مذابح السيفو أشورية وسريان وآرمن

4/24/2021 02:27:00 ص 0 Comments


في اعتقادي قصة هؤلاء النسوة المهتمات بستر عوراتهن بشعر رأسهن وهن معلقات على خشبة الصليب، لا تبدء في ابريل عام 1915، بل قبلها بحوالي الف عام، اي في سنة 1054م! سنة الانشقاق العظيم او ما يسمى بـ great schism، هو زمن انقسام المجمع (الخلقدوني) على نفسة بين الغرب في روما وبين الشرق، اي في القسطنطينية. في 1054، طلب البابا ليو التاسع بابا روما السلطة على بطاركة اليونان الاربع، كما طلب ايضا اضافة لفظ -نسبيا صغير وبدون اي معنى- الى قانون الايمان وهو انبثاق الروح القدس من الابن والاب لا من الآب فقط. مهددا الكيان الكنسي كلة بالانهيار ان لم تخضع القسطنطينة الى سلطة روما.
وهنا حدث الانقسام ليس فقط بين عقائد الكنائس، بل انقسم الغرب والشرق لغويا وثقافيا و سياسيا وفشلت كل محاولات الوحدة، المنافقة منها والصادقة، الامر الذي مهد بعد 150عام لنهب القسطنطينية عاصمة الشرق التي لا تقهر بوسطة اخوتهم المسيحيين الغربيين سنة 1204م بعد نهب تسالونيكي في 1185م وبعد مذبحة اللاتين في 1182م .. وكأن الروح القدس قد نزع حمايتة عن حكم هذا المجمع!
في 1204م، تم محاصرة المدينة التي لا تقهر -القسطنطينية- بواسطة الحملة الصليبية الرابعة التي كانت من المفترض لها التوجه الى مصر ومن مصر الي اورشليم .. وهنا تم تغير وجهتها في البندقية من اجل المال! .. هذة الامبراطورية التي دامت الف عام لتبدء من حكم الملك قسطنطين العظيم 325م الى تاريخ سقوطها في 1454 في عهد ملك يسمى ايضا قسطنطين! وبين التاريخين تاريخ اعظم الخيانات التي تمت على الاطلاق.. خيانة الغرب المسيحي لأخوتهم في الشرق بتحريض من خنازير البندقية محبي المال والذهب.
ليتهم لم يفعلوا، فهجم المسيحي الغرب على مسيحي الشرق، وماتت الامبراطورية الشرقية، لتكون سهلة المنال للجيش العثماني في 1454 .. فدافع اهلها عنها باستماتة حتى مع قدوم الغازي العثماني (بهذا السلاح الجديد) وهو المدافع، بل اكبر مدفع في العالم صار يدك اسوار العاصمة .. وخسرنا يومها ما لا يمكن تعويضه انها قسطنطينة ٱيا صوفيا .. بعد الاسكندرية وبعد انطاكية .. خسرناها.
كان هذا في النفس الوقت الذي كانت تتحرر فيه ما يسمى بالاندلس ع يد حكام قشتالة والاراغون في اسپانيا!
كان الإمبراطور البيزنطي قسطنطين واقعيًّا حين أقنعته المحنة أنَّ الأُخوَّة المسيحيَّة والتعاون الأرثوذكسي - الكاثوليكي هو أحد الوسائل الأساسيَّة لإنقاذ العاصمة من خاتمةٍ مُروَّعة، وأدرك أنَّ الأسوار السميكة والسلسلة الحديديَّة الغليظة الطويلة، التي أغلقت مدخل القرن الذهبي، وعزيمة الرجال وحملة إنقاذ من أوروپَّا الغربيَّة؛ هي التي يُمكن أن تدفع الاتراك بعيدًا عن أسوار القسطنطينيَّة، لذلك طلب النجدة من أوروپَّا على وجه السُرعة، لكنَّ الرد الأوروپيّ جاء مُتفاوتًا وفقًا لمصلحة كُلِّ دولة. فلبّى أهالي جنوة طلبه، وأرسلوا أُسطولًا بحريًّا تحت أمرة يوحنَّا جوستنياني للمُساعدة في الدفاع عن المدينة، كما قدَّم الجنويّون المُقيمين في مُستعمرة غلطة المُجاورة، أربعة آلاف مُقاتل، لم يكن هدفهم الحقيقي مُساعدة الروم بقدر ما استهدفوا سبق البنادقة، في حال النصر. وكان في المدينة حوالي ألفٍ وستُّمائةٍ من البنادقة وغربيّون آخرون يعيشون فيها، وقد عدُّوا هذه الحرب على أنَّها حربهم. وأبدى البابا نقولا الخامس استعداده للمُساعدة، شرط أن تتحد الكنيستان الشرقيَّة والغربيَّة. وافق قسطنطين على هذا الشرط، على الرغم من عمق جُذور العداوة التاريخيَّة بين الأرثوذكس والكاثوليك، ورُغم أنَّهُ كان هو نفسه حاميًا للمذهب الأرثوذكسي وحاميًا للبطريرك المسكوني، ومن ثُمَّ فإنَّه من غير المُمكن أن يتبع بابا روما من الناحية المذهبيَّة. لكن رُغم ذلك، حاول الإمبراطور إظهار إيجابيَّته للبابا، فقبل أن يُرسل الأخير مندوبًا عنه إلى القسطنطينيَّة ليُتمَّ إجراءات الاتحاد، وبالفعل أرسل البابا الكاردينال إيزيدور إلى عاصمة الروم الشرقيَّة حيثُ ترأّس قدَّاسًا احتفاليًّا في كاتدرائيَّة آيا صوفيا وفقًا للأصول الكاثوليكيَّة يوم 20 ذي الحجَّة سنة 855هـ المُوافق فيه 12 كانون الثاني (يناير) سنة 1452م، دعا فيه للبابا وأعلن توحيد الكنيستين. ويبدو أنَّ الشعب البيزنطي اشمأزَّ مما حصل، إذ قال رئيس الوزارء البيزنطي الأرشيدوق نوتاراس جُملته التاريخيَّة، مُعبرًا عن هذا الشعور: «إنَّني أُفضِّلُ أن أُشاهِدَ في دِيارِ البيزنطِ عَمائِمَ التُركِ على أن أُشاهِدَ القُبَّعةَ اللَّاتينيَّة». وهكذا حال تعصُّبُ الشعب دون تقديم المُساعدة البابويَّة. أمَّا الدُول الأوروپيَّة الأُخرى فلم تُحرِّك ساكنًا لمُساعدة الروم، فقد كانت كُلًّا من إنگلترا وفرنسا مُنهكتين ومواردهما مُستنزفة بفعل حرب السنوات المئة، وكانت إسپانيا في آخر مراحل حربها مع المُسلمين لإخراجهم من الأندلس، وكانت رُحى حربٍ مُميتةٍ تدور بين الإمارات الألمانيَّة، ولم ترغب المجر وبولونيا (پولندة) من تكرار تجربتها المريرة مع العُثمانيين في معركة ڤارنا.
وكتب قسطنطين أيضًا إلى مُلوك وأُمراء وسلاطين الشرق المُسلمين منهم والمسيحيين، مُبينًا لهم الخطر الذي يتهدَّدهم نتيجة نموِّ الدولة العُثمانيَّة وتزايد قوَّتها. فطلب من ملوك طرابزون والكرج وفُرسان القديس يوحنَّا وأمير القرمان وشاه فارس وسُلطان مصر أن يمدوه بالعون، لكن أحدًا من هؤلاء لم يُجب دعوته، فاضطرَّ البيزنطيّون عندئذٍ أن يُدافعوا بأنفسهم عن عاصمتهم. والواقع أنَّ الإمبراطور البيزنطي كان بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى القوَّة البشريَّة، فلم يترك سبيلًا إلَّا وسلكه للحصول عليها، لكن الدُول الأوروپيَّة والبابويَّة لم تكن على قدر المسؤوليَّة، بفعل اختلاف السياسة الدينيَّة. أمَّا الشعب البيزنطي فكان في تخاذلٍ مُستمر، إذ تعوَّد على الحياة الهادئة، ولم يقتنع الكثير من الناس بإمكانيَّة تخطّي أيُّ جيشٍ تلك الأسوار العظيمة التي حمت المدينة من الغُزاة طيلة قرونٍ وقرون، وانصرف العديدون إلى سماع مواعظ الرُهبان المؤمنين بأنَّ مُعجزةً سوف تحصل وتدفع الاتراك بعيدًا عن المدينة المُقدَّسة.
ومع سقوط المدينة على يد محمد الفاتح 1452م الى السلطان عبد الحميد الثاني 1900 (الذي اتهم مسيحي المملكة رسميا بالخيانة) حوالى خمسمائة عام صعد فيها نجم الانكشارية وحريم السلطان (صاحبة الفتنة روكسلان) ثم ثورات الانكشارية ضد الملك ثم ضعف المملكة مع بداية القرن العشرين.
وفي الحرب الروسية العثمانية (1877-1878) انتهت بنصر الإمبراطورية الروسية الحاسم وجيشها من خلال احتلال أجزاء كبيرة من شرق تركيا، ولكن ليس قبل أن يتم تدمير المناطق الأرمنية بأكملها من خلال المذابح التي ارتكبت مع تواطؤ السلطات العثمانية. في أعقاب هذه الأحداث، قام البطريرك نيرس ومبعوثوه بزيارة متكررة للقادة الروس للحث على إدراج بند يمنح الحكم الذاتي المحلي للأرمن في معاهدة سان ستيفانو المرتقبة والتي وُقعت في 3 مارس من عام 1878. كان الروس متقبلين وأقاموا الشرط، لكن العثمانيين رفضوه بشكل قاطع أثناء المفاوضات.
ومن هنا تبدء حكاية الابادة بتهمة "التحرر" او "الخيانة" اي كانت التهمة بالنسبة لك فلا يهم.. تم ابادة مليون ونصف آرميني ومثلهم من سريان واشور وكلدان فيما يعرف باكبر مذبحة بشرية حدثت في التاريخ بعد الهلوكوست. بل يقال ان هتلر عندما اراد اقناع جنودة بأبادة اليهود ضرب مثل لهم بأبادة الارمن .. وأنه لم يعد احد يذكر هولاء! #فهل_نذكرهم_نحن ؟!

0 comments: