تاريخ الخروج من مصر من مصادر فرعونية - الجزء الأول
كثر الحديث عن مسلسل "الملك" وهو من وحي قصة احمس فرعون مصر المعاصر لمولد موسى النبي وقاهر الهكسوس شمالا. وفي هذا الاطار، عن مصر سنكتب بعض الاعجيب!
سوف نقوم بعمل ربط تاريحي لما نعرفة من معلومات من الحفائر والاثار والنص الكتاب المقدس في سفر التكوين واسفار سيدنا موسى اللاحقة باعتبارها نصوص تاريخية يمكن الاستدلال بها في الموضوع..
ولان يتم تشوية ما حدث بحقائق مزيفة ابتدعها على مر الزمان ألوان غريبة من البشر شككوا بكل شئ حتى لفظ فرعون نفسة وهو اللفظ المستخدم اثناء حكم الإسرة الثامنة عشر فقط لوصف البيت العالى او بيت رع الملكي (بيررعا). وهو قد استبدل بعد هذا بألقاب جديدة. غيرة ليظهر لاحقاً في النص التوراتي كما هو "فرعا" او "برعا". ومن بعد ذلك استعاره اليونانين والرومان والعرب لوصف ملوك مصر القدامى.
فأولاً اسم احمس مكون من مقطعين وهما اه او اعَ (بفتع العين) وهو اسم قديم لأله القمر و موسَ بفتح السين وهي نهاية مستخدمة بمعنى الأبن فهو معنى اسمه الحرفى (ابن اله القمر اع) وموسَ هي نفس النهاية المستخدمة في أسماء مصرية قديمة مثل RaMose و ThutMose وغيرهم. وعلية اسمى نبي الله موسى هو اسم مصري اصيل. ولا نعلم على وجه التحديد اذا كان المقصود منه حرفيا معني "الابن" او هي فقط صدفة. او ان الاسم كان يستخدم للأشارة انه من بيت الملكي المصري.. ومثل "فرعون" و اسم "موسى" اسامي المدن والاشخاص الواردة في القصة اسماء مصرية اصيلة بل وحقيقة وسوف نذكر هنا مدينة رعمسيس. كما ظهر اسم "فوطيفار" علي نقش مصري بأسم "فوتي فارع" في لوحة بالمتحف الكبير تحت رقم JE 65444. هكذا اسم النبي يوسف "صفنات فعنيح" وان لم يوجد على نقش فله معنى باللغة المصرية القديمة.
تقول القصة التوراتية ان سكان البلاد السامية (او الشامية لأن حرف ال س كان ينطق ش شمالاً) والكنعانية الحامية كانوا من المعتاد أن يلجأوا الى مصر هرباً من المجاعة والجفاف بدءا
من
زيارة ابينا ابراهيم وامنا سارة المكتوب عنها: وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا
والى
نزول بني يعقوب (إسرائيل) الى مصر لنفس السبب حتى وجدوا اخيهم يوسف يحكم البلاد بدرجة vizier او وزير أول ومكتوب ان سيدنا يعقوب قال لأبنائه «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَنَّهُ يُوجَدُ قَمْحٌ فِي مِصْرَ. انْزِلُوا إِلَى هُنَاكَ وَاشْتَرُوا لَنَا مِنْ هُنَاكَ لِنَحْيَا وَلاَ نَمُوتَ». 3 فَنَزَلَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحًا مِنْ مِصْرَ.
وهو مطابق تماماً لما نعرفة! فيوجد في تاريخ مصر "ثقباً اسود" وهو فترة حكم الهكسوس لشمال مصر. هذه الفترة تم إزالة كل المعلومات عنها واعادة كتابتها من قبل ملوك مصر بعد أحمس. لكننا مازلنا نجد بعض البقيا والآثار تشهد لنا عن ما حدث.
فكان الهكسوس قبائل اسيوية هاجرت الى شمال مصر بحثا عن الرزق ولا يذكر في تاريخنا انهم دخلوا مصر عنوة او بالقتال بل مجرد هجرات متتابعة رحب بها المصريين أول الامر.. لكن من المعروف ان القبائل الاسيوية المهاجرة قد تحالفت ضد أصحاب الأرض الاصليين وقامت بطرد المصريين من ارضهم شمالا الى الجنوب وانفردوا بالحكم.
لا شك عندي ان القصة ابينا إبراهيم وابناء يعقوب في التوراة كانت في اطار هذا التاريخ المكتشف حديثاً. وان كان وجب ان ننوه اننا نتكلم ع عائلة عبرانية صغيرة من عائلات كثيرة وقبائل اسيوية. وكما نعرف ان أبينا ابارهيم كان مهاجراً من أور السومرية التي تقع جنوب ارض العراق.
من العجيب ان المصريين حسبوا الملوك الرعاه (القبائل) من ملوك مصر والأسر الفرعونية الحاكمة (راجع تقسيم مانيتون). وكانت عاصمة الهكسوس تدعى أفريس ولاحقا تانيس بكسر التاء وكسر وتشديد النون وأحيانا تسمى اليوم ب "تل تنيس" . وهي عاصمة تقع شمالا في الدلتا وهو ما لم يقم به المصريين ابدا فعواصم المصرية قبلها دائما تقع في جنوب الوادي او ما كان يعرف بمصر العليا. وهي مدينة صوعن (آثار قنتير وتل اليهودية وتل الضبعة) مركز بلبيس والحسينية بالشرقية والتي تتعرض اليوم للنهب والسرقة.
ويجب علينا ان ننوه ان لو كان هناك اثار لقبائل اسيوية قبل نبي لله موسى فلا نتوقع ان نجد اثار لطقوس وعبادة موسوية بل مجرد أسماء وعادات قبلية اسيوية كنقوش القبور وطرق الدفن وهكذا أثر.. ومن أهمها هي عادة ختان الذكور! فالمصريين ختنوا ذكورهم كنوع من التقديس كاليهود ويتضح هذا من اثار مصرية مرسومة لختان ذكور بالغين (الصورة هنا لمشهد الختان من قبر Ankhmahor في سقارة)
ناهيك عن انه في مصر القديمة اعتبر شعر الرجال غير طاهر فكان يحلق الكهنة والملوك شعورهم وليس كما هو الحال في صورة قفيش المسلسل! وتصحيح آخر لسكربت تقديم #موكب_المومياوات_الملكية على لسان الفنان القدير حسين فهمي: ان إيمان المصريين القدماء بالحياة الآخرة والحساب بعد الموت دفعهم دفعاً للابداع في حفظ الحقوق وتطبيق العدل. وهذا ما جعل لذكراهم واعمال أيديهم المجد الخالد الذي نراه ونفتخر به اليوم. هذا العدل الذي انصف نبينا يوسف بعد ظلم اخوته له، وان كان فرعون يوسف من الهكسوس -كما يدعى البعض- فالهكسوس الأسيوين جائوا أصلا لمصر طمعاً في عدلها وكرم أرضها وكرم أهلها هروباً من الجوع والفقر والموت.
ويتبع عن أحمس وتحتمس الثالث واخناتون ورمسيس في اجزاء قادمة!..
0 comments: