بحث عن يهوه ج1 : مقدمة

7/12/2015 10:19:00 م 0 Comments


سوف نبحث هنا عن الله فى الزمان!
لنستكشف معاً  تاريخ رحلته مع بنى ادم وتاريخ معرفتهم له.

وكما نعرف ان "الله" اسم يطلق على قوة فوقية تتحكم بمصير الكون والبشر فية، والبحث عن الله كان منذ ان عرف الانسان الارض وقبل ظهور الاديان المعروفة، فكان ابن ادم يستشعر وجود قوة مسيطرة وبالأحرى قوة تعرف اجابات الاسئلة المبهمة فى خلده. واهم هذة الاجبات كانت اجابة عن وجودة بهذة الطريقة المتطورة والعجيبة والمختلفة عن باقى الكائنات.

وبالطبع لم يتثنى لنا معرفة هذا التاريخ قبل بدء عصر الكتابة والتدوين، فاول من كتب هم اهل سومر حيث تم اختراع الكتابة المسمارية الأولى. من هنا بدئنا نعرف اقدم معتقدات البشرية فى "الله" او فى القوة الفوقية واسماء الالهة القديمة وطرق عبادتها.

ومن سومر 4000 ق.م سوف نتتبع تاريخ تطور معرفة الله لنصل الى يهوه او الوهيم كما يُعرف فى العهد القديم. لكن بصورة معكوسة!! فنبدء من الله فى الإسلام ويهوه فى المسيحية وننتهى عند البداية .. هناك فى سومر.

---------------- ما يهمنا

أل، إل شيداى، إل عليون، إل صباؤوت، إل هشميم، إلوهيم، ادوناى، هاشيم، ادوشيم، يهوه، الله والى اخر هذة القائمة باسماء الاله من اين اتت؟ وماذا تعنى! وهل صحيح ان بعضها لا يعنى شئ كـ "يهوه" مثلا!؟ وهل صحيح ان إل هو اسم "اله"  عند الكنعانيين وهو ابو الاله "بعل" !؟ كل هذة الاسئلة وغيرها هو محور هذا البحث كما هو محور حياتنا فى هذا العالم.

فى المسيحية : جاء فى الانجيل صرخة السيد المسيح على الصليب قائلا: إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟

الله : الف، همزة وصل، لام، لام، شدة، الف خنجارية، هاء. وهو اسم علم مفرد لا جمع له في اللغة العربية يدل على "المعبود" "الخالق" في الديانات والنظم العقائدية الأخرى. جذر الكلمة إيل في الكنعانية أو الاها ܐܰܠܳܗܳܐ بالسريانية وאֱלָהָא بالآرامية. وذكرت بالتوراة بالجمع "ألوهيم". وكانت أحد أصنام العرب تسمى "اللات" من نفس الجذر.

أما لفظ اسم (الله) العربية فقد استعملها العرب قبل الإسلام. وبالعربية دمجت "ال" التعريف مع كلمة "إله" لتدل على الله الإله الأحد. واستعملها اتباع كل الديانات التوحيدية الإبراهيمية العرب مثل المسلمين واليهود الشرقيين ومسيحيي الكنائس الكاثوليكية الشرقية.

وجاء في مختار الصحاح ج1:ص9: "الله وأصله إلاه على فعال بمعنى مفعول لأنه مألوه أي معبود". ان الله هو الخالق المدبر والرازق والغفار.

يهوه : بالرغم من كتابة الاسم في التوراة العبرية إلا أنه يحرم على اليهود ذكر لفظ هذه الكلمة فيتم استبدالها ب-أدوناي (سيدى) أو هاشِم (هذا الاسم) بالعبرانية الحديثة؛ أدونوي، هاشِيْم بالأشكنزية وشيما بالعبرية السامرية. ويسمح لرئيس الكهنة بنطقها أثناء قرائته للتوراة في يوم الغفران فقط وذلك أثناء تواجده في قدس الأقداس.

يعتبر هذا الاسم هو اكثر الاسماء تقديسا عند اليهود، وكما منعوا نطقه على انفسهم، احاطو به الكثير من الاشاعات والضبابيات لمنع استخدام غيرهم له.

وهو ما نجده فى دوائر المعرفة العالمية والكنسية فتقراء الأتى فى موقع النبا تكلا: يهوه هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ"إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريدًا ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23).

وقد كان هذا الاسم مستخدما منذ عصور التاريخ المبكرة إلى ما بعد السبي، وهو موجود في أقدم الأسفار وطبقا لما جاء في الخروج (3: 13) وبخاصة في الخروج (6: 2 و3) "كان موسى أول من ذكره وكان وسيلة لإعلان جديد إلى أبناء إسرائيل عن إله آبائهم، ولكن في بعض الأجزاء من سفر التكوين يبدو أنه كان مستخدما منذ العصور المبكرة، والنظريات التي تنادي باشتقاقه من مصر أو أشور أو التي تربطه إتمولوجيا (من ناحية أصل اللفظ وتاريخه) بزيوس أو غيره، لا يسندها أي دليل.

ويقول الدكتور منيس عبد النور فى كتاب أسماء الله فى الكتاب المقدس : "يهوة" (الكائن,الذى كان,والذى يأتى) ومن الغريب أن يختلف العلماء فى نطق هذا الإسم العظيم كما اختلفوا على معناه ولعل السر فى ذلك يرجع إلى الغموض الذى أحاط بهذا الإسم فى استعماله, فقد لف اليهود حوله ثوباً من السرية, إذ كانوا لفرط تقديسهم لهذا الإسم لاينطقونه أبداً, فمع أنهم كانوا يكتبونه ((يهوه)) إلا أنهم كانوا يقرأونه ((أدوناى)) بمعنى ((السيد)) فإذا ورد فى نص الكتاب المقدس ((يهوه ادوناى)) متتابعتين كان على اليهودى ان يقرأهما ((إلوهيم أدوناى)) كما فى تكوين 2:15 المترجمة فى ترجمتنا العربية ((لسيد الرب)) فاليهودى لاينطق الإسم ((يهوه)) أبداً, وكان نُساخ السفر المقدس يغيرون الريشة والحبر عندما يكتبون ((اسم يهوه)) ويضعون حركات كلمة ((أدوناى)) تحت إسم ((يهوه)) لتذكير القارىء ان ينطق أدوناى بدل ((يهوه))

ويقول الاب متى المسكين في كتاب الإنجيل بحسب القديس متى دراسة وتفسير وشرح، صفحة 30: 
استعمال طريقة الإختزال هذه – خاصة في اسم الرب – هي نفس طريقة اليهود في اختزال اسم الله يهوه بهذه الحروف الأربعة* تعبيراً عن إسم الله باختصار , وقد ضاع نطقها الأصلي بمرور الزمن وبقي الإختصار بالحروف الأربعة.
* YHWH

والغريب ان اليهود لا ينفون هذة المعلومة بل يؤكدوها فى دوائر المعرفة الخاصة بهم فبعد ان يفسروا لك المعنى الحقيقى للكلمة يبدءوا فى سرد القصص والرويات المشككة فى هذا المعنى!!

ثم تبدء المعركة الحامية بينهم وبين الكاثوليك فى نطق الكلمة بين يهوه و جيهوفا:

الموسوعة الكاثوليكية الحرة:

ليضيع المعنى والنطق بين اليهود والمسيحين لأهم اسماء الله فى الكتاب المقدس وإدخال اى باحث فى متاهة الراى والراى الاخر حول هذا اللفظ ونظريات التفسير والقيل والقال وهو ما سوف نبين اصطناعة!

فالموضوع ابسط من هذا الجدل، ففى تفسير اليهود لمعنى كلمة "يهود" يوضحون انه مؤخوذ من اسم سبط يهوذا سبط الملك داوود النبى والمذكور فى نص تكوين 29 والذى يقول على لسان ليئة زوجة ابونا يعقوب الرابعة " وحبلت أيضا وولدت ابنا وقالت: «هذه المرة احمد يهوه (الله)». لذلك دعت اسمه «يهوذا». ثم توقفت عن الولادة.

فنجد اسم يهودا יהודה يتكون من جزئين، الجزء الأول : هو المقطع (יהו-يهو) وهو مشتق من الاسم العبرى للذات الإلهية (יהוה - يهوه)، وتلك الطريقة نجدها في الكثير من الأسامى مثل (يهوشوع == יהושוע) (يهوقيم == יהויקים) والجزء الثاني : المقطع (דה - ده) المشتق من المقطع (ידה - يده) بمعنى شكر – حمد

و بذلك نجد ان هذا العدد يدعم تلك النظرية في تفسير اسم يهودا كما أنه من الجدير بالذكر أيضا ان الجذر (יהד) (ي ه د) هو جذر حديث نسبيا بالنسبة للغة العبرية وجذر (ידה) (يَدَه) هو الأقدم، والمقطع الثاني مشتق من هذا الجذر القديم

ثم ان علوم الحفريات الحديثة كلها تدعم هذا النطق فمثلا نجده مكتوب باللغة المؤابية القديمة كما هو فى السطر الثامن عشر فى لوحة نقش ميشع المرفقه صورتها >>>>

وايضا مكتوب بالهيروغليفية القدمة على اعمدة معبد سوليب فى النوبة والتى بناها أمنحتب الثالث (1391 ق.م. – 1353 ق.م.). والكثير من الدلائل الحفرية والاثار على نطق "يهوه" اسم الاله الضائع. المصدر:

أما عن المعنى: فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». ( الخروج 14 - 13)

 فحيث ان شخصية موسى الضعيفة بعض الشئ والمتأثرة بالفشل السابق حين قتل المصرى وخرج متكلاً على ذراعه جعلته يتردد في قبول دعوة الله له للخروج هو وشعبة من مصر. وكان لا يجب أن يعتذر موسى بعد أن سمع االإله يقول له "أني أكون معك" وكان أول سؤال لموسى عن اسم الإله (من أنت؟) ، والإله في محبته أجاب موسى عن سؤاله باهيه! وأهية ويهوه هما أسمان بمعنى واحد في صيغتين مختلفتين من فعل

الكينونة في العبرية هو أو هيا  = To BE
فأهية هو صيغة المضارع للمتكلم الفرد أكون أو أنا هو = I AM
وبذلك يكون معنى أهية الذي أهية  = أكون الذي أكون.
كما أن يهوه هي صيغة المضارع للغائب يكون = HE IS

إذاً المعنى أنه وحده هو الإله الكائن وكل الآلهة غيره آلهة كاذبة وأنه وحده هو الكائن الواجب الوجود أي الذي لابد أن يكون وهو الكائن بذاته ولم يوجده أحد ولا يعتمد في وجوده على أحد فهو ليس مخلوقاً وهو الكائن دائماً الأزلي الأبدي وفيه كل الكفاية.

وهو الكائن وحده الذي بجواره يكون الكل كأنه غير موجود. وكأن الإله أراد أن موسى يخبرهم بهذا الاسم ليدركوا الفرق بين من هو كائن وما هو ليس بموجود.

0 comments: