذة المعاملة القاسية الى اندلاع اول الثورات الاسلامية في اسبانيا في منطقة البيازين ومع انها كانت اضطرابات بسيطة، الا ان ملوك اسبانيا اتخذوا منها ذريعة لنقض معاهدة غرناطة.
وبرغم أن الثورة في البيازين انتهت سريعا (في عشر ايام) وتحولت غرناطة اسميًا إلى مدينة مسيحية، انتشرت الثورة إلى الجانب الريفي. هرب قادة ثورة البيازين إلى جبال البشرات. سكان تلك الجبال، المسلمين بذلك الوقت، تقبلوا الحكم المسيحي بدون حماس. قاموا بسرعة للثوران لما اعتبروه إنتهاكًا لمعاهدة غرناطة.
ومن 1499 - 1501 قامت وانتهت ثورة البشرات الاولى؛ ومن 1568-1571 انتهت الثورة الثانية! ففي 1567 أصدر الملك فيليب الثاني مرسومًا قضى بإنهاء كل أشكال التسامح مع الثقافة المورسكية، فحظر استخدام اللغتين العربية والأمازيغية (البربرية)، ومنع ارتداء الملابس المورسكية، وأجبر المورسكيين على التسمي بأسماء مسيحية، وأمر بتدمير كل الكتب والوثائق المدونة باللغة العربية، وبتعليم جميع الأطفال المورسكيين على أيدي قساوسة كاثوليك. ويرى البعض أن فيليب الثاني أصدر هذا المرسوم بنية دفع المورسكيين للثورة ليتخذ ذلك ذريعة لإبادتهم أو طردهم، أو أنه كان يريد ضمان ولاء المورسكيين بدمجهم دمجًا كاملًا في المجتمع الإسباني.
تسببت سياسة فيليب الجديدة المتشددة في اندلاع ثورة مسلحة في المناطق التي كانت في الماضي جزءًا من مملكة غرناطة. خطط للثورة فرج بن فرج ـ الذي ترجع أصوله إلى بني الأحمر آخر حكام غرناطة من المسلمين ـ ومحمد بن عبو (واسمه الإسباني دييغو لوبيث)، وجمعا القوات وطلبا المدد من ملوك شمال إفريقيا.
ولتتخيل معي ان الموريسك كانوا اكثر حضارة بكثير من غزاتهم الاسبان.. فأوروبا التي كانت وقتها تعاني من اثر وباء الطاعون المتفشي نتيجة قلة اهتمامهم بدفن الموتى بالطريقة الصحيحة، تنظر بعين الحسد الى الاندلس، التي كانت تسقي حدائقها بمياة جارية لعامة الناس، بل وينعم نبلائها بترف العيش بين السواقي والغناء الاندلسي.
في هذا الوقت، كانت اوروبا تحاكم مثقفيها بتهمة الرشدية (قرائة كتب ابن رشد او #Averroes كما يسميه الأوروبيون) طيلة ثلاث قرون كاملة، كانت افكار المفكر الاندلسي ابن رشد تمثل الخطر التنويري الاول على الكنيسة لما فيها من تقديم للعقل عن النص وتوفيق بين الفلسفة والدين.

أحدث ابن رشد ما يمكن وصفه بالزلزال الفكري في أوروبا، وكانت أطروحته أن هناك حقيقة واحدة فقط يمكن الوصول إليها عن طريقين مختلفين: عن طريق الإيمان، وعن طريق الفلسفة (العلم والتفكير النقدي). وعندما يتعارض الطريقان فهذا يعني أن علينا قراءة النص المقدس بطريقة تأويلية، وبكلمات أخرى، البحث عن فلسفة الحقيقة (أو العلم) أكثر أهمية من الإيمان. وبصرف النظر عن ذلك، فإنه ضد القول بخلود الروح، وضد القول بحدوث العالم.
وعلى الرغم من تشدد الجانب الاسلامي نفسة ضد كتابات ابن رشد الا انها لاقت طريقها للخلود عن طريق أتباعه من سائر الديانات وابرزهم ابن ميمون الفيلسوف ورجل الدين اليهودي (الطبيب الشخصي لصلاح الدين الايوبي).. واللاهوتي توما الاكويني، برغم من اختلافه مع فكرة الحقيقة المزدوجة التي شرحتها.
وشكل اتباع ابن رشد في أوروبا تياراً فلسفياً قوياً في القرون الوسطى، بداية من القرن الثالث عشر وحتى السادس عشر، شغل الفكر واللاهوت الغربي وقد أطلق على هذا التيار إسم الرشدية، وقد أطلق الاكويني نفسه هذا الاسم عليهم في كتابه «وحدة العقل ضد الرشديين»، تركزت قوة الرشديين في كلية الفنون في جامعة باريس التي ازدهرت في القرن الثالث عشر واتجهت نحو الفلسفة والمنطق. يقف في طليعة الرشديين اللاتين سيجير دي برابان (ت 1284م) الذي درس في جامعة باريس وكانت له حوارات كثيرة مع اللاهوتيين وخاصة الاكويني. (خاصة قضية وحدة العقل والحقيقة المزدوجة). ومن رموز الرشدية في القرن الرابع عشر جان دي جندان، ومار سيليو دي بادوا; وليم الأوكامي، وقد استمر وجود الرشدية كاتجاه فكري فلسفي يتسم بمعارضة الكنيسة حتى عصر النهضة مع بومبانازي وكريمونيلي، اندرياشيزالبينو..
وللحديث بقية

Western Science Myths

- They told you: the ancient people thought that the world was "flat", and that the Church persecuted those who said the earth was round ...
This is false propaganda.



Pythagoras, who wrote in Greek before Christ, confirmed that the earth is round. (570 - 495 BC). Likewise, Plato and Aristotle (384 - 322 BC) emphasized the sphericity of the Earth.
In the Bible, the following verse reads: “He sits enthroned above the circle of the earth” (Isaiah 40:22) -NIV
Considering that the official Roman language was Greek Roman, they studied this heritage well and understood that the Earth was spherical centuries before the West understood this fact.
Also, the double-headed eagle, the symbol of the ancient Rome, holds a "Globus Cruciger" Orb in its hand.
- They also told you, that the ancient people thought the Earth was fixed and that it was the center of the universe, and that the sun revolved around the earth. And they taught you that the Church persecuted the scholars who considered the sun the axis of the universe. (Such as Nicolaus Copernicus and Galilee).
This is also false propaganda.
This is because the attackers only looked at the Latin Church of the West .. and generalized .. they did not look at the Greek Churches of the East.
The truth is that Aristarchus of Samos (310-230 BC) wrote in Greek centuries ago about "the centrality of the sun" and said, "The earth revolves around the sun and around itself, and from this rotation it alternates night and day."
As for his teacher, Philolaus (470 - 385 BC), he affirmed that the universe is very broad and that Earth is not the center of the universe. Likewise, Seleucus of Seleucia, a Greek philosopher from the second century BC, affirmed that "the earth revolves around the sun."
It is true that the ancient Greek scholars did not agree on this theory, and it is true that the West did not know these facts until late (in the sixteenth and seventeenth century with Nicolaus Copernicus 1473-1543 AD, and Galilee 1570-1612 AD), and it is true that the Western Latin Church persecuted scholars for a while... .
However, in the East, especially in the Byzantine Rome, because of their Roman (Greek) language, studied all this prolific scientific output of the ancient philosophers of Greece, and passed it on to new generations.
The Byzantine Roman Church accepted science, and did not persecute the scholars. Rather, the universities of Constantinople taught this ancient philosophical product and prepared the world for the age of reason.
The scholars considered that the fall of Constantinople, "the capital of Byzantine Romans" in 1453 AD, emigrated its scholars to Western Europe to flee from the Ottomans, carrying with them thousands of ancient Greek "Roman" manuscripts, which the West studied ... so it produced its scientific revolution ... and gave birth to Nicolaus Copernicus and Galilee..