نعم اوريجاني الهوى! - الجزء الاول

7/29/2020 10:25:00 ص 0 Comments



اوريجانوس اللغز الذي حير الكثيرين في تاريخ المسيحية .. هل كان جاني ام مجني علية؟
احاول هنا ان اكون محايدا في دفاعي هذا الرجل .. فانا اوريجاني الهوى، ولكن ليس للهوى دخل في حكمنا هذا!

سأتناول في هذا الجزء اوريجانوس التاريخي؛ وفي الجزء الثاني سنبحث عنه من الناحية العقدية، هل هو مبتدع ام مجتهد؟
فاوريجانوس لا يعامل معاملة اهل البدع في تاريخ الكنيسة كآريوس مثلا، بل تحفظ له الكنيسة المصرية لقب "علامة" حتى يوما هذا اعترافا منها بفضل هذا الرجل المصري على العالم المسيحي..
https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_363.html

قال عنة البابا الشنودة الثالث: أوريجينوس هو شخصية احتار الترايخ فيها وشخصية بسببها تشاجر قديسين مع قديسين !!
في محضارات الأكليريكية..
https://www.youtube.com/watch?v=85Z9VuavuAU

ورجانوس كأي عالم مجتهد له اخطاءه التي لا ارها تفلل من قيمة هذا الرجل العلمية وقداسته
وهنا محاضرة علمية عن الفكر اللاهوتي للعلامة أوريجينوس من الأنبا مقار..
https://www.youtube.com/watch?v=gRCQ9mF-qPw

اما اعداء اوريجانوس، فلكل منهم سبب يجعله يكره اوريجانوس .. لسبب او آخر.. فهذا حقدا، وذاك من اجل خصومة، وهذا لأجل السياسة .. او قد يكون مقتنعا برأياً عقديا .. كل له اسبابه، وسأعطي هنا بعض الأمثلة:

اولا، البابا ديميتريوس الكرام، كل مؤهله ليكون اسقف المدينة العظمى الاسكندرية هو حلم قد حلمة البابا يوليانوس السابق له!.. ومن الحقائق المعروفة عنه انه كان ابن الستين عاما عندما اختير ليصبح بابا الاسكندرية .. فلاحا صاحب كرم .. ليس بكاهناً او حتى شماساً .. امي لا يعرف القراءة والكتابة .. متزوج لسبعًا وأربعين سنة (ولم يعرف امرأته معرفة الازواج) .. ساهم في وضع الحساب الابقطي عن طريق احد اكبر علماء الاسكندرية الفلكيين وهو بطليموس صاحب كتاب " المجسطي "

فهل البابا ديميتريوس حقا مؤهلا ليحكم بهرطقة عالم الاسكندرية الفولاذي اوريجانوس، الذى قد خصى نفسه خوفا من شهوة عينة.. الذى ترفع يوما عن مناصب الكهنوت مكتفيا بالتعليم .. مَن شجع ابوه على الاستشهاد وهو مازال في سن المراهقة .. مَن انسحب من المشهد بعد محاكمته مفضلا ان يحافظ على سلام الكنيسة ووحدتها على ان يثبت برأته وحقة !!؟

ونذكر هنا انه لما تنيح ديمتريوس الكرام (12) خلفه اثنان من تلاميذ اوريجانوس هما ياروكلاس ( 13 ) ، وديونيسيوس ( 14 ) ، وكان ديونيسيوس من أكبر المعجبين باوريجانوس وقد أرسل له رسالة جميلة يقول له أن اسمه سيظل محترماً ومحبوباً على مر الأيام ويدعوه للرجوع والجهاد من أجل الإيمان ، ولكن اوريجانوس فضل البقاء فى فلسطين ليتمم العمل الذى بدأه هناك .

---
عزيزي القارئ المحايد، ان كنت تبحث عن مجد الجماعة بمنطق ان الكنيسة المصرية لا تخطء فأحب اقدم لك مثلا واضحاً لخطء هذا المعتقد.. فنحن لدينا قصة واضحة وضوح الشمس من تاريخ الكنيسة االمصرية عن البابا الستين الذي قيل انه ترك الايمان؛ فقتله ابنائه من الاقباط .. ويدعى البابا ثاوفانيوس.
فقول ان اباء الكنيسة مقدسين منزهين عن الخطء لا يستند على اي دليل او منطق!! .. بل ان حتى انبياء العهد القديم قد أخطأوا وتابوا
---

ومن اعداء اوريجانوس، البابا ثاؤفيلس، خال البابا كيرلس عمود الدين، وهو كان اوريجاني اصيل قبل اختلافه مع الاخوة الطوال ولجوئهم للقديس يوحنا ذهبي الفم في سوريا.. وهو ما اعتقد انه مجرد سبب مزيف اتخذة البابا ثاؤفيلس ليطارد القديس ذهبي الفم ارضاءا ل”إليا إيودوكسيا" زوجة إمبراطور القسطنطينية "ثيودوسيوس الثاني" ولأسباب مادية محضة (سيمونية)، وهذا ليس تفسيري، بل هو تفسير الانبا إيسوذوروس في الخريدة النفيسة الجزء الاول ص 446 و 447 .. نقلا عن المؤرخين القدماء سقراط و سوزيمينوس وتيودوريتس وعلى الاخص بلاديوس الذي كان شاهد عيان لهذة الحادثة المحزنة.

اما عن البابا كيرلس ابن اخت البابا ثاؤفيلس - له منا كل لاحترام- فهو كتب في الرسالة الحادية والثمانون إلى رهبان الأسقيط يقول: "تجرأ البعض بأن يقول إن أوريجانوس كان معلما للكنيسة . هل هذا لائق لطرحه مع مثل هؤلاء الأشخاص ؟
لو أن أوريجانوس معلم الكنيسة ، إذن فليتهلل الآريوسيون والأنوميون و والوثنيون .....
أن من يتبع الآباء القديسين لايشك في أن أولئك الذين يقفون مع أوريجانوس يتبعون إنحراف الوثنيين وجنون الأريوسيين"
وقد كان البابا كيرلس مازال صغيرا عندما أخذه خالة البابا ثاوفيلس -سابق الذكر- معه إلى القسطنطينية حيث اشترك كشماس في أعمال مجمع السنديان الذي عزل القديس يوحنا ذهبي الفم بتهم كثيرة اولها انه كان اوريجاني المعتقد هو والرهبان المعروفين بالاخوة الطوال. والغريب هنا ان تهمة الاوريجانية -مع انها اساس الخلاف- لم تكن من ضمن التهم التسعة والعشرين الذي حُكم عليها القديس ذهبي الفم، ولائحة اتهام القديس يوحنا ذهبي الفم في مجمع السنديان كانت تضم: (حسب موقع سانت تكلا)

1. طرد الشماس يوحنا طردًا تعسفيًا، لأنه ضرب عبده الصغير.
2. ضرب راهبًا يدعى يوحنا، وقيده بالحديد بدعوى أنه به شيطان.
3. باع كثيرًا من ممتلكات الكنيسة الثمينة.
4. باع الرخام الذي خصصه البطريرك السابق نكتاريوس لكنيسة القديس أنسطاسية.
5. سب رجال الإكليروس ووصفهم بالخسة والفساد وأنهم غير مهذبين، لا يستحقون إلا ثلاثة شواقل.
6. اعتبر القديس أبيفانيوس مجنونًا وشيطانًا.
7. دبر مؤامرات ضد الأسقف سفريان.
8. كتب كتابًا يهين الإكليروس.
9. اِتهم ثلاثة شمامسة أمام الإكليروس بسرقة معطفه.|
10. سام أنطونيوس أسقفًا مع تأكده أنه سارق.
11. في شغب عسكري سلم الكونت يوحنا بنفسه.
12. لم يصلِ قط عند دخوله الكنيسة أو خروجه منها.
13. سام قسوسًا وشمامسة خارج المذبح.
14. سام أربعة أساقفة دفعة واحدة.
15. استقبل نسوة وانفرد معهن بعد أن استبعد الجميع.
16. كلف Théodule أن يبيع ميراث تكلة Thécle.
17. لم يعرف أحد أين يذهب عند دخوله الكنيسة.
18. سام صرابيون بالرغم من أنه متهم.
19. سجن بعض الأشخاص، وعند موتهم بالسجن لم يأمر بإعطاء أجسادهم لأقربائهم.
20. سب القديس العظيم أكاكيوس ،Acacius ولم يسمح له أن يتكلم.
21. سلم الكاهن بورفيري إلى أتروبيوس لينفيه.
22. سلم الكاهن بيرونيوس Beronius بعد أن سبه كثيرًا.
23. كان يسخن الماء لنفسه وعند خروجه من الحمام يقوم صرابيون بغلقه كي لا يدخله أحد.
24. كان يأكل بمفرده ويعيش حياة ترف.
25. كان يتهم ويشهد ويقضي بمفرده، كما حدث في أمر رئيس الشمامسة مارتيريوس Proérése أسقف Lyae.
26. وجه ضربة قاسية إلى Memnon، فسال الدم من فمه، وبعد ذلك خدم القداس الإلهي.
27. كان يرتدي ملابس الخدمة ويخلعها وهو على كرسي الأسقف.
28. كان يرشي بالمال الأساقفة الذين يرسمهم حتى يخضع الإكليروس له.
29. قام بسيامات كثيرة بغير شهود.

فرفض يوحنا فم الذهب أن يكون الخصم هو الحكم في نفس الوقت، ورفض الإعتراف بمشروعية هذا المجمع لعدم حياده، فتم عزله بعد رفضه المثول أمام هذا المجمع الظالم للمرة الثالثة فكان القرار بعزله عن كرسي القسطنطينية ونفيه.

أحدث قرار عزله عن كرسي القسطنطينية غضباً شديداً لدى الشعب، وبدأت مسيرات غاضبة تجوب الشوارع، عندها تم تهديد يوحنا الذهبي الفم بأنه إن لم يمتثل للقرار سيتم قتل المُحتجين في الشوارع، فإضطر خوفاً على الناس أن يستسلم للجنود المُكلفين بتنفيذ عزله ونفيه من القسطنطينية في اليوم الثالث للإحتجاجات.

إلا أن ازدياد غضب الشعب واستمرار احتجاجه رغم امتثال يوحنا للقرار، إلى جانب حدوث زلزال عنيف يوم استسلامه، جعل زوجة الإمبراطور تخاف وتطلب إعادة يوحنا فم الذهب إلى القسطنطينية مرة أخرى، خوفاً من أن يكون هذا غضب الرب عليها.
فدخل يوحنا الذهبي الفم العاصمة وسط فرحة عارمة من الشعب، أما "ثيوفيلس السكندري" وحزبه قفد أنقذوا أنفسهم بالفرار من القسطنطينية.

لم يدم السلام طويلاً بين يوحنا وزوجة الإمبراطور، التي تقرَّر تدشين تمثال ضخم لها، مصنوع من الفضة بجوار الكاتدرائية البطريركية التي هي مقر يوحنا فم الذهب، فباغتها مرة أخرى بحديث مباشر ينتقدها فيه قائلاً: ((وعادت هيروديا تهزي مرةً أخرى .. ترقصُ مرة أخرى .. تشعر بالضيق من يوحنا المعمدان مرة أخرى، وتشتهي أن يؤتىَ إليها برأسه على طبق مرة أخرى)). فتم تم الحكم بعزل يوحنا ونفيه مرة أخرى عام 404م إلى القوقاز في أبخازيا.

ومن المعروف أن القديس كيرلس أعاد ذكر اسم القديس يوحنا ذهبي الفم في قائمة الآباء القديسين الذين تذكرهم الكنيسة في صلاة المجمع في القداس، وكان إجراء إلغاء الحرم على ذهبي الفم بتأثير القديس إيسيذوروس الفرمي سنة 417م ، أي بعد أن صار بطريركًا بخمس سنوات. وبعد موت ذهبي الفم في منفاه.

وانا لا اعلم تحديدا اذا كان الراي المقتبس من احد رسائل البابا كيرلس عمود الدين لرهبان الاسقيط؛ كان قبل مراجعته ورفعه الحرم عن الاورجاني ذهبي الفم ام بعده..

لكن رفع الحرم عن القديس ذهبي الفم يعتبر -بالنسبة لي- دليل يبرء عقيدة اوريجانوس لا يدينه .. فأن كان اوريجانوس مبتدع كيف يضم البابا كيرلس اسم القديس يوحنا ذهبي الفم الى مجمع القديسين وهو اوريجاني العقيدة !!؟

واذا كانت الوريجانية فاسدة بالفعل .. فلماذا لم يحاكم القديس يوحنا يوحنا ذهبي الفم بها في مجمع السنديان!!؟


--
ثالثا، عن القديس أبيفانيوس أسقف قبرص (معلم القديس جيروم) فهو من اصل يهودي، صاحب المدرسة الواقعية في تفسير نصوص الكتاب المقدس ولهذا اعتقد بفساد المدرسة الرمزية التي اسسها اوريجانوس المصري .. وهو في الاساس الاهوتي الذي قاوم افكار اوريجانوس على انها سبب اصيل في ظهور الآريوسية. وأرى انه لاهوتي قدير لا غبار على رأية..

ولكن في كفة اوريجانوس أراء من لاهوتين مشهود لهم بالتقوى والعلم! فمن بين أصدقاء اوريجانوس كثير من القديسين العظماء من أمثال البابا ديونيسيوس الأسكندرى والقديس غريغوريوس العجائبى والقديس باسليوس الكبير والقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات والقديس غريغوريوس أسقف نيصص أخو القديس باسليوس والقديس يوحنا ذهبى الفم والقديس ديديموس الضرير والقديس أثناسيوس الرسولى والقديس بامفيليوس والقديس ايسيذوروس الفرمى والقديس هيلارى أسقف بواتييه والقديس امبروسيوس والقديس مار أوغريس والقديس روفينوس الأكويلى .
1 ـ القديس باسليوس الكبير والقديس غريغوريوس الثيؤلوغوس جمعا مقتبسات كثيرة من كتبه ونشراها فى مؤلف مشهور باسم الفيلوكاليا .
2 ـ القديس يوحنا ذهبى الفم تتلمذ على كتبه ولم يكن يعرف له معلماً سوى أوريجانوس ، واختص محبيه من الإخوة الطوال وبسببه نفى إلى ذلك النفى الذى أدى إلى وفاته فهو من أشد المعجبين باوريجانوس ومن شهدائه .
3 ـ البابا ديونيسيوس الـ 14 كان من تلاميذه الملتصقين به جداً وأرسل إليه يقول له ان اسمه سيظل محبوباً ومحترماً إلى الأبد ، ودعاه إلى العودة إلى مصر ، ولما توفى رثاه وذكر أفضاله على الكثيرين وعلى الكنيسة بوحه عام وعليه هو بوجه خاص .
4 ـ القديس غريغوريوس العجائبى أسقف قيصرية الجديدة كان من تلاميذه وكتب دفاعاً عنه وقال أنه عندما رأى اوريجانوس لأول مرة قال شعرت وكأن جمرة نار وقعت على نفسى فأشعلتها وألهبتها بالمحبة الفياضة نحو الكتب المقدسة ونحو هذا الرجل الذى يفسرها وأنستنى كل ما كان يهمنى فيما مضى فلم أعد أعبأ بدراساتى السابقة بل لقد نسيت بلادى وأقاربى والسبب الذى لأجله جئت إلى قيصرية .
5 ـ القديس غريغوريوس أسقف نيصص كان يدعوه أب الفلسفة المسيحية وحفظ الكثير من مؤلفاته وبالأخص النسكيات منها ، ونشر هذه التعاليم على الناس .
6 ـ القديس أثناسيوس الرسولى مدح كتاب المبادئ لاوريجانوس وأشار على من يطالعه أن يفرق بين أراء أوريجانوس ، وبين الأراء المناقضة التى يوردها ذلك الفيلسوف ويرد عليها . ويقال أن القديس أثناسيوس الرسولى استعان ببعض تفسيرات اوريجانوس اللاهوتية فى مجمع نيقية المقدس سنة 325 م.
الخلاصة التاريخية:
لم يكن اوريجانوس بالرجل الهَيِنْ إنما تلمذ جيلاً بأكمله فى بداية القرن الثالث وما زال العلماء يتتلمذون على كتبه.
قال عنه الكسندروس أسقف أورشليم أنه أمير شراح الكتاب المقدس .
وقال عنه غريغوريوس أسقف نيصص إنه أمير الفلسفة المسيحية .
وقال عنه كثيرون إنه أستاذ الأساقفة ، لأن كثير من الأساقفة تخرجوا على يديه .
ولم يكن عالماً فحسب بل كان رجلاً تقياً له حياته الخاصة مع الله ، ولذلك قال عنه يوسابيوس المؤرخ " لقد كانت حياة هذا الرجل أفضل مفسر لعظاته " .
وقال عنه القديس جيروم الذى انقلب عليه فيما بعد : " كان اوريجانوس هو المعلم الأول لجميع الكنائس بعد الرسل ، ولم يكن مجرد مؤلف فاق أقرانه فى التأليف ، أما الذين أكل الحسد قلوبهم واتهموه بالهرطقة فما هم إلا كلاب كَلِبَةُ "

هذا ومازال بحثي مستمرا وقد اصل لحقائق مختلفة يوما ما!..

0 comments: