معلم الكنيسة يوحنا الذهبي الفم

7/29/2020 10:39:00 ص 0 Comments


➕ الميلاد والنشأة والتعليم:

وُلِدَ يوحنا في أنطاكيا عام 349م، لأبوين يونانيين من سوريا، لم تتفق المصادر التاريخية ما إذا كانت الوالدة وثنية أم مسيحية، أما الأب فكان ذا رتبة عسكرية رفيعة، توفِّيَ بعد ميلاد يوحنا بفترة بسيطة فتحملت الوالدة مسئولية ترتبيته.

نال يوحنا سر المعمودية مابين عامي 368م إلى 373م، ورُسمَ فيما بعد قارئً. لكنه تلقّىَ تعليمه عن يد معلم وثني يُدعىَ "ليبانيوس"، الذي أورثه كثيراً من إتقان علم البلاغة، كما كان سبب حبه للغة اليونانية وللشعر والأدب. وعندما صار شاباً شُغِل بالإيمان المسيحي وبدأ دراسة اللاهوت عن يد "ديودور الطرسوسي" مؤسس مدرسة إعادة تشكيل أنطاكية، ووفقاً لما أورده المؤرخ المسيحي "سوزومين"، فإن معلمه "ليبانيوس" قال وهو على فراش الموت: ((إن يوحنا سيكون خليفتي في البلاغة والشعر والأدب، مالم تأخذه المسيحية منّا)).

إزداد تعلق يوحنا بشخص يسوع المسيح وانغمس في النُسك والزُهد الشديد وهو بعمر الخامسة والعشرين ليكون أكثر شفافية واستماع لصوت الله، فالتزم السهر في الصلاة وقراءة الكتاب المقدس إلى حد الحفظ، والنوم القليل، والصوم لفترات طويلة. ونتيجة لهذه الممارسات، إعتلت صحته وأصيبت معدته وكليتاه بعطب شديد، فاضطر للعودة إلى أنطاكيا.

➕ الخدمة الشموسية في أنطاكيا:

رُسمَ يوحنا شماساً عام 381م، عن يد أسقف أنطاكيا "ميليتيوس الأنطاكي". الذي لم يكن في شركة مع كنيستي روما والإسكندرية. توفي "ميليتيوس الأنطاكي" بعد رسامة يوحنا الشموسية بقليل، فانفصل يوحنا عن باقي تلاميذ ميليتيوس، لكنه لم ينضم لتلاميذ خليفته على كرسي الإيبارشية "پولينيوس" وبعد وفاة الأخير تمت الرسامة الكهنوتية ليوحنا عن يد الأسقف الأنطاكي الجديد"إيڤاجريوس".

عُهِدَ إلى الأب يوحنا، بالمشاركة في جهود المصالحة بين بطريرك أنطاكية "فلاڤيانوس الأول" من جهة وبين كنيسة روما ومن ثم الإسكندرية من جهة أخرى، واستطاع تقريب القيادات وتمت صلاة قداس مشترك بينهم يُعلن عن الشركة بينهم، في سابقة لم تحدث منذ ما يقرب من سبعين عام، بسبب انشقاق حدث على عهد ميليتيوس الأنطاكي.

في أنطاكيا ما بين عامي (386م إلى 397م)، إكتسب يوحنا شعبية كبيرة بسبب قدرته على الوعظ ببلاغة، في الكنيسة الذهبية، كاتدرائية أنطاكيا، وخاصة شروحاته الكتابية وتطبيقها على التعليم الأخلاقي، كما كان يعظ عملياً بإهتمامه الشديد بحاجات الفقراء المادية والروحية، مع تركيزه الشديد على التعليم الإجتماعي ومناقشة ظواهر سوء استخدام الثروة والممتلكات الشخصية.

ونذكر هنا جزءاً من تعليمه الإجتماعي:

((هل ترغب في تكريم جسد المسيح؟ .. لا تتجاهله عندما يكون عارياً.
لا تعطيه الإجلال والإحترام في الكنيسة فيما ترتدي الحرير، وتتركه في الطرقات يعاني البرد بثيابٍ بالية.
من قال "هذا جسدي.." ، هو من قال "جُعت فلم تُطعموني" وقال "كل ما فعلتموه بإخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم".
ما الفائدة من تناول الأسرار المقدسة، على مذابح يزينها الذهب بينما أخيك يموت جوعاً ؟! فلتبدأ بسدّ جوع الفقير ثم بعد ذلك قُم بتزيين المذبح.))
فهمه المباشر للنصوص الكتابية – بعكس اسلوب التفسير الإستدلالي الذي كانت تميل له المدرسة الإسكندرانية – جعله دائم التطبيق والتنظير بين تعليم الإنجيل والحياة العملية، وكان شديد الإهتمام بالأوضاع الإجتماعية والتحنُّن على الفقير، فأكسبه هذا شعبية كبيرة ميزته عن سائر وُعّاظ عصره.

[التفسير الإستدلالي للكتاب المقدس هو أن يضع المفسِّر في الإعتبار تعدد مستويات المعنى، حيث تُراعىَ المجازية والمعنوية في تحليل النص، ولا تحاول أن تجعل من النص أمر مباشر بفعل الشئ حرفياً إلا في الحالات التي تنطبق عليها هذه الفكرة، بالتالي يرى أصحاب هذه المدرسة أن النص كانه عربة رومانية لها عجلتين تسير بأربعة خيول (الروحية، والأخلاقية، المعنوية والحرفية) ومن هنا تم تسميتها باسم العربة الرومانية "Quadrigaكوادريجا".
ويُذكر عن أثر عظاته واقعة شهيرة حدثت أثناء بداية خدمته بأنطاكيا، أنه بمجرد وصوله حدثت مشكلة كبيرة احتاجت أن يتدخل فيها "فلاڤيانوس" أسقف أنطاكيا، حيث كان عليه تهدئة الموقف بين الإمبراطور " ثيودوسيوس الأول" وبين جموع غاضبة من الأنطاكيين أقدمت على تحطيم تمثال للإمبراطور.

وإذ حلّ الصوم الكبير لعام 387م، أقدم يوحنا على إلقاء أكثر من 20 عظة على مدار أسابيع الصوم، تنصبّ على التعليم الأخلاقي والتوبة والعيش بالإنجيل، لدرجة أثرت في وثنيين كثيرين كانوا قد استمعوا له وقرروا اعتناق الإيمان المسيحي، مما أدىَ إلى هدوء ثورة الإمبراطور ثيودوروس الأول وتخفيف العقوبات عن مرتكبي حادث تحطيم التمثال، وكأن سلاماً إجتماعياً حلّ على الجميع بفعل عظات يوحنا، ومن وقتها صارت شهرته "يوحنا ذهبي الفم".

➕ بطريرك القسطنطينية:

في خريف عام 397م، تم تجليس يوحنا الذهبي الفم بطريركاً على كرسي القسطنطينية، على أثر ترشيحاً من "يوتروپيوس" خصيّ الإمبراطور "ثيودوسيوس الأول" دون أن يعلم يوحنا شئً عن الأمر.

وبعد الإستقرار على تنصيبه بطريركاً للقسطنطينية، كان عليه أن يغادر أنطاكيا سرّاً بسبب المخاوف من أن رحيل مثل هذا الرمز الروحي ذو الشعبية الكبيرة والذي من شأنه أن يسبب اضطرابات بالمدنية.

خلال فترة بطريركيته، كان يرفض بشدّة حضور ملتقيات الطبقة الإجتماعية الثرية وذات النفوذ السياسي، والتي كانت تنفق ببذخ على الملذات والضيافات، حتى لا يفقد تواصله مع الفئة الشعبية البسيطة من الناس العاديين، فأصبح يملك ودّ الفئة المتواضعة من الشعب ولا يحاول حتى أن يخطب ودّ الطبقة العليا منه، وبعض الإكليروس أيضاً، فكان غير محبوب لديهم.

أما عدم ودّه مع الإكليروس (الكهنة تحديداً) فإنحصر في التشديد عليهم بعدم جني استفادة مادية تصل إلى حد تكوين ثروات من خدمتهم، مما جعله يأمر الكهنة المُنتدبين لكنائس أخرى بالعودة إلى رعاياهم الأصلية بعد انتهاء فترة إنتدابهم دون الحصول على أجر من الكنائس التي إنتُدِبوا إليها. إذ كان مستمراً في تطبيق التقشف على نفسه ومطالباً به جميع من كرسوا حياتهم للخدمة الكهنوتية.

كانت فترة بطريركيته في القسطنطينية أكثر اضطراباً من فترة خدمته في أنطاكيا، ليس فقط لأسباب إصلاحاته الداخلية ولكن لأسباب علاقاته مع الكنائس الأخرى: فقد كان بطريرك الإسكندرية في تلك الفترة " ثيوفيلوس" يرغب في إخضاع كرسي القسطنطينية إلى سُلطته الخاصة، وعندما تم ترشيح يوحنا الذهبي الفم، عارض هو ذلك بشدة لأنه سيصعب مهمته، لأن إخضاع كنيسة تقودها شخصية قوية التأثير والروح مثل يوحنا فم الذهب يعتبر مهمة مستحيلة.

كذلك كان تجليسه على غير رغبة "إليا إيودوكسيا" زوجة إمبراطور القسطنطينية "ثيودوسيوس الثاني" والتي كان لها دور يماثل دور الإكليروس من حيث كانت راعية للمؤمنين بقانون الإيمان النقيوي، كما كانت تقود مسيرات ليلية تنشد ترانيم بحقائق الإيمان المسيحي في مواجهة بدعة آريوس التي تنكر لاهوت المسيح، وكانت دائماً على رأس مُستقبلي زخائر الشهداء التي تُهدى لكنائس القسطنطينية إلا انها كانت تجني من ذلك الشهرة بالتقوى أمام الناس أكثر ما كانت تهدف إلى الشهادة للإيمان الصحيح، كما كانت ضمن الكارهين ليوحنا فم الذهب لكونه لا يحضر مُلتقيات الإمبراطور وحاشيته لما فيها من تعظم معيشة، كما كان ينتقد بصراحته المعهودة الجواهر والملابس الفاخرة التي كانت تتزين بها سيدات الطبقة الحاكمة، فكانت تعتبر هذه الإنتقادات موجهة لها شخصياً وتزداد كرهاً له. أما أول صِدام فعلي بين يوحنا فم الذهب وبينها هو إعدامها لخَصيّ الإمبراطور"يوتروپيوس" دون رحمة وبلا اتهام واضح لكن دافعها المستتر كان الإنتقام منه لتسببه في ترشيح يوحنا فم الذهب بطريركاً.

➕ مجمع السنديان (403م) والإخوة الأربعة الطوال:

كان من المفترض أن يُقام مجمع عام 402م بناءً على رغبة الإمبراطور "ثيودوسيوس الثاني" يُدعى فيه البطريرك السكندري للإعتذار إلى البطريرك القسطنطيني، فرفض "ثيوفيلس" ذلك بشدة وأخذ يخطِّط للإطاحة بيوحنا الذهبي الفم.

الإخوة الأربعة الطوال هم أربعة رهبان مصريين "آمونيوس" و"ديسكورس" و"يوسابيوس" و"إثيميوس"، من المنطقة الديرية بوادي النطرون، عاشوا في القرن الخامس الميلادي، إشتهروا بعيش نذورهم الرهبانية بحزم وجميعهم على دراية كبيرة بالكتاب المقدس، وقد اُطلِق عليهم "الأربعة الطوال" نظراً لطول قامتهم العلمية في الكتاب المقدس، ويقال أيضاً أن التسمية تعبر عن رغبتهم في الشهرة والظهور.

كان للأربعة رهبان موقفاً مؤيداً لبعض تعاليم "أوريجانوس السكندري" التي كانت مسار جدل في كنيسة الإسكندرية، وهي تعاليم لطالما رفضها البطريرك السكندري "ثيوفيلوس"، لكنه حاول استخدام درايتهم بتعاليم أوريجانوس وخبرتهم في الكتاب المقدس بأن يدينوا ويحرجوا يوحنا الذهبي الفم في مجمع السنديان الذي تحدَّد انعقاده في عام 403م بالقسطنطينية بأمر من "ثيوفيلوس" لعزل يوحنا الذهبي الفم عن كرسي القسطنطينية، وبرعاية "إليا إيودوكسيا" زوجة الإمبراطور القسطنطيني.

سافر الأربعة رهبان إلى القسطنطينية واستقبلهم البطريرك يوحنا أحسن استقبال، وتناقش معهم بمحبة كما سمعوا الكثير عن قداسته ولمسوها في حوارهم معه، وقرروا رفض مواجهته وإحراجه في المجمع، فما كان من البطريرك السكندري "ثيوفيلوس" إلا ان ذهب على رأس قوة عسكرية لدى عودة الرهبان الأربعة لأديرتهم قبل انعقاد المجمع وأحرق قلاياتهم وقبض عليهم وأساء معاملتهم، لكنهم تمكنوا من الهرب ولجئوا إلى البطريرك يوحنا الذهبي الفم طالبين الإقامة لديه وعدم العودة إلى مصر. فإتهم "ثيوفيلوس" يوحنا فم الذهب بأنه يتبنى تعاليم أوريجانوس، بشكل خاص لتواصله مع أوريجانوس نفسه ولإحتضانه للرهبان الأربعة.

وكتب "ثيوفيلوس" إلى "أپيفانيوس" أسقف سلاميس (قبرص حالياً) طالباً إليه أن يذهب إلى القسطنطينية ويصير ضدّ يوحنا فم الذهب لمنع انتشار أفكار وتعاليم أوريجانوس. ذهب "أپيفانيوس" بالفعل لكنه عندما اكتشف أن البطريرك السكندري "ثيوفيلوس" يستخدمه لأهواء شخصية وليس من أجل الإيمان، غادر القسطنطينة عائداً إلى سلاميس لكنه توفيَّ في الطريق.

أخيراً وقبيل بدء فاعليات مجمع السنديان، ظهر البطريرك السكندري "ثيوفيلوس" ولكن ليس وحده كما كان مطلوباً منه بل برفقة 29 أسقفاً مساعداً، وبحسب المؤرخ "پلاّديوس" وكثير من الأموال وكل أنواع الهدايا الثمينة أيضاً. ورافقه في هذه الرحلة إبن أخيه "كيرلس" (البطريرك كيرلس السكندري فيما بعد). واتخذ "ثيوفيلوس" مقر إقامته بأحد القصور الإمبراطورية بالقسطنطينية، وهناك التقى بكل خصوم البطريرك يوحنا فم الذهب وكل أصحاب الذمم الرخيصة التي يمكن شرائها بالمال، ليكونوا أسلحته في حربه على يوحنا.

وبدأت تُكتب قوائم الإفتراءات في صورة إتهامات موجهة ليوحنا فم الذهب، وتم اختيار أعضاء المجمع من 42 من البطاركة والأساقفة معظمهم سوريون ومصريون يعادون يوحنا فم الذهب أو تم شرائهم وتجنيدهم حديثاً لمعاداته، مع قلة من الواقفين على الحياد.

كان المجمع ظاهرياً لا يزال يحمل رغبة الإمبراطور القسطنطيني في محاكمة "ثيوفيلس" وتقديم الإعتذار ليوحنا ذهبي الفم، لكن الأمر كان مُعدّ عملياً للعكس تماماً.

"سيڤريان" أسقف جبالا السورية، أشد خصوم يوحنا ذهبي الفم صار ممثل الإدعاء في هذا السينودس، فرفض يوحنا فم الذهب أن يكون الخصم هو الحكم في نفس الوقت، ورفض الإعتراف بمشروعية هذه المجمع لعدم حياده، فتم عزله بعد رفضه المثول أمام هذا المجمع الظالم للمرة الثالثة فكان القرار بعزله عن كرسي القسطنطينية ونفيه.

أحدث قرار عزله عن كرسي القسطنطينية غضباً شديداً لدى الشعب، وبدأت مسيرات غاضبة تجوب الشوارع، عندها تم تهديد يوحنا الذهبي الفم بأنه إن لم يمتثل للقرار سيتم قتل المُحتجين في الشوارع، فإضطر خوفاً على الناس أن يستسلم للجنود المُكلفين بتنفيذ عزله ونفيه من القسطنطينية في اليوم الثالث للإحتجاجات.
إلا أن ازدياد غضب الشعب واستمرار احتجاجه رغم امتثال يوحنا للقرار، إلى جانب حدوث زلزال عنيف يوم استسلامه، جعل زوجة الإمبراطور تخاف وتطلب إعادة يوحنا فم الذهب إلى القسطنطينية مرة أخرى، خوفاً من أن يكون هذا غضب الرب عليها.

فدخل يوحنا الذهبي الفم العاصمة وسط فرحة عارمة من الشعب، أما "ثيوفيلس السكندري" وحزبه قفد أنقذوا أنفسهم بالفرار من القسطنطينية.

لم يدم السلام طويلاً بين يوحنا وزوجة الإمبراطور، التي تقرَّر تدشين تمثال ضخم لها، مصنوع من الفضة بجوار الكاتدرائية البطريركية التي هي مقر يوحنا فم الذهب، فباغتها مرة أخرى بحديث مباشر ينتقدها فيه قائلاً: ((وعادت هيروديا تهزي مرةً أخرى .. ترقصُ مرة أخرى .. تشعر بالضيق من يوحنا المعمدان مرة أخرى، وتشتهي أن يؤتىَ إليها برأسه على طبق مرة أخرى)).

➕ المنفىَ والموت:

تم الحكم بعزل يوحنا ونفيه مرة أخرى عام 404م إلى القوقاز في أبخازيا. بعد أن تكاتف كل خصومه من جديد، وهنا وصلت أخبار نفيه إلى الحبر الروماني "إنوسنتيوس الأول" (البابا القديس إنوسنتيوس الأول فيما بعد) الذي عارض هذا القرار بشدة، لكن دون جدوى، حيث أرسل "جودنتيوس" أسقف بريشا، وبصحبته إثنين من الأساقفة ليقوموا بجهود الوساطة لعودة يوحنا ذهبي الفم إلى كرسيه، إلا انهم فشلوا في مجرد محاولة دخول القسطنطينية!
توفيَّ يوحنا فم الذهب تحديداً في يوم 14 سبتمبر 407م بعمر الثامنة والخمسين، قبل أن يصل إلى وِجهة المنفى ورقد في الرب عند مدينة كومانا پونتيكا، وكانت آخر كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم التي قالها قبيل وفاته على الطريق إلى المنفى هي ((المجد لله على كل الأحوال!)).

نعاه أحد بطاركة القسطنطينية فيما بعد وهو البطريرك "پروكلس" (القديس پروكلس لاحقاً) قائلاً:
((لقد عشت حياة حزينة، لكن موتكَ كان مجيداً يا يوحنا، قبرك مُبارك، وجزائك عظيم لدى الرب، نعمة ربنا يسوع المسيح ورحمته تزينك، بعد أن اخترق حدود الزمان والمكان، وغزا الحب الفضاء، وذكراك الخالدة تتخطى الحدود، وبُعد المكان لن يحجب عنا معجزات قداستك)).

بعد جهود كبيرة تم استعادة زخائره المباركة لتوضع بإكرام تحت مذبح كنيسة الرسل الأطهار بالقسطنطينية عام 438م.

ترك القديس يوحنا الذهبي الفم لنا إرثاً ثميناً من العظات والتعليم الإجتماعي والليتورچيات، والمؤلفات الأدبية وكذلك الموسيقية المسيحية التي مازالت في ألحان الكنيسة البيزنطية حتى اليوم.
زخائره المقدسة موزعة بين روما والقسطنطينية.
هو شفيع القسطنطينية والوُعّاظ ودارسي الكتاب المقدس.
تعيد له الكنيسة الجامعة في 13 سبتمبر.

➕ تعليق: ماذا نتعلم من القصة؟

سؤالي للسادة الارثوذكس: ماذا لو لم تحدث الزلزلة يوم خروج البابا يوحنا ذهبي الفم من القسطنطينية بعد مجمع السنديان منفياً مظلوماً! .. دليل براءة القديس يوحنا كانت معجزة سماوية .. بغيرها كنا اليوم نصنف هذا الرجل في خانة الهراطقة الاوريجوانين التي حاربهم البابا ثاؤفيلس بابا الاسكندرية!؟

ثانيا، اليست هذه القصة دليل قوي على فساد السياسة ووجوب فصل الدولة عن الدين .. فللعلم حتى بعد ظهور برائته لم يدم السلام طويلاً بين القديس يوحنا وزوجة الإمبراطور، التي تقرَّر كيداً تدشين تمثال ضخم لها، مصنوع من الفضة بجوار الكاتدرائية البطريركية التي هي مقر يوحنا فم الذهب، فباغتها مرة أخرى بحديث مباشر ينتقدها فيه قائلاً: ((وعادت هيروديا تهزي مرةً أخرى .. ترقصُ مرة أخرى .. تشعر بالضيق من يوحنا المعمدان مرة أخرى، وتشتهي أن يؤتىَ إليها برأسه على طبق مرة أخرى)) فنفته إلى القوقاز .. فاي سلطة تتحمل مثل هذا النقد المباشر؟

ثالثا، اخطء اوريجانس في "بعض" الموضوعات البسيطة (نعم بسيطة في وجهة نظري) .. اخطئ ولكن هل كانت هذه الاخطاء "البسيطة" تستدعى حرم الرجل من شركة الكنيسة؟ في راي المتواضع محاكمة اوريجانوس كانت هي بداية الانحراف بداية ظهور بدعة الانشقاق وبدعة الحقد والغيرة بين المؤمنين وبدعة التعصب الكنسي..
فاخطاء اوريجانوس كان يمكن تصحيحها له ببساطة وهو كان متقبلاً لهذا كما حدث في محاكمته.. لكن كان هدف محاكمية هو انهاء اسطورته حقداً!

نعرف انه اخطء، لكن يجب ان يكون هناك حد أدنى من التسامح والتأني والترفق والحرص والمناقشة والمراجعة .. فليس الحكم على احد بالكفر مدعاه لبطولة او مجد او زهو .. ولا تعالج الأمور بهكذا فخر.
---
هذه الاسئلة مطلوب الرد عليها
---
قي النهاية شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين.

0 comments:

نعم اوريجاني الهوى! - الجزء الاول

7/29/2020 10:25:00 ص 0 Comments



اوريجانوس اللغز الذي حير الكثيرين في تاريخ المسيحية .. هل كان جاني ام مجني علية؟
احاول هنا ان اكون محايدا في دفاعي هذا الرجل .. فانا اوريجاني الهوى، ولكن ليس للهوى دخل في حكمنا هذا!

سأتناول في هذا الجزء اوريجانوس التاريخي؛ وفي الجزء الثاني سنبحث عنه من الناحية العقدية، هل هو مبتدع ام مجتهد؟
فاوريجانوس لا يعامل معاملة اهل البدع في تاريخ الكنيسة كآريوس مثلا، بل تحفظ له الكنيسة المصرية لقب "علامة" حتى يوما هذا اعترافا منها بفضل هذا الرجل المصري على العالم المسيحي..
https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_363.html

قال عنة البابا الشنودة الثالث: أوريجينوس هو شخصية احتار الترايخ فيها وشخصية بسببها تشاجر قديسين مع قديسين !!
في محضارات الأكليريكية..
https://www.youtube.com/watch?v=85Z9VuavuAU

ورجانوس كأي عالم مجتهد له اخطاءه التي لا ارها تفلل من قيمة هذا الرجل العلمية وقداسته
وهنا محاضرة علمية عن الفكر اللاهوتي للعلامة أوريجينوس من الأنبا مقار..
https://www.youtube.com/watch?v=gRCQ9mF-qPw

اما اعداء اوريجانوس، فلكل منهم سبب يجعله يكره اوريجانوس .. لسبب او آخر.. فهذا حقدا، وذاك من اجل خصومة، وهذا لأجل السياسة .. او قد يكون مقتنعا برأياً عقديا .. كل له اسبابه، وسأعطي هنا بعض الأمثلة:

اولا، البابا ديميتريوس الكرام، كل مؤهله ليكون اسقف المدينة العظمى الاسكندرية هو حلم قد حلمة البابا يوليانوس السابق له!.. ومن الحقائق المعروفة عنه انه كان ابن الستين عاما عندما اختير ليصبح بابا الاسكندرية .. فلاحا صاحب كرم .. ليس بكاهناً او حتى شماساً .. امي لا يعرف القراءة والكتابة .. متزوج لسبعًا وأربعين سنة (ولم يعرف امرأته معرفة الازواج) .. ساهم في وضع الحساب الابقطي عن طريق احد اكبر علماء الاسكندرية الفلكيين وهو بطليموس صاحب كتاب " المجسطي "

فهل البابا ديميتريوس حقا مؤهلا ليحكم بهرطقة عالم الاسكندرية الفولاذي اوريجانوس، الذى قد خصى نفسه خوفا من شهوة عينة.. الذى ترفع يوما عن مناصب الكهنوت مكتفيا بالتعليم .. مَن شجع ابوه على الاستشهاد وهو مازال في سن المراهقة .. مَن انسحب من المشهد بعد محاكمته مفضلا ان يحافظ على سلام الكنيسة ووحدتها على ان يثبت برأته وحقة !!؟

ونذكر هنا انه لما تنيح ديمتريوس الكرام (12) خلفه اثنان من تلاميذ اوريجانوس هما ياروكلاس ( 13 ) ، وديونيسيوس ( 14 ) ، وكان ديونيسيوس من أكبر المعجبين باوريجانوس وقد أرسل له رسالة جميلة يقول له أن اسمه سيظل محترماً ومحبوباً على مر الأيام ويدعوه للرجوع والجهاد من أجل الإيمان ، ولكن اوريجانوس فضل البقاء فى فلسطين ليتمم العمل الذى بدأه هناك .

---
عزيزي القارئ المحايد، ان كنت تبحث عن مجد الجماعة بمنطق ان الكنيسة المصرية لا تخطء فأحب اقدم لك مثلا واضحاً لخطء هذا المعتقد.. فنحن لدينا قصة واضحة وضوح الشمس من تاريخ الكنيسة االمصرية عن البابا الستين الذي قيل انه ترك الايمان؛ فقتله ابنائه من الاقباط .. ويدعى البابا ثاوفانيوس.
فقول ان اباء الكنيسة مقدسين منزهين عن الخطء لا يستند على اي دليل او منطق!! .. بل ان حتى انبياء العهد القديم قد أخطأوا وتابوا
---

ومن اعداء اوريجانوس، البابا ثاؤفيلس، خال البابا كيرلس عمود الدين، وهو كان اوريجاني اصيل قبل اختلافه مع الاخوة الطوال ولجوئهم للقديس يوحنا ذهبي الفم في سوريا.. وهو ما اعتقد انه مجرد سبب مزيف اتخذة البابا ثاؤفيلس ليطارد القديس ذهبي الفم ارضاءا ل”إليا إيودوكسيا" زوجة إمبراطور القسطنطينية "ثيودوسيوس الثاني" ولأسباب مادية محضة (سيمونية)، وهذا ليس تفسيري، بل هو تفسير الانبا إيسوذوروس في الخريدة النفيسة الجزء الاول ص 446 و 447 .. نقلا عن المؤرخين القدماء سقراط و سوزيمينوس وتيودوريتس وعلى الاخص بلاديوس الذي كان شاهد عيان لهذة الحادثة المحزنة.

اما عن البابا كيرلس ابن اخت البابا ثاؤفيلس - له منا كل لاحترام- فهو كتب في الرسالة الحادية والثمانون إلى رهبان الأسقيط يقول: "تجرأ البعض بأن يقول إن أوريجانوس كان معلما للكنيسة . هل هذا لائق لطرحه مع مثل هؤلاء الأشخاص ؟
لو أن أوريجانوس معلم الكنيسة ، إذن فليتهلل الآريوسيون والأنوميون و والوثنيون .....
أن من يتبع الآباء القديسين لايشك في أن أولئك الذين يقفون مع أوريجانوس يتبعون إنحراف الوثنيين وجنون الأريوسيين"
وقد كان البابا كيرلس مازال صغيرا عندما أخذه خالة البابا ثاوفيلس -سابق الذكر- معه إلى القسطنطينية حيث اشترك كشماس في أعمال مجمع السنديان الذي عزل القديس يوحنا ذهبي الفم بتهم كثيرة اولها انه كان اوريجاني المعتقد هو والرهبان المعروفين بالاخوة الطوال. والغريب هنا ان تهمة الاوريجانية -مع انها اساس الخلاف- لم تكن من ضمن التهم التسعة والعشرين الذي حُكم عليها القديس ذهبي الفم، ولائحة اتهام القديس يوحنا ذهبي الفم في مجمع السنديان كانت تضم: (حسب موقع سانت تكلا)

1. طرد الشماس يوحنا طردًا تعسفيًا، لأنه ضرب عبده الصغير.
2. ضرب راهبًا يدعى يوحنا، وقيده بالحديد بدعوى أنه به شيطان.
3. باع كثيرًا من ممتلكات الكنيسة الثمينة.
4. باع الرخام الذي خصصه البطريرك السابق نكتاريوس لكنيسة القديس أنسطاسية.
5. سب رجال الإكليروس ووصفهم بالخسة والفساد وأنهم غير مهذبين، لا يستحقون إلا ثلاثة شواقل.
6. اعتبر القديس أبيفانيوس مجنونًا وشيطانًا.
7. دبر مؤامرات ضد الأسقف سفريان.
8. كتب كتابًا يهين الإكليروس.
9. اِتهم ثلاثة شمامسة أمام الإكليروس بسرقة معطفه.|
10. سام أنطونيوس أسقفًا مع تأكده أنه سارق.
11. في شغب عسكري سلم الكونت يوحنا بنفسه.
12. لم يصلِ قط عند دخوله الكنيسة أو خروجه منها.
13. سام قسوسًا وشمامسة خارج المذبح.
14. سام أربعة أساقفة دفعة واحدة.
15. استقبل نسوة وانفرد معهن بعد أن استبعد الجميع.
16. كلف Théodule أن يبيع ميراث تكلة Thécle.
17. لم يعرف أحد أين يذهب عند دخوله الكنيسة.
18. سام صرابيون بالرغم من أنه متهم.
19. سجن بعض الأشخاص، وعند موتهم بالسجن لم يأمر بإعطاء أجسادهم لأقربائهم.
20. سب القديس العظيم أكاكيوس ،Acacius ولم يسمح له أن يتكلم.
21. سلم الكاهن بورفيري إلى أتروبيوس لينفيه.
22. سلم الكاهن بيرونيوس Beronius بعد أن سبه كثيرًا.
23. كان يسخن الماء لنفسه وعند خروجه من الحمام يقوم صرابيون بغلقه كي لا يدخله أحد.
24. كان يأكل بمفرده ويعيش حياة ترف.
25. كان يتهم ويشهد ويقضي بمفرده، كما حدث في أمر رئيس الشمامسة مارتيريوس Proérése أسقف Lyae.
26. وجه ضربة قاسية إلى Memnon، فسال الدم من فمه، وبعد ذلك خدم القداس الإلهي.
27. كان يرتدي ملابس الخدمة ويخلعها وهو على كرسي الأسقف.
28. كان يرشي بالمال الأساقفة الذين يرسمهم حتى يخضع الإكليروس له.
29. قام بسيامات كثيرة بغير شهود.

فرفض يوحنا فم الذهب أن يكون الخصم هو الحكم في نفس الوقت، ورفض الإعتراف بمشروعية هذا المجمع لعدم حياده، فتم عزله بعد رفضه المثول أمام هذا المجمع الظالم للمرة الثالثة فكان القرار بعزله عن كرسي القسطنطينية ونفيه.

أحدث قرار عزله عن كرسي القسطنطينية غضباً شديداً لدى الشعب، وبدأت مسيرات غاضبة تجوب الشوارع، عندها تم تهديد يوحنا الذهبي الفم بأنه إن لم يمتثل للقرار سيتم قتل المُحتجين في الشوارع، فإضطر خوفاً على الناس أن يستسلم للجنود المُكلفين بتنفيذ عزله ونفيه من القسطنطينية في اليوم الثالث للإحتجاجات.

إلا أن ازدياد غضب الشعب واستمرار احتجاجه رغم امتثال يوحنا للقرار، إلى جانب حدوث زلزال عنيف يوم استسلامه، جعل زوجة الإمبراطور تخاف وتطلب إعادة يوحنا فم الذهب إلى القسطنطينية مرة أخرى، خوفاً من أن يكون هذا غضب الرب عليها.
فدخل يوحنا الذهبي الفم العاصمة وسط فرحة عارمة من الشعب، أما "ثيوفيلس السكندري" وحزبه قفد أنقذوا أنفسهم بالفرار من القسطنطينية.

لم يدم السلام طويلاً بين يوحنا وزوجة الإمبراطور، التي تقرَّر تدشين تمثال ضخم لها، مصنوع من الفضة بجوار الكاتدرائية البطريركية التي هي مقر يوحنا فم الذهب، فباغتها مرة أخرى بحديث مباشر ينتقدها فيه قائلاً: ((وعادت هيروديا تهزي مرةً أخرى .. ترقصُ مرة أخرى .. تشعر بالضيق من يوحنا المعمدان مرة أخرى، وتشتهي أن يؤتىَ إليها برأسه على طبق مرة أخرى)). فتم تم الحكم بعزل يوحنا ونفيه مرة أخرى عام 404م إلى القوقاز في أبخازيا.

ومن المعروف أن القديس كيرلس أعاد ذكر اسم القديس يوحنا ذهبي الفم في قائمة الآباء القديسين الذين تذكرهم الكنيسة في صلاة المجمع في القداس، وكان إجراء إلغاء الحرم على ذهبي الفم بتأثير القديس إيسيذوروس الفرمي سنة 417م ، أي بعد أن صار بطريركًا بخمس سنوات. وبعد موت ذهبي الفم في منفاه.

وانا لا اعلم تحديدا اذا كان الراي المقتبس من احد رسائل البابا كيرلس عمود الدين لرهبان الاسقيط؛ كان قبل مراجعته ورفعه الحرم عن الاورجاني ذهبي الفم ام بعده..

لكن رفع الحرم عن القديس ذهبي الفم يعتبر -بالنسبة لي- دليل يبرء عقيدة اوريجانوس لا يدينه .. فأن كان اوريجانوس مبتدع كيف يضم البابا كيرلس اسم القديس يوحنا ذهبي الفم الى مجمع القديسين وهو اوريجاني العقيدة !!؟

واذا كانت الوريجانية فاسدة بالفعل .. فلماذا لم يحاكم القديس يوحنا يوحنا ذهبي الفم بها في مجمع السنديان!!؟


--
ثالثا، عن القديس أبيفانيوس أسقف قبرص (معلم القديس جيروم) فهو من اصل يهودي، صاحب المدرسة الواقعية في تفسير نصوص الكتاب المقدس ولهذا اعتقد بفساد المدرسة الرمزية التي اسسها اوريجانوس المصري .. وهو في الاساس الاهوتي الذي قاوم افكار اوريجانوس على انها سبب اصيل في ظهور الآريوسية. وأرى انه لاهوتي قدير لا غبار على رأية..

ولكن في كفة اوريجانوس أراء من لاهوتين مشهود لهم بالتقوى والعلم! فمن بين أصدقاء اوريجانوس كثير من القديسين العظماء من أمثال البابا ديونيسيوس الأسكندرى والقديس غريغوريوس العجائبى والقديس باسليوس الكبير والقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات والقديس غريغوريوس أسقف نيصص أخو القديس باسليوس والقديس يوحنا ذهبى الفم والقديس ديديموس الضرير والقديس أثناسيوس الرسولى والقديس بامفيليوس والقديس ايسيذوروس الفرمى والقديس هيلارى أسقف بواتييه والقديس امبروسيوس والقديس مار أوغريس والقديس روفينوس الأكويلى .
1 ـ القديس باسليوس الكبير والقديس غريغوريوس الثيؤلوغوس جمعا مقتبسات كثيرة من كتبه ونشراها فى مؤلف مشهور باسم الفيلوكاليا .
2 ـ القديس يوحنا ذهبى الفم تتلمذ على كتبه ولم يكن يعرف له معلماً سوى أوريجانوس ، واختص محبيه من الإخوة الطوال وبسببه نفى إلى ذلك النفى الذى أدى إلى وفاته فهو من أشد المعجبين باوريجانوس ومن شهدائه .
3 ـ البابا ديونيسيوس الـ 14 كان من تلاميذه الملتصقين به جداً وأرسل إليه يقول له ان اسمه سيظل محبوباً ومحترماً إلى الأبد ، ودعاه إلى العودة إلى مصر ، ولما توفى رثاه وذكر أفضاله على الكثيرين وعلى الكنيسة بوحه عام وعليه هو بوجه خاص .
4 ـ القديس غريغوريوس العجائبى أسقف قيصرية الجديدة كان من تلاميذه وكتب دفاعاً عنه وقال أنه عندما رأى اوريجانوس لأول مرة قال شعرت وكأن جمرة نار وقعت على نفسى فأشعلتها وألهبتها بالمحبة الفياضة نحو الكتب المقدسة ونحو هذا الرجل الذى يفسرها وأنستنى كل ما كان يهمنى فيما مضى فلم أعد أعبأ بدراساتى السابقة بل لقد نسيت بلادى وأقاربى والسبب الذى لأجله جئت إلى قيصرية .
5 ـ القديس غريغوريوس أسقف نيصص كان يدعوه أب الفلسفة المسيحية وحفظ الكثير من مؤلفاته وبالأخص النسكيات منها ، ونشر هذه التعاليم على الناس .
6 ـ القديس أثناسيوس الرسولى مدح كتاب المبادئ لاوريجانوس وأشار على من يطالعه أن يفرق بين أراء أوريجانوس ، وبين الأراء المناقضة التى يوردها ذلك الفيلسوف ويرد عليها . ويقال أن القديس أثناسيوس الرسولى استعان ببعض تفسيرات اوريجانوس اللاهوتية فى مجمع نيقية المقدس سنة 325 م.
الخلاصة التاريخية:
لم يكن اوريجانوس بالرجل الهَيِنْ إنما تلمذ جيلاً بأكمله فى بداية القرن الثالث وما زال العلماء يتتلمذون على كتبه.
قال عنه الكسندروس أسقف أورشليم أنه أمير شراح الكتاب المقدس .
وقال عنه غريغوريوس أسقف نيصص إنه أمير الفلسفة المسيحية .
وقال عنه كثيرون إنه أستاذ الأساقفة ، لأن كثير من الأساقفة تخرجوا على يديه .
ولم يكن عالماً فحسب بل كان رجلاً تقياً له حياته الخاصة مع الله ، ولذلك قال عنه يوسابيوس المؤرخ " لقد كانت حياة هذا الرجل أفضل مفسر لعظاته " .
وقال عنه القديس جيروم الذى انقلب عليه فيما بعد : " كان اوريجانوس هو المعلم الأول لجميع الكنائس بعد الرسل ، ولم يكن مجرد مؤلف فاق أقرانه فى التأليف ، أما الذين أكل الحسد قلوبهم واتهموه بالهرطقة فما هم إلا كلاب كَلِبَةُ "

هذا ومازال بحثي مستمرا وقد اصل لحقائق مختلفة يوما ما!..

0 comments:

المثلية بين العلم والدين والقانون والمجتمع والحقوق

7/25/2020 04:25:00 م 0 Comments


تنوية: هذا بحث منقول بتصرف

--
ما هي الأسئلة الأهم؟!
- هل المثلية اختيار أم اختلاف طبيعي؟
- هل المثلي ضحية جسده أم ضحية فكره وضعفه؟
- وإذا كانت المثلية شيء طبيعي إذن كيف يحرمها الدين؟ لماذا يظلمهم الدين؟

حاولت في التالي بعد قراءات مستمرة أن استعرض أهم جوانب قضية المثلية في سياقنا الاجتماعي والديني والقانوني بشكل منظم قليلا، قد يكون طويلا (فهو أشبه بورقة بحثية قصيرة) ولكن أرى أنه من الأمانة قبل أن تخوض نقاش أن تتعلم أولا عما تناقش، لذا يمكنك ألا تقرأ النصوص المنسوخة للاختصار لأني وضعتهم للتوثيق فقط، أو تقرأ العناوين المهمة بالنسبة لك:

#علميا!

هل أثبتوا أن في جسد الإنسان ما يجزم تحديد ميوله وسلوكه الجنسي؟ هل هناك ما يبرر السلوك المثلي بيولوجيا؟
تعتمد الاجابة على هذا السؤال على شقين وهم
1) الجينات 2) الهرمونات الطبيعية في جسم الانسان..
3) وعلم ما فوق الجينات ال epigenetics

اولا جينياً: بعد دراسات لاكثر من ٣٠ عام، وصل العلماء إلى إنه ليس هناك أي جين خاص مسئول عن المثلية وده طبقا لآخر دراسة من جامعة هارفارد في ٢٠١٨، وأكد علماء الدراسة أنهم لم يجدوا سوى ٥ تغيرات جينية طفيفة لدى من (يمارسون) السلوك، هذه التغيرات ذات تأثير طفيف وغير متسق ولا يمكن الاعتماد عليها للجزم بالميل الجنسي سوى بنسبة ١٥-٢٥٪؜ فقط. وقال رئيس الباحثين نصا: "من المستحيل أن تحدد سلوك أحدهم الجنسي من جيناته"

إذن لو كان الأمر مجرد اختلاف طبيعي، لوجد العلماء شيء متسق عند كل المثلين، وهو ما فشلت كل الدراسات حتى الآن في إثباته.

ثانيا هرمونيا: في 1984 انتهت دراسة إلى أن هناك سبع درجات من الميل الجنسي من مستقيم تماما لشاذ تماما، وأن مستوى الاستقامة أو الشذوذ يتحدد بالهرمونات (وليس الجينات) في الجسد. وفي القرن الحالي انتهت بعض الدراسات إلى أن بعض الاختلافات في الميول الجنسية يمكن إرجاعها للهرمونات الجنسية التي يتعرض لها الجنين قبل الولادة، فالتغير في البيئة ينعكس على ميوله بعد الولادة، وأن تعديل الهرمونات خلال هذه المرحلة (قبل الولادة أو بعدها بمدة قصيرة) نجحت في تعديل الميول. ولكن بعد هذه المرحلة تعدل هذه الهرمونات من شكل الدماغ ولا يمكن عكس أثرها.وفي البشر أثبت التعرض لنسبة أكبر أو أقل من بعض الهرمونات من ضمنها التستوستيرون (هرمون الذكورة) أثرت على 30-40% من العينة المدروسة في دراسات أخرى. ودراسات أخرى قالت أن المثلية غالبا ما هيتم تواجدها في نفس العائلات لأسباب وراثية.. ولكنها لا تؤدي للسلوك، فقط الميل أيضا. لكن انتهت الدراسات إنه لا يمكن الاعتماد على ذلك كعوامل مؤدية للسلوك الجنسي والذي لابد وأن يتأثر ببيئة وثقافة وعوامل اجتماعية ونفسية متشابكة ومعقدة.


واهم نقطة هي ان هرمون ال testosterone وهو الهرمون المستهدف القضاء على اعراضة من عدوانية "ذكورية" هو هرمون اساسي في قدرة الانسان على ان يكون حر الاختيار ومستقل. قادراً على الاختلاف والمعارضة. وتحمل ضغوط الحياة، في النساء كما هو في الذكور. وهو ما سوف نشرحة بالتفصيل لاحقاً.
ثالثاً، علم ما فوق الجينات أو epigenetics هو يقول أن التأثير الوراثي للجينات ليس بنفس الدرجة فهناك جينات تشكل اليد مثلا ليس فيها قدر من التحكم أو التغيير. وهذا الجينات معروفة تشكل شكل ولون الشخص ولكن ليس طباعة. فطبع وميول الشخص تتأثر فقط عن طريق البيئة والتعود والتربية بشكل كبير لا يأثر معها الجين المتوارث من الأبوين. والدليل الاقوى في هذا الحجة أن التؤمان وإن كانوا نسخة جينات من بعضهم يختلفون في طباعهم حسب طريقة التربية والتأثر بالمحيط والبيئة.
وللأطلاع على المزيد فيما بخص الدليل العلمي الثالث:
الملخص أن الاختلافات في بعض أدمغة الذين لديهم ميول لنفس الجنس سواء كانت لأسباب جينية أو هرمونية تثبت وتفسر وجود "الميل" لا أكثر، ولكن كل هذه الاختلافات لا تؤدي للسلوك وحدها أبداً.
إذا حتى الآن اتفق الموقف الديني (الرافض) مع علم الجينات. واختلف مع التحليل الهرموني للسلوك (كالعادة)..
وسوف نعرض الموقف الديني بالتفصيل لاحقاً.
ولكن يوجد رد علمي على الدراسات التي ترجع سبب هذا السلوك الى اسباب هرمونية قد تؤثر في التوجه الجنسي حتى قبل الولادة (كشيء طبيعي أحيانا) أو بكمات اوضح للرد على سؤال "هل وجود الميل الهرموني وحده يجعل الشيء طبيعي و"مقبول"؟ مثل الاتي:
اولا، مثلا اثبتت الدراسات ان معظم المجرمين في قضايا عنيفة لديهم مستوى أعلى من هرمون الذكورة المسئول عن العدائية؟
في أحد الدراسات وجدوا أن 10 من بين كل 11 مجرم مدان في قضايا عنف لديه خلل في هذا الهرمون؟ وأيضا وجدت الدراسة أن هذا الهرمون قد يؤثر على ردود أفعال المخ، وأن هذه العملية ربما تبدأ بسبب التعرض لهرمونات (بنسب غير طبيعية) أثناء المرحلة الجنينية مما يجعل لديهم ميل أكبر للعنف بشكل عام:
الآن،
هل ستعتبر التفسير الهرموني العلمي سبب أم مسبب هنا؟
هل الاختلاف الهرموني يعفيهم من العقاب حال ارتكاب الجريمة؟
فلو لم يكن للشخص حيلة في اتباع ميوله أو السيطرة عليها لما عوقب الملايين بالسجن لقتل أحدهم؟ صح؟هل ده معناه أنني أساوي بين القتل والشذوذ مثلا؟ لا طبعا! أناقش فكرة ما يعتبر "طبيعي" في جدليات البعض.
فالخلل الجيني أو الهرموني قد يفسر السلوك ولكن لا يبرره ولا يسببه. الحقيقة أن نفس الجدلية طُرحت من عالم اسمه لومبروسو أن المجرمين ولدوا طبيعيا مجرمين دون اختيار لأسباب بيولوجية حتى أن بدأ يجمع التطابقات في عظام الوجه بين المجرمين عشان يأسس لنظريته، ولكن العصر الحالي دحض معظم هذه الافتراضات وأثبت عدم دقتها، وأشار أن ليس هناك جين مسئول عن الجريمة ابدا رغم وجود بعض الاختلافات الهرمونية ولكن لابد من تفاعل هذه العوامل البيولوجية مع عوامل نفسية وبيئية واجتماعية تؤدي إليها.
ويدور الزمن ويعاد نفس الجدل فيما يخص المثلية. هناك أمثلة أخرى خاصة بإدمان المخدرات والكحوليات وحتى العداء الاجتماعي، كلها تشير لتغيرات هرمونية في أصحاب هذه السلوكيات مما لا يبرر الأفعال ولا يعفي من عقابها لأنها وحدها لا تؤدي للجرائم.
لذا نستطيع القول إن السلوك المثلي ليس مرض ولكنه سلوك اختياري، محرم دينيا، ومعترف بأسبابه علميا، ولكن أيضا له أسباب اجتماعية ونفسية هام التحدث عنها في وقت لاحق.
ملاحظة أخرى، وهي على القول انه لا يمكن التعديل الهرموني (علاج) للأشخاص وهو "قول" غير صحيح! ففي عمليات التحول من جنس إلى جنس يتم تعديل المتحول هرمونيا وفيزيائيا على مدى سنين قد تصل إلى ثمان سنوات واكثر.
إذا، التعديل (العلاج) الهرموني ممكن اذا اثبت قدرته على التحويل من جنس إلى آخر 100%. تكمن لب المشكلة في اعتبار الانحراف الهرموني المؤدي للمثلية "نوع من الاختلاف" البشري الذي لا يستدعي علاج. وهذا الادعاء ظهر على أساس علمي "قديم" ومع تقدم العلم ثبت عدم صحته، فهل نقدر الآن أن نبدل مفاهيمنا واخطائنا على ما قد علمنا مؤخرا انه لا وجود لجين المثلية وأن الانحراف انحراف سلوكي بحت وليس حتى هرموني.
الطب قادر فيزيائيا على تغيير الجنس من رجل الى مرأة ومن مرأة الى رجل وهو للعلم ينتج تغيير خارجي مشوه لشكل الاعضاء والهرمونات غير مكتمل. فلا قدرة للمتحول على الانجاب ولا حتى قدرة على ممارسة الجنس والاحساس بالنشوة الجنسية كجنسه الجديد. فما يحدث اليوم افضل وصف له أنه تشويه غير مبرر لاثبات شئ غير موجود.. اليس من الأولى استخدام هذه القدرة الطببية في علاج الانحراف بدل تشوية الخلق؟

#الأديان!

ما هو موقف الأديان من المثلية؟
محرمة في كل الأديان الابراهيمية دون استثناء.
ما هي عقوبة المثلية في الأديان الإبراهيمية؟
معظم الأديان نصت صراحة على عقوبة المثلية، ولكن فرق الإسلام بين عقوبة اللواط والسحاق، فغلظ عقوبة الرجال، لأن اللواط أكثر ضررا على المجتمع من السحاق ولأن الرجل هو الولي والمسئول الأول عن رعاية الأسرة، وانحرافه قد يعرض الأسرة كلها لمخاطر. ولأن اللواط يتخلله إيلاج في الدبر (شرجي) وهو ما لا يحدث بين النساء.
لكن يجب علينا توضيح النقاط التالية:
اولا، انت حر في جسمك وسلوكك الجنسي مادام مش ضد قانون البلد.
وأي مؤسسة دينية ليس لها ان تقمع سلوك الناس بالقوة، ولا سلطة مباشرة لها على قانون الدولة المدني.
ثانيا، اي نص ديني لا يعترف الا بالزواج التقليدي بين رجل ومرأة لتكوين الأسر. واي نص ديني بيقول عن اي نوع علاقة اخرى غير العلاقة التقليدية "ذنب" أو "خطية" حكمها عند الله. وليس لنا حكم فيها كبشر الا عدم ممارستها. ولنا فقط دعوة مرتكبها للتوبة والعلاج، ان قبل منا الدعوة! وان لم يقبل فهو حر.
ثالثا، محاولة فرض تزويج مثلي الجنس على المؤمنين بالنصوص الدينية أو حتى الترويج له، عن طريق الجبر بالقانون المدني والنظام العام، هو اعتداء من الدولة على حرية المؤمنين بلا ادنى شك. وعلى المؤمنين في اي مكان مقاومة مثل هذة القوانين حتى لو تكلف الأمر! والمقاومة هنا تكون في اطار القانون ع قدر الأمكان وبدون عنف. مثل مقاومة المؤمنين لألحاد الاتحاد السوفيتي سابقاً. أو مثل قمع أي دولة دينية لأصحاب العقائد المخالفة لعقيدتها.

ما هي العقوبات؟

في اليهودية والمسيحية العقوبة هي الرجم أو القتل.
النص: "إذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعلا رجسا كلاهما أنهما يقتلان دمهما عليهما. “(لاويين 20: 13) (بمعنى الرجم حتى الموت)
"لاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ"
"لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان، لأن إنائهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة. وكذلك الذكور أيضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي، اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض، فاعلين الفحشاء ذكور بذكور، ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِناً وَشَرٍّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ مَشْحُونِينَ حَسَداً وَقَتْلاً وَخِصَاماً وَمَكْراً وَسُوءاً نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ مُبْغِضِينَ لِلَّهِ ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ مُبْتَدِعِينَ شُرُوراً غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ. بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَةٍ. الَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ لاَ يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يُسَرُّونَ بِالَّذِينَ يَعْمَلُونَ! (رو 26-32)
أما في الإسلام اختلف العلماء على عقوبة مثلية الرجال: فريق قال الحد هو القتل والرمي من مكان عال، فريق قال إنه نفس حد الزنا أو أقل (وينطبق عليه شروط إثبات الزنا). ولكن البعض قال شاهدين بدلا من أربعة رجال، وفريق قال التعزير من الحاكم (أي طبقا للقوانين المطبقة من الحاكم). أما السحاق فليس له إلا التعزير، يٌقال لأنه دون إيلاج فيعامل معاملة المباشرة دون جماع.
إذن اتفقت الأديان أن هناك حدود للفعل بغض النظر عن الاختلافات (عند الجهر به وإثباته). ولكن من يطبق الحدود؟ الحاكم! - ولكن هل تطبق الحدود الآن؟في العصر الحالي لا يُطبق نظام الحدود (لا للسرقة ولا القتل ولا المثلية) في معظم الدول، بل تم الاستعاضة عن الحدود بقوانين مدنية تتأثر بالشريعة ولا تطبقها بحذافيرها، ولذا أصبحت العقوبة الآن مرهونة بما يسمح به قانون الدولة بغض النظر عن الرأي الديني.

#قانونا!

ما هي عقوبة المثلية في القانون المصري؟
لا يوجد نص صريح في القانون للعقاب على المثلية، ولكن يتم القبض عليهم تحت قانون يعاقب على الفعل الفاضح، والفسق والفجور أو وخدش الحياء، ومعظم المواد تتحدث عن علانية الفعل أو التحريض عليه وتتراوح العقوبة من ٣ شهور لثلاث سنوات لبعض هذه الجرائم:
مادة ٢٦٩ مكرر من قانون العقوبات وفقا لآخر تعديل ل ٢٠١٨: "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على شهر كل من وجد في طريق عام أو مكان مطروق يحرض المارة على الفسق بإشارات أو أقوال فإذا عاد الجاني إلى ارتكاب هذه الجريمة خلال سنة من تاريخ الحكم عليه في الجريمة الأولى فتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وغرامة لا تجاوز خمسين جنيها ويستتبع الحكم بالإدانة وضع المحكوم عليه تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة"
مادة ٢٧٨ من نفس القانون: كل من فعل علانية فعلا فاضحا مخلا بالحياء، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تتجاوز ثلاثمائة جنيه.لاحظ القانون لا يعاقب على الفعل الخاص أيضا ما لم يُفعل بشكل علنيّ. -

#اجتماعيا!

٩٥٪ من المصريين يرفضون المثلية طبقا لإحصاء ٣٠١٣ من Pew Research center ولكن متوقع بعد سبع سنين تكون النسبة زادت بالطبع.
لماذا يدعم الغرب ما يُسمى ب "حقوق المثليين"؟
الدعوى الرئيسية تقول إنه سلوك طبيعي، خارج اختيار الإنسان، مجرد اختلاف لابد من قبوله لأن الشخص عبد لجسده، والشذوذ بالنسبة لهم غير ضار ويقع ضمن نطاق الحرية الشخصية.
وبعض ممن يرفض يدعي أن المثلية مرض يستوجب العلاج أو الردع..

طيب ما الحقيقة؟

أولا وقبل الإجابة: سؤال مهم: هل تنكر الأديان أو ينكر العلم أن الميل الجنسي لنفس النوع جائز؟
الحقيقة لا تنكر، فالأديان أقرت بوجود الميل الجنسي ووصفته بالشهوة، وتعاقب علية وعلى السلوك الذي قد ينتج عنه باختيار الشخص. إذن هناك إقرار بإمكانية وحقيقة وجود الشهوة، والشهوة شيء "طبيعي" يحركه ميل بالضرورة، والميل يحركه هرمونات وربما جينات وربما عوامل بيئية واجتماعية ولذلك فهناك إقرار بوجوده. ولكن الدين مع الإقرار، طلب منا التحكم في جسدنا وألا نتركه ليتحكم بنا..
فالكتاب المقدس: لا يقر بحقيقة وجود الميل.
وهكذا القرآن: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ- الأعراف (81)
طيب لماذا لا نترك المثليين يذنبون ولا نتدخل. لماذا هذا الغضب والهجوم والعدائية؟ الحقيقة لازم نفرق بين الوصمة المجتمعية والحرام، فالمثلية لا تخرج من الملة، فقد يكون الشخص مسلم أو مسيحي أو يهودي ويمارس الشذوذ في نفس الوقت، لأن الشذوذ ذنب وفاحشة مثله مثل الزنى والسرقة، ذنب محرم وله حد. والحدود تطبق بشروط، والإنسان قد يذنب ويتوب وقد يذنب في السر ولا يتوب ولا يُقام عليه الحد إلا في حالة الإثبات أو الجهر.
ولذلك فجزء كبير من الغضب المجتمعي على القضية خاص بوصمة اجتماعية أكثر منها غضب ديني لأن الدين يتعامل مع الشذوذ كأي ذنب آخر، له عقوبة. وذلك يفسر لماذا لا يغضب الجمهور كل هذا الغضب لمعرفة أن أحدهم زاني (إذا كان رجلا) فكثير من الرجال في مصر يمارسون الزنا قبل وبعد الزواج ولا يتم وصمهم بل يتزوجون ويغفر لهم من زوجاتهم ومن مجتمعاتهم.

النتيجة:

الغضب أساسه رفض تغيير المسميات من ذنب لشيء طبيعي يستحق القبول اجتماعيا. فلن تجد أحد يخرج من بيته ليشارك في مظاهرة تطالب بحق الزناة مثلا أو حق المجرمين، فمن يزني يفعل ذلك في السر ولا يكتب على صفحته "زاني"، أو يفعل علانية على نطاق صغير دون أن يدعو الناس له أو يطلب من الناس ألا تعتبره ذنب. فالغضب سببه ليس فقط الجهر ولا التفاخر به، لأن بعض المثليين قد يكونوا غير دينين من الأساس، فجدلية الحلال والحرام لا تخاطبهم، ولكن الغضب سببه محاولة تغيير ثقافة تتعارض بشكل فج مع التقاليد والنصوص الدينية صراحة!
فالمثليين لا يريدون أن يتركوا ليمارسوا السلوك في "حالهم" بل ينظرون أنه "حق" يستوجب القبول والاعتراف واكثر من هذا يعتدون على الرموز الدينية مثل قوس قزح السداسي الذي لا يحتوى لون للسماء او اصرارهم على الزواج الكنسي.. وهذا هو الفخ الذي سقطت فيه بعض الدول بإجازة الزواج الرسمي بين نفس النوع من منظور إنساني ومن منظور حرية شخصية بحتة.

طيب من وجهة نظر #حقوقية إنسانية بحتة، لو المثلي غير ديني؟ هل للمجتمع الحق في النهي عن الفعل أو وصمه اجتماعيا؟ هل للفرد الحق في اختيار اتباع ميله أو لا؟ هل يضر المجتمع تركه وشأنه دون أن يحتاج للتخفي؟

الإجابة نعم ولا، الإجابة لا لأن كل شخص حر في اختيار حياته وميوله وسلوكه ما لم يضر آخرين. ولهذا الشخص الحق في الاحترام والسلامة الجسدية والنفسية لأن ليس لنا أن نحاسب بعضنا إذا كان السلوك لا يخصنا. والإجابة نعم من حق المجتمع الرفض لأن كل ذنب فردي خاص لا يؤثر على الجماعة إذا كان سريا، أما إذا أصبح عام وشائع مقبول فهو يهدد سلامة المجتمع.
--

ملحوظة: يمكن النسخ والاقتباس بدون استئذان مسبق.

0 comments: