المخطوطة السينائية - Codex Sinaiticus .. ج2 " معلومات مُثبتة لأستنتاج موضوعي "

9/09/2015 02:04:00 ص 0 Comments

- مكان كتابة المخطوطة السينائية

نعرف القليل عن تاريخ هذة المخطوطة، فبحسب الدكتور هورت صاحب نص العهد الجديد من السينائية والفيتكانية  بتاريخ1881م، تم أنتاج السينائية فى روما! بانياً رأية على حقيقة أن تقسيم الأسفار المستخدم فى اعمال الرسل في كلا السينائية والفيتكانية (والمعروف بتقسيم يوسيباس) لم يوجد فى أي مخطوطة يونانية أخرى، وعلى العكس، قد وجد بل تكرر فى أكثر من مخطوطة لاتينية للفولغاتا.

خالفة في هذا الطرح الدكتور روبينسون، حيث رأى ان هذا النظام لتقسيم الأسفار قد أدخلة القديس جيروم 
نفسة صاحب الفولغاتا كنتيجة لدراستة بالقيصرية (مدينة يوسيباس) أصلاّ. 

ويرى الدكتور فردرك كينيون ان شكل الأحرف مصري، ووجد فى البرديات المصرية القديمة ويؤيدة في هذا الطرح د. جاردهوزين و د. روبس مؤكدين ان المخطوطة كُتبت فى مصر. واضاف كينيون " أنه لم يتم إيجاد اي أثر لهذة المخطوطات فى القسطنطينية. وحقيقة ان المخطوطة السينائية قد تم
مراجعتها وتنقيحها بمخطوطة بامفيليوس فى وقت متأخر نسبياً (القرن السادس)  تؤكد أن هذة المخطوطة لم تكتب في القيصيرية "

وجدير بالذكر أن فرضية كون السينائية جزء من مكتبة القيصرية لأورجانوس والقديس الشهيد بامفيلويس من بعده يؤيدها العلماء كثر مثل هارس و سترير و سكيت و ميلن.

تاريخ كتابة المخطوطة السينائية

كُتبت المخطوطة فى القرن الرابع، فلا يمكن ان تكون كتبت قبل 325م لأنها تحتوي علي تقسيم يوسابيوس، وهو مايمثل حد البداية في تقدير وقت الكتابة، كما لا يمكن ان يكون تاريخ الكتابة بعد 360م لوجود ذكر لأسماء معينة من اباء الكنيسة فى هوامش العمل، أي انه حد النهاية فى تقدير وقت الكتابة.

وبحسب تشندروف مكتشف المخطوطة، المخطوطة واحدة من الخمسين نسخة من الأنجيل الذي امر بصنعهم الملك قسطنطين - بعد اعتناقة للمسيحية - وقد كلف بهم يوسابيوس القيصيرية، المؤرخ زائع الصيت في هذا الوقت. هذة الفرضية قد أيدها كل من بيير بيتفول و جيرجوري، وأضاف ثيودور كريسي سكيت ان هذة النسخ كانت قيد الكتابة بالفعل عندما أعطى قسطنطين أوامرة ليوسابيوس ببدء تصنيعهم في 331م ، لكن العمل قد عُلق لإستعاب مقاسات جديدة لصفحات النسخ المطلوبة.

الكتبة والمصححين للمخطوطة السينائية

يفترض تشندروف ان العمل قد قام به اربعة من الكتبة اطلق عليهم (A و B و C و D) وخمس مصححين للتعديل اطلق عليهم (a و b و c و d و e) ، كما انه افترض ان مصحح واحد علي الأقل كان مرافق للكتبة القائمين على العمل، وباقي المصححين كانوا من القرن السادس أوالسابع. 

وبعد مراجعة كل من ميلن و سكيت للنص، تبين خطء تشيندروف فى تقديرة لوجود الكاتب
C. فبحسب تشندروف الكاتب C نسخ الأسفار الشعرية للعهد القديم لأنهم كتبوا بنسق مختلف عن باقي اسفار المخطوطة، حيث كتبوا فى عمودين فقط بدلا من اربعة بترقيم للسطور. ومن المحتمل ان يكون تشندروف فسر النسق المختلف للكتابة بوجود كاتب مختلف.

والي اليوم يعرف كتاب المخطوطة بالاحرف التي اطلقها عليهم تشندروف (ِ
A و B و D) أما المصححين فقد زاد عددهم الي سبعة (a و b و c و ca و cb و cd و cc و e ).

التحليل والدراسات الحديثة تعرفت علي الثلاث كتاب للمخطوطة علي النحو التالي:
  • الكاتب A كتب معظم الأسفار التاريخية والشعرية في العهد القديم، ومعظم العهد الجديد بالأضافة لرسالة برنابا.
  • الكاتب B كان مسؤول عن أسفارالأنبياء ورسالة الراعي هرماس. 
  • الكاتب D كتب سفر طوبيا ويهوديت والنصف الاول من المكابيين الرابع، وثلثي المزامير والخمس آيات الأوله من رؤيا يوحنا.
الكاتب B كان سئ التهجة! ولم يكن الكاتب A بأحسن حال منه، لكن الكاتب D كان احسنهم علي الأطلاق. ويذكر ان العالمين ميلن وسكيت وصفوا الكاتب A بـ "المستهتر والغير متعلم" لكثرة اخطاءه. كما يذكر ان الكاتب الأصلي له علامة  لتمييز عملة عن عمل باقي الكتاب.

المصدر:
Metzger, Bruce M., (1991). Manuscripts of the Greek Bible: An Introduction to Palaeography, Oxford: Oxford University Press, p. 77.

دراسة الخط التي تمت  بالمتحف البريطاني سنة 1938 أوضحت ان المخطوطة تعرضت لكثير من التعديل والتصحيح. التعديلات الأولي قام بيها اكثر من ناسخ قبل ان تترك المخطوطة ورشة النسخ الأولى. والقرئات المعدلة بواسطتهم لها علامة تمييز אa. ميلان وسكيت لاحظوا أن العنوان فى سفر المكابيين الأول قد قام به الناسخ D ، بينما نص السفر كتبة الكاتب A. ويُذكر أن الكاتب D كان يراجع عملة وعمل الكاتب A. بينما اقتصرت مراجعة الكاتب A علي عملة هو فقط.

والكثير من التغيير والتعديل قد حدثت بالمخطوطة 
في القرن السادس أو السابع تحت العلامة אb . وبحسب حاشية كل من سفري عزرا واستير، فأن مصدر التعديل كان مراجعة النص بمخطوطة قديمة قد كان راجعها الشهيد القديس بامفيليوس بنفسة ( استشهد في 309م ) ، وان كان هذا صحيح، فان النص من  بداية صموئيل الأول وحتي نهاية سفر استير هو نص يرجع اصلة الي ترجمة مفقودة للعلامة أوريجانوس، وهي الهكزبيلا Hexapla الشهيرة. وأُستنتج من هذة الخاتمة ان المخطوطة كعمل حرفي قد تم مراجعته في قيصرية (فلسطين) في القرن السادس أو السابع.

- تقييم تاريخي للمخطوطة السينائية


مما سبق يتضح ان هذة المخطوطة كانت عمل أُنتج فى أوج الصراع اللاهوتي بين المحور الأرثوذكسي والمحور الأريوسي في القرن الرابع (المخطوطة كتبت بين 325م – 360م ومجمع نيقية عُقد 325م). ومما سبق نعرف ان هذة المخطوطة يجب ان تكون تمت على يد أحد اهم اقطاب الأريوسية "علماّ وتعصباً لرأية" وهو يوسابيوس القيصري.

ولا يخفي على احد ان تقييم المؤرخين ليوسابيوس نفسة، كمؤرخ وليس كلاهوتي، في عملة التاريخي"تاريخ الكنيسة" سئ للغاية، حيث انه متهم بالتلفيق والتعصب الأعمي لحد الكذب والتزوير في هذا العمل التاريخي.

مع بيان ان الملك قسطنيطين نفسة -بعد اعتناقة الميسيحية- كان يميل للأريوسية حتي نهاية عهده، وهو من كان يفضل يوسابيوس القيصري بأعتبارة من النخبة علي اثناسيوس السكندري بإعتبراة أقل علماً ومن العامة.

وعلية، أرى أن هذة المخطوطة هي النسخة الآريوسية للكتاب المقدس، ولا أتهم هنا يوسابيوس بالتحريف المباشر للنص لصالح فريقة، لكنه بالتأكيد قد أختار النصوص التي كانت تؤيد موقف الآريوسية من الصراع الدائر. وهي نصوص -بطبيعة الحال- كانت موجودة ومعروفة من زمن بولس السميسطي ومن قبلة بركسيس المهرطق وسباليوس، اصحاب التعاليم الرافضة لكون المسيح مساوي للآب في الجوهر، بل بأعتبار المسيح مخلوق لا مولود، والمؤسسة للفكر الآريوسي من القارن الثاني و الثالث.

بمعني أن هذة النصوص كانت -ألي حد ما- موجودة بالفعل في زمن كتابة المخطوطة، بل وأن الكتاب كانوا على معرفة كاملة بالبدائل الأرثوذكسية للنص بدليل العلامات والفراغات المتروكه للقرائات البديلة، كما هو الحال في نص نهاية سفر مرقس. والعلامات الدالة على معرفة القرئات الرثوذكسية للنص. وكما هو الحال في قرائة نص المرأة الزانية في سفر يوحنا.

و
أري ايضا، أن العلامة أوريجانوس والقديس الشهيد بيمفيلويس ليس لهم علاقة من قريب او بعيد بنص السينائية. والدليل في مراجعة التي تمت فى القرن السادس (أو السابع) للنص مقارنتاً بمخطوطة بيمفيلويس، كما هو موضح فى ملحوظات النساخ  المكتوبة فى حواشي وخاتمة سفر عزرا واستير كما ذكرنا سابقا.

فأن كان السينائية تعتمد علي مراجع بيفيلويس بالأساس، لما احتاجت لكل هذا الكم من التعديل والتصحيح بعد هذة المراجعة!؟

اسباب استبعاد الأورجانيون من كتابة نص تلك المخطوطة تتلخص فى كون الجو العام المحيط بهؤلاء النخبة كان أكاديمي بحت يهتم بالجانب العلمي فقط ولايهتم كثيرا بالأراء اللاهوتية اذا كانت علي حساب الحقيقة.

 فخط عمداء مدرسة اللاهوت السكندرية الذي يمتد من بانتيونيوس (العميد الرابع) الى اكليمندس السكندري (العميد الخامس) مُعلم  اورجانوس -العميد السادس والمؤسس الحقيقي للمدرسة-، ثم الشهيد بيمفيليوس وارث مكتبة اورجانوس الشرعي، والذي كان ينسب له يوسابيوس بالتبني العلمي والروحي، هو خط للنخبة العلمية فى الذلك الوقت والتي تأثرت بطبيعة الحال بالمجال الفلسفي المحيط بهم، والمؤثر بالتالي فى كل العلوم المعاصرة لهذا الوقت. فأدي هذا النهج لأنعزالهم عن التيار المسيحي العام ولاحقا أدى الى نبذهم علي المستوي المهني والعلمي والديني.

هؤلاء كانوا يروا انه لا تعارض بين روح العصر من فلسفات معاصرة كفلسفة 
أفلاطون و فلسفة فيثاغورس و الفلسفة الرواقية وبين المسيحية. وأنه لا تناقض بين الفلسفة والإيمان، فالفلسفة والعلوم برأيهم تخدم اللاهوت المسيحي، والمسيحية هي "تاج جميع الحقائق ومجدها".

كما انه كان شرف لأي لاهوتي فى هذا الوقت التعلم على يد احد هؤلاء، فحتي المعلم جيروم صاحب الفولغاتة، والكثير من قديسين عصرة من اللاهوتيين، كانوا ينسبون انفسهم للمدرسة الأورجانية بفخر مما ينم عن مكانتها العلمية العظيمة فى هذا الوقت.

0 comments:

المخطوطة السينائية - Codex Sinaiticus .. ج1 " اهمية و وصف "

9/06/2015 01:06:00 ص 0 Comments




المخطوطة السينائية Codex Sinaiticus (علامات الرفوف والمراجع: لندن، المكتبة البريطانية، إضافي 43725; Gregory-Aland א [Aleph] or 01, [Soden δ 2]). 

و
احدة من الأربع المخطوطات الـ uncial العظمى للعهد الجديد وتُعتبر فى علم النقد النصي أحد أهم النسخ القديمة المكتوبة بخط اليد للإنجيل اليوناني. وهي اشهر المخطوطات على الاطلاق. 

المخطوطة تنتمي لـ عائلة النص السكندري، كتبت فى القرن الرابع بحروف
uncial (أحرف كبيرة) علي برشمان (جلد حيوانات). وتمثل هذة المخطوطة مع المخطوطة الفتكانية ما يعتبره الباحثون والعلماء من أحسن المصادر التاريخية للنص الأنجيلي للعهد الجديد. ويُذكر انه حتي تاريخ اكتشاف السينائية بواسطة العالم Constantin von Tischendorf ولم يكن قد كُشف عن المخطوطة الفيتكانية بعد.

وقد اكتشفت السينائية فى القرن التاسع عشر فى خزائن دير سانت كترين بسيناء مع مجموعات اخرى من المخطوطات اكتشفت بعدها فى القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين. ورغم أن المخطوطة موزعة على أكثر من مكتبة حول العالم لكن الجزء الأكبر منها محتفظ بة فى المكتبة البريطانية بلندن حيث يتم عرضها للجمهور. منذ تاريخ اكتشافها، قدمت دراسة المخطوطة السينائية قيمة كبرى للباحثين والمهتمين بدراسات العلم النقد النصي للكتاب المقدس.

والمخطوطة تحتوي على العهدين القديم والجديد، وتقريبا نصف الترجمة اليونانية للعهد القديم (السبعينية)، ووجد 
مع العهد الجديد جنبا إلى جنب اثنين من الوثائق المسيحية القديمة (الابوكريفا) وهما رسالة برنابا و الراعي هرماس.

الوصف الهيكلي للمخطوطة 

مخطوطة من الجلد (برشمان) في صفحات مزدوجة بمقياس 40 سم عرض فى 70 سم طول. والمخطوطة تتكون من لفائف ثُمانية عدا بعض الاستثنائات القليلة، وهو طابع مستخدم فى لفائف العصورالوسطي. كل سطر من النص يحتوي من 12 الي 14 حرف يوناني uncial (حروف كبيرة)، مرتبة فى اربع عواميد بـ 48 سطر مع نهايات اسطر منتقاه بعناية مع تمزيق خفيف فى نهايات الأطراف بالجهه اليمين.

عند الفتح، الثمان عواميد تظهر للقارء بمظهر متعاقب كملفوفة بردية. أما النصوص الشعرية فى العهد القديم مكتوبة علي عمودين فقط بترقيم للسطور. والمخطوطة عامة تحتوي على 4 مليون حرف
uncial.

العمل مكتوب فى نصل متصل scriptio continua  بدون تشكيل أو علامات . وتم استخدام النقاط العرضية وقليل من ادوات الربط ligatures، وبرغم أستخدام اختصارات الرموز المقدسة Nomina Sacra مع خط علوي لبيان جمع الرمز الواحد، فان بعض الكلمات التي عادتا تُختصر فى المخطوطات القديمة الأخري ( مثل πατηρ  و δαυειδ) كتبت بالطريقتين الكاملة والمختصرة فى هذة المخطوطة.

فالرموز المقدسة كتبت فى المخطوطة بهذة الاختصارات :
ΘΣ ΚΣ ΙΣ ΧΣ ΠΝΑ ΠΝΙΚΟΣ ΥΣ ΑΝΟΣ ΟΥΟΣ ΔΑΔ ΙΛΗΜ ΙΣΡΛ ΜΗΡ ΠΗΡ ΣΩΡ

وفي العادة، تم استبدال حرف ال Iota 
البسيط بدغم حرفي الـ Epsilon-iota (Iotacism، مثال: ΔΑΥΕΙΔ بدلا من  ΔΑΥΙΔ  و  ΠΕΙΛΑΤΟΣ  بدلا من  ΠΙΛΑΤΟΣ  و  ΦΑΡΕΙΣΑΙΟΙ  بدلا من  ΦΑΡΙΣΑΙΟΙ  ..  الخ.
المصدر: 
Jongkind, Dirk (2007). Scribal Habits of Codex Sinaiticus, Gorgias Press LLC, p. 74 ff, 93–94.

وقد وصفها الكاتب وخبير الخطوط  والنسخ Robert Bringhurst بـ "القطعة الخفية من الحرفاية العالية" حيث ان لكل صفحة مستطيلة ابعاد 1.1 الي 1، بينما منطقة الكتابة لها ابعاد متبادلة 0.91 (نفس الابعاد فى حالة الاستدارة 90°) لو تم استبعاد الفواصل بين العواميد.

الرققات مصنوعة  من جلد العجول مع استخدام جلد الخراف في بعض الأحيان ( ظن Tischendorf 
مكتشف المخطوطة انها مصنوعة من جلد ظبي لكن الفحوصات المعملية الأخيرة اظرت غير ذلك). معظم اللفافات أو الختوم تحتوي على اربع اوراق. ومقدر ان عدد الحيوانات المستخدمة لأستخراج الجلد يُعادل 360 حيوان، وتعادل تكلفة الصناعة من مواد ونسخ يدوي أجرانسان بالغ طول حياته فى هذا الوقت.

الجزء المخفوظ بالمكتبة البريطانية يتكون من 346 و
½ رقاقة بـ 694 صفحة (38.1 سم × 34.5 سم) تشكل أكثر من نصف العمل الأصلي. من هذة الرقاقات، 199 للعهد القديم بينها اسفار الأبوكريفة (الأسفار القانونية الثانية) و 147 و ½ تنتمي للعهد الجديد، جنبا إلى جنب مع اثنين من الوثائق القديمة هما رسالة برنابا و جزء من رسالة الراعي هرماس.

كتب الأبوكريفا الموجودة بالجزء المتبقي للترجمة السبعينية بالمخطوطة هم : اسدراس الثاني (ويعرف بـ عزرا الرابع)، طوبيا، يهوديت، المكابين الاول و الرابع، حكمة سيراخ.

ترتيب اسفار العهد الجديد بالمخطوطة كالأتي : الأناجيل الاربعة، رسالة بولس (عبرانين ثم الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي، اعمل الرسل، الرسائل العامة، وسفر الرؤيا.

مع ملاحظة ان الحالة الجيدة جدا لبعض اجزاء المخططة بعكس الحالة الرثة لأجزاء اخرى يشير ان الي ان المخطوطة كانت منفصلة ومخزنة بأماكن مختلفة.

المخطوطة مصححة بضعة الاف من المرات مما يجعلها من اكثر المخطوطات المصححة والمعدلة الموجودة حتى الآن.

مشروع النسخة الالكترونية للمخطوطة :


0 comments:

بين الزواج و الطلاق في المعتقدات المسيحية .. ج3 " الطلاق والتطليق "

9/04/2015 10:28:00 م 0 Comments

اما عن السبب الاول للانفصال فيقول الكتاب على لسان السيد المسيح:


فَتَقَدَّمَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَسَأَلُوهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ؟»  لِيُجَرِّبُوهُ. فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟» فَقَالُوا:«مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَق، فَتُطَلَّقُ».  فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةَ، وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ». ثُمَّ فِي الْبَيْتِ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا  عَنْ ذلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا. وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».

بمعنى أنه من اختار الزواج على الرسم المسيحي ليس له ان يطلق بل أن يُغصب نفسه على الحب. وقد يكون الانفصال الجزئى جزء من حل المشكله لإعطاء الطرفين فرصة لمراجعة النفس وتجربة الانفصال وارغامهما على التفكير فى حلول.

أما الزنى -فى راي الشخصي- هو علامة فراغ القلب من الإيمان. كما ان المحبة بعد الخيانه تكون مستحيله وغير مجدية لبناء مستقبل أفضل. وقال السيد المسيح فى تعاليم الموعظة على الجبل: «وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَق.  وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي. أى ان المسيح قد اغلق باب الطلاق تماما باغلاقة باب الزواج الثانى تماما.

(و راجع النص فى تثنية 24)
أما عن السبب الثانى للانفصال وهو تغير احد اطراف العلاقة لإيمانه بعقيدة المحبة وأستحالة الحياة بها، فتكون الإجازة  البولسية فى كرونثوس الاولى هى الحل، وعلية لا يجب ان يطلب الطرف المؤمن الانفصال، ولكن أذا طلبها الطرف الغير مؤمن فيطلقه الكاهن مُعتمدا فى الاساس على الإجازة البطرسية:

وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».

(وهذه الحاله -فى راي- لا تنطبق على التنقل بين الطوائف المؤمنه بقانون إيمان المجمع المسكونى الاول على اعتبار هذة الطوائف كنيسة واحدة، وليست عدة كنائس، وتضم القائمة الطوائف الكاثوليكية والرثوذكسية وبعض الطوائف الانجيلية المؤمنه بقانون الإيمان النيقاوى، فكل هؤلاء كنيسة واحده فى المسيح وان لم يدركوا هذا بعد. وفى راي الشخصي أيضاً التنقل من كنيسة لاخرى لا يعتبر فقدْ للإيمان المسيحي ولا يستدعى اعادة العماد لأنه وحسب قانون الايمان نحن نؤمن بمعمودية واحده فقط لمغفرة الخطايا)

سابعا: التطليق أسبابه وحالاته


تعتمد احكام التطليق بالأساس على الإجازة البطرسية فى متى 16 والتى تؤسس لكنيسة ولكهنوت الحل والربط وهو نفسه النص الذي أسس علية بولس الرسول إجازته فى رسالته الاولي لأهل كرونثوس فى قوله أَقُولُ لَهُمْ أَنَا، لاَ الرَّبّ..

ونص الإجازة البطرسية فى متى 16 كالآتي:
وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».


كنيسة روما هى الكنيسة الوحيدة الباقية فى المجمع بعد انسحاب الكنائس الشرقية بقيادة الكنيسة المصرية فى مجمع خلقيدونية 451م وأضمحلت بعدها هذة  الكنائس بعد الغزو العربى لها، وانسحاب الكنائس البيزنطية فى 1054م من المجمع وأضمحلالها بعد الغزو التركى لها فى 1453م. وهى كنيسة حرة خاضت الكثير من التجارب فى الحكم وتنظيم حياة الناس وتعلمت الكثير من فشلها فى القرون الوسطي، ولم يُتاح للكنائس المنسحبة من المجمع أن تختبر مثل هذا على مدى تاريخها. وهى كنيسة القارة العجوز وأكثرهم تقدما فى المجال البحث العقائدى على اسس علمية واحكامها يعتد بها بالنسبة لى شخصيا.

المصدر: http://www.vatican.va/archive/ENG1104/_P3Y.HTM

والخلاصة،  أن فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية يوجد 8 أسباب يكون فيها الزواج باطلا وهى، إذا لم يتوفر فيه رضاء الزوجين رضاء صحيحا، إذا لم يتم بالمراسيم الدينية علنا بحضور شاهدين مسيحيين على الأقل، إذا لم يبلغ الزوجان السن القانونية للزواج، إذا كان بأحد الزوجين مانع من موانع قرابة الدم أو المصاهرة، إذا كان أحد طرفيه وقت انعقاده مرتبطا بزواج صحيح قائم، إذا تزوج القاتل عمدا أو شريكه بزوج قتيله متى ثبت أن القتل كان بالتواطؤ بينهما بقصد الزواج متثبت أن الدافع على القتل هو الزواج، وإذا تزوج المسيحى بمن ينتمى إلى دين آخر غير مسيحى، وإذا قام لدى أحد الزوجين مانع من الموانع المنصوص عليها بالمادة29 شرط أن يكون ذلك قبل الزواج. وهذا فيه تشابه كبير مع حالات التطليق فى الكنيسة الكثولوكية الرومانية. ويمكنك قرائة لائحة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس الجديدة فى هذا الرابط:



ولهذا سوف احاول ان أشرح احكام التطليق حسب الكنيسة الرومانية الكاثوليكية كأساس ومقارنتها بشكل دقيق.

اولاً: يجب ان لا يكون سن الرجل أقل من 16 سنة والمرأه من 14 سنة ودون ذلك يعتبر سببا لالغاء الزواج على اساس بطلانه. بينما فى الكنيسة القبطية لا يجوز زواج الرجل أو المرأة قبل بلوغهما ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة ولا يجوز زواج القاصر منهما تحت أى شكل.
ثانياً: القدرة الصحية لاتمام الزواج، ويُقصد بها القدرة الجنسية لاتمام المعاشرة الجنسية وليس القدرة الأنجابية فالعقم لا يبرر التطليق أو الانفصال. بينما فى الكنيسة القبطية يجوز أيضا للزوجة أن تطلب الطلاق لإصابة زوجها بمرض العنة إذا مضى على إصابته به ثلاث سنوات، وثبت أنه غير قابل للشفاء بناء على تقرير طبى رسمى من لجنة طبية عليا مشكلة من الطب الشرعى تكفلها المحكمة المختصة بذلك، وكانت الزوجة فى سن يخشى عليها فيها من الفتنة.

ثالثاً: الارتباط سابق لأحد الزوجين، او ان يكون لأحد الزوجين اتصال او ارتباط باخر وأن لم يتم الزواج به. ولا نتكلم هنا عن زواج لكن نتكلم عن اى علاقه تعيق سير الزواج فى مساره الطبيعى.
Can.  1085 §1. A person bound by the bond of a prior marriage, even if it was not consummated, invalidly attempts marriage.
 وحتى لو كان الطرف المرتبط به غبر مؤمن فيرعى هذا ويعتبر مانع للزوج وسبب لبطلانه.

 (فى الكنيسة القبطية: يكون الزواج باطلا ذا كان أحد طرفيه وقت انعقاده مرتبطا بزواج صحيح قائم.)

وهنا اختلاف بين حكم الكنيسة الرومانية والمصرية بأختلاف البيئة وثقافة المجتمع ففى المجتمعات الغربية تعطى العلاقات صفة الارتباط وتعامل معاملة الزواج .. لكن فى مجتمعنا لا يُعطى مثل هذة الحالة اهمية لانه غير معترف بالعلاقات الانسانية التى ليست ذات صفة رسمية كالزواج.

واؤيد -كموقف شخصي- موقف كنيستنا فى هذة النقطة وملائمته مع المجتمع الشرقى. واضافتاً الى هذا السبب يوجد بعض المرضى النفسيين الذين يتعمدون خلق اكثر من طرف منافس فى حياتهم كمنظومة امان وسيطره مرضية ثم يتعامل مع كل طرف على انه بديل اساسى لأخضاع الطرف المنافس، بل ويجيد تمثيل دور الضحية المغرر بها والحقيقة أنه يكذب باخلاص على نفسه وعلى غيره .. ومثل هؤلاء لا يجوز لهم التطليق لأنه قد تعود على مثل هذة الفعله مما يتيح له دائما الادعاء بأنه كان يحب او مرتبط باخر وهو ليس بصحيح. وبحسب المادة رقم 50 من اللائحة الجديدة: من تسبب من الزوجين بخطته فى وقوع الزواج باطلا أو قابلا للإبطال وجب عليه أن يعوض الطرف الآخر عن الأضرار. وفى راى، انه لا يمكن لاحد ان يرتبط فى مجتمعنا رغم عنه وان كان مرتبط باخر وقبل الزيجه فهذا دليل على فساده وفساد موقفه. وهذا لا ينسحب على الأرغام أو الخداع والتى سوف اذكرها فى النقطه التالية،

رابعاً: الإرغام أو الغش أو الخداع، فى الشرق والغرب يُبطل زواج الرجل الذى يخطف المرأة ويقيد حريتها فى مكان ما بقصد تزوجها. كما يكون باطلا إذا عقد الزواج بغير رضاء الزوجين أو أحدهما رضاء صحيحا صادرا على حرية واختيار، فلا يجوز الطعن فيه إلا من الزوجين أو الزوج، الذى كان رضاه معيبا وإذا وقع غش أو غلط فى شخص أحد الزوجين أو فى صفة جوهرية فيه فلا يجوز الطعن فى الزواج إلا من الزوج الذى وقع عليه الغش أو الغلط، وكذلك الحكم فيما إذا وقع الغش فى شأن بكارة الزوجة إذا ادعت أنها بكر، وتبين أن بكارتها أزيلت بسبب سوء سلوكها أو فى خلوها من الحمل، وتبين أنها حامل. كما لا تقبل دعوى الإبطال فى الكنيسة المصرية فى الأحوال المنصوص عليها سابقا إلا إذا رفعت الدعوى فى خلال ستة أشهر من وقت أن يصبح الزوج المعيب رضاؤه متمتعا بكامل رضائه أو وقت علمه بالغش أو الغلط وشهر واحد فى حالة وقوع الغش فى شأن بكارة الزوجة.

خامساً: تغيير العقيدة، فى كلا الكنيستان لا يزوج من هو خارج الطائفة ويعتبر تغير احد طرفى العلاقه لطائفته سببا كافى للبطلان! (مع تحفظى الشديد على هذة النقطه) وهذا السبب للبطلان مؤسس على النص فى اول سفر عزرا 10

0 comments:

بين الزواج و الطلاق في المعتقدات المسيحية .. ج2 "موانع الزواج"

9/04/2015 10:08:00 م 0 Comments

رابعا: موانع الارتباط

موانع القرابة، وهي من الموانع التي صارت بديهية في يومنا هذا، من شريعية موسى يمكن قرئتها في النص التالي:


عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَبِيكَ. عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ بِنْتِ أُمِّكَ، الْمَوْلُودَةِ فِي الْبَيْتِ أَوِ الْمَوْلُودَةِ خَارِجًا، لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. عَوْرَةَ ابْنَةِ ابْنِكَ، أَوِ ابْنَةِ ابْنَتِكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. إِنَّهَا عَوْرَتُكَ. عَوْرَةَ بِنْتِ امْرَأَةِ أَبِيكَ الْمَوْلُودَةِ مِنْ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. إِنَّهَا أُخْتُكَ. عَوْرَةَ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا قَرِيبَةُ أَبِيكَ. عَوْرَةَ أُخْتِ أُمِّكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا قَرِيبَةُ أُمِّكَ. عَوْرَةَ أَخِي أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِلَى امْرَأَتِهِ لاَ تَقْتَرِبْ. إِنَّهَا عَمَّتُكَ. عَوْرَةَ كَنَّتِكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا امْرَأَةُ ابْنِكَ. لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.  عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَخِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَخِيكَ. عَوْرَةَ امْرَأَةٍ وَبِنْتِهَا لاَ تَكْشِفْ. وَلاَ تَأْخُذِ ابْنَةَ ابْنِهَا، أَوِ ابْنَةَ بِنْتِهَا لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا. إِنَّهُمَا قَرِيبَتَاهَا. إِنَّهُ رَذِيلَةٌ. وَلاَ تَأْخُذِ امْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا لِلضِّرِّ لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا مَعَهَا فِي حَيَاتِهَا. «وَلاَ تَقْتَرِبْ إِلَى امْرَأَةٍ فِي نَجَاسَةِ طَمْثِهَا لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا. وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ امْرَأَةِ صَاحِبِكَ مَضْجَعَكَ لِزَرْعٍ، فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. وَلاَ تُعْطِ مِنْ زَرْعِكَ لِلإِجَازَةِ لِمُولَكَ لِئَلاَّ تُدَنِّسَ اسْمَ إِلهِكَ. أَنَا الرَّبُّ. وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ بَهِيمَةٍ مَضْجَعَكَ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. وَلاَ تَقِفِ امْرَأَةٌ أَمَامَ بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا. إِنَّهُ فَاحِشَةٌ. «بِكُلِّ هذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا، لأَنَّهُ بِكُلِّ هذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ

يمنع الارتباط الاسباب الاجتماعية والمادية والثقافية والشخصية والجسدية وكلها اسباب تؤدى الى تاكل العلاقات الانسانية مع الوقت. فمثلا من أهم الموانع الاجتماعية فى بلادنا "الدين" ثم ياتى فرق الثقافة والتعليم حتى نصل الى المستوى المادى والجسدى وهى كلها فوارق تحتاج الى مجهود للتقريب وألا اضرت بصحة العلاقة بين الزوجين.

دينيا: لا يُسمح بالارتباط بغير المؤمنين ولكن يُستثنى من هذا حالة إيمان احد الزوجين الغير مؤمنين وهو متزوج فيكون واجب علية الاستمرار فى الزيجة فيما يعرف بالإجازه البولسية الواردة برسالته الأولى لاهل كرونثوس :

وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ، فَأُوصِيهِمْ، لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا، وَإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ. أَمَّا الْبَاقُونَ، فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا، لاَ الرَّبُّإِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ، وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ، فَلاَ يَتْرُكْهَا.  وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ، وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا، فَلاَ تَتْرُكْهُ. لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ. وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ، وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ. وَلكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَدًا فِي مِثْلِ هذِهِ الأَحْوَالِ، وَلكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ. لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ، هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟

ومن رسالته الثانية أيضا لاهل كرونثوس فيما اعتُبر منع للارتباط بغير المؤمنين مع ان النص لم يتكلم عن الزواج بصورة مباشرة بل تم اسقاط معناه على حالة الزواج :

لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ  لْمُؤْمِنِينَ،
لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟  وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟  وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ:«إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. ذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ،  وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».

وفى حالة عدم التزام الزوج دينيا يوصي الكتاب الزوجة بالأتى: كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ، مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ.

وهناك ايضا بعض الموانع الكتابية مثل ان تكون المرأه مرتبطه او متزوجه بأخر: أَمْ تَجْهَلُونَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ­ لأَنِّي أُكَلِّمُ الْعَارِفِينَ بِالنَّامُوسِ ­ أَنَّ النَّامُوسَ يَسُودُ عَلَى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيًّا؟  فَإِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي تَحْتَ رَجُل هِيَ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ بِالرَّجُلِ الْحَيِّ.  لكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَقَدْ تَحَرَّرَتْ مِنْ نَامُوسِ الرَّجُلِ. فَإِذًا مَا دَامَ الرَّجُلُ حَيًّا تُدْعَى زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُل آخَرَ. وَلكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَهِيَ حُرَّةٌ مِنَ النَّامُوسِ، حَتَّى إِنَّهَا لَيْسَتْ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُل آخَرَ. إِذًا يَا إِخْوَتِي أَنْتُمْ أَيْضًا قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ، لِكَيْ تَصِيرُوا لآخَرَ، لِلَّذِي قَدْ أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لِنُثْمِرَ ِللهِ.

تدقيق للفظ "تحت" وهو بمعنى متزوجه، ولفظ ناموس اى "قانون الوجود" او "الطبيعة" فى اليونانية، اي ان المرأة المرتبطة بطبيعة أو وجود رجل اخر فى حياتها لا يحق لها الزواج من آخر. وهذا قد فُسر انه قد يمتد للعلاقات خارج اطار الجواز وتتمتع بصفة "الارتباط".
http://biblehub.com/greek/3551.htm
http://biblehub.com/greek/upandros_5220.htm

والخلاصة:
أولا .. لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».
ثانيا .. لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ».

خامسا: ما يحدث فى مجتمعاتنا المتأخرة

والمتاخرة هنا ليس بغرض التوبيخ، بل هو وصف لحال مجتمعنا فى ترتيب المجتمعات الانسانية الحديثة. فمثلا يخاف افراد مجتمعنا من اظهار الحب أو العاطفه لانتشار الاخلاق السيئة وسوء الاستغلال مما يُحول المجتمع الى سوق حيوانات يقوده اشباه الرجال والسيدات او ما يعرف بالذكور والإناث فى قطيع الحيوانات. فتصبح  الشخصية المثلى هي الشخصية التى توقفت عن الاحساس واصبحت غير قابله للخدش مع انها اقرب للموت عنها للحياة. وينتج هذا عن خلط مفهوم الحب كمفهوم له اسبابه وشروطه ونتائجة مع مشاعر انسانية اخرى كالخوف من المستقبل والشهوة و حب الأمتلاك .. الخ.

وهنا يوضح الكتاب تعريف دقيق للمحبه فيقول:

الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُكُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 

والنتيجة: اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ. لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْل كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.  أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.

..وان شعرت بغير ذلك فهو من الشرير، لكن فى مجتمعاتنا المحافظة كما يقولون "الزاوج شئ والحب شئ اخر تماما" بل ومن الصعب ان يجتمعان .. الا فى حالات يتمتع فيها طرفى العلاقة بحكمة وشجاعة من نوع خاص للتعامل مع مفاهيم خاطئه والتعامل مع من يجاهد مخلصاً فى سبيل حماية هذة المفاهيم.

وان حدث و احببت من هو غير مؤمن بقيمك .. فاعلم ان "فى المحبه لا اختيار"! فالمحب يعطى كل شئ .. كل شئ حتى نفسه .. وبدون حساب او تفكير .. وان كان مصدر حبه هو الله فلن يعطى ما يفقده نفسه امام الله .. ففي كل الاحوال ستكسب نفسك وكل ما أعطيت يعود لك بمجد وأكثرّ.

ففي النهاية كل شئ سيكون علي اكمل وجه كما هو فى مشيئة الله، فأطمئن وتعلم من تجاربك!

سادسا: الانفصال، هل هو حل ام مشكلة؟

لا طلاق فى المسيحية الا لعلة الزنى، فما جمعه الله المحبة لا يمكن لانسان ان يفرقة .. الا فى حالة أن احد الطرفين يكون قد فقدْ إيمانه بالله المحبة والعلاقة، فيقوم بفعل الخيانة، وفى هذة الحالة يكون الطرف الثانى محلولا من العهده امام الله وامام نفسة وامام شريكه.

نعم! فالزواج فى المسيحية عهد وعُهدة وليس عقد قابل للفض. عهد يكون لله قبل شريك حياتك انك سوف تكون امين فى حبك كما كان الله إمين فى حبه لك. وليس هذا مدعاه لاحد لأساءة تقدير الموقف والادب باعتبار انه لن يكون انفصال. فالانفصال الجزئى قد يكون احد الحلول المؤقته لمثل هذة الحالات وفيه يقوم الزوجين بالانفصال الفعلى بدون اعلان، ولا امكانيه للزواج الثانى، وهم امام الكنيسة زوجين، لكن مع إيقاف التنفيذ، ويُعتبر هذا أحد أشكال العقاب الذى تمارسه الكنيسة على عدم الوفاق الزوجين بسبب بلاده احدهما او كلاهما وارغامهما على التفكير ومراجعة النفس. وهذا النوع من الإنفصال منصوص علية فى الإجازة بولسية.

وتكون معظم هذة الحالات لزوجين بنوا بيتهما على رمال الدنيا من مال وجمال وذكاء ونسب الخ، وليس على صخرة الله ومسيحة الذى احبنا حتى الموت.

وتكون الرغبة فى الانفصال بسبب:
1) تلاشى الاسباب المادية الذى قام عليها الارتباط
2) فقدْ احد اطراف العلاقة لإيمانه بالمحبة كسبب غير مشروط للاستمرار فى العهد والحفاظ علية
3) ارتباط امني لدى الزوجة :) 

ففى الحياة المسيحية يُعتبر الزواج اقوى الاختبارات لدرجة إيمان الطرفين بالله المحبة على الارض. فاما أن تثبت انك قادر على التحمل والتضحية كما علمنا المسيح او أنك تتخلى ببساطة عن المبدء.

0 comments:

بين الزواج و الطلاق في المعتقدات المسيحية .. ج1 "الزواج"

9/04/2015 09:38:00 م 0 Comments

سانقل وجهة نظرى فى موضوع يشغل بال الكثير مِن منْ هم فى سن الشباب، وهي ليست وجهة نظر دينية، بل هي شخصية، يدخل الدين كمكون اساسي لها، ولكنى سأحاول جاهدا توضيح موقف الدين المسيحى فى موضوع الارتباط والانفصال على قدر فهمى له..

ولا: لماذا الارتباط؟

يحتاج الرجل لمن يـُـعيِنه على هذة الحياة وليست المعونه بمعنى المساعده المادية اكثر من المعنوية وتحتاج المرأه مثل هذا الدعم المعنوى ليستكملوا معا مايحتاجوه فى هذة الحياة ولخص الكتاب هذه العلاقة بين ادم وحواء في سفر التكوين (موسي نبي الله) قائلا: 

فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ. فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». لذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.

ويقول المسيح بعد اكثر من 1500 عام فى العهد الجديد :

في شهادة معلمنا متى "وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ»."

ومن شهادة معلمنا مرقس "فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟» فَقَالُوا:«مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَق، فَتُطَلَّقُ». فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةَ، وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. الَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ»."

ولاحظ هنا كلمة يلتصق لان معناها الكتابي قد تغير كثيرا عن المطلوب فهمه. فهذة الكلمة تعنى احب وليس تزوج فمثلا يقول الكتاب : أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ؟ لأَنَّهُ يَقُولُ:«يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ.

ومن النص السابق نفهم ان -سواء فى عهد موسي النبي من 3500 عام أو المسيح من 2000 عام- 
المعني المقصود بالالتصاق ليس الزواج بل الحب.


فان اصل الفعل اليوناني المستخدم فى مرقس 10:7 و تكوين 2:24 هو  προσκολλάω 
http://biblehub.com/greek/4347.htm


واصل الفعل اليوناني المستخدم فى متى 19:5 و كورنثوس 6:16 هو κολλάω
http://biblehub.com/greek/2853.htm


ويتضح ان للأثنين نفس المعنى لكن يسبق الفعل فى أسفار مرقس وتكوين مقطع προσ فى προσκολλάω ويأتي بمعني هنا to  او towards  اى انه فعل κολλάω كالمستخدم فى أسفار متى و كورنثوس.


أو بمعنى العلاقات الانسانية المتبادلة أى الحب، هو تأكيدا للمعني المطلوب اثباته.
properly, "to glue in" (from extending towards), i.e. to cleave (join with) someone in a personal ("interfacing") relationship. 4347 /proskolláō (literally, "glue to another") suggests "a more permanent association, focusing upon reciprocal relations" (L & N, 1, 448, fn 5; so also in Plato).

الخلاصة ان منذ البدء كان هاكذا: الرجل يحب امرأه فيتزوج بها.


ثانيا: سر الزيجة!


المحبة، هى الطاقه الوحيده القادرة على ربط اثنان برباط لا يُقطع وهى الطاقة الوحيده القادره على دفع المرء على التحمل والاستمرار فى الاستمتاع بحياته الاسرية كزوج او زوجة. أذاً، لا توجد اسرار غير ان الله المحبة بذاته هو من يرعى هذة العلاقة.

ولكن الارتباط كى يدوم يحتاج الى معايير مادية كالمستوى الاجتماعى والمادى والثقافى والشخصى والجسدى أيضا. وأن توافر الحب يمكن بقوته معالجة كل هذة الفروقات -ان وجدت- .. وفى حالة عدم وجود هذا الحب يصبح حسن الاختيار علي اساس هذة المعايير هو المخرج الوحيد لارتباط ناجح. ويصبح العقل سيد الموقف حتى يُــنشئ علاقة حب جديدة قادرة على الاستمرار بذاتها وبدون هذة العوامل سابقة الذكر من اجتماعية ومادية وثقافية الخ. ففى النهاية، الحب علاقة غير مشروطة ولا يحكمها العقل ابدا.

وعلى هذا الفهم تصبح اى علاقه جنسية بدون حب "زني" حتى لو كانت فى اطار الزواج التقليدى، تماما كما هو الحال للجنس ودون زواج فهو زنى حتى لو كان فى اطار الحب التقليدى! فالجنس لا يجب ان يُمارس فى اطار خارج عن الزواج المُؤسس على الحب .. وبدون الحب، هو فعل حيوانى هادم للنفس وبدون زواج هو فعل شاذ هادم للمجتمع.

وكتابيا: كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. «مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ. أَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا.

ثالثا: الرهبنة بين الفقر الاختيارى والزهد فى الزواج


يعتقد االعوام من الناس أن القديس انطونيوس الكبير قد اسس الرهبنه الاولى على النص الكتابى القائل: فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ  لَهُم، لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ  فَلْيَقْبَلْ».

وهو ابعد ما يكون عن الحقيقة، او ما حدث مع القديس انطونيوس الكبير مؤسس الرهبنة فى الشرق والغرب؛ وما حدث انه هذا الرجل كان من اغنى اغنياء الاسكندرية فى ايام كانت مصر تحكم العالم. إذ دخل ذات يوم الكنيسة فسمع الإنجيل يقول على لسان المسيح للشاب الغنى "حافظ الوصايا" الذى اتاه سئلا عن ملكوت السموات: قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».

فعاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه من ميراثة وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية.

وسكن الشاب أنطونيوس بجوار نهر النيل لفترة كبيرة. وفي أحد الأيام نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هي وجواريها، وإذ حَول القديس نظره عنهن منتظرًا خروجهن بدأن في الاستحمام. ولما عاتبها على هذا التصرف، أجابته: "لو كنت راهبًا لسكنت البرية الداخلية، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان". وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه: "إنه صوت ملاك الرب يوبخني"، وفي الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية، وكان ذلك حوالي عام 285م. استقر القديس في هذه البرية، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة. ومنذ هذا الوقت بدء حاربه مع غرائزة وافكاره الانسانية الحوانية بالطبيعة.

بمعنى أخر ان جوهر الرهبنه التى اسسها ابائنا هو الفقر الاختيارى لصالح الفقراء؛ ويتضمن هذا الانعزال عن مباهج الدنيا التى تحتاج للمال كالطعام والملبس والمسكن الفاخر وهى ضروريات الزواج وبدونها يصبح المرء غير قادر على الارتباط. وفى مثل هذه الحالة يصبح القلب مشغولا بما هو اهم من الدنيا فلا قلب يرتبط ولا عقل يفكر بغير الكون فى حضرة الله.

0 comments: