متي ولد المسيح ؟

7/12/2015 11:01:00 م 0 Comments


قبل التقويم الغريغوري الميلادى كان يستخدم التقويم اليولياني الرومى وهو تقويم فرضه يوليوس قيصر في سنة 46 ق.م. فحدث أن لما احتلت الإمبراطورية الرومانية مصر استفاد الرومان من علوم المصريين الفراعنة الفلكية، فقام يوليوس قيصر بتعديل التقويم الروماني القديم بالاستعانة بأحد الفلكيين الإسكندريين يدعى سوسيجنيو، وقد تمثل تعديله في جعل السنة العادية 365 يوما والكبيسة 366 يوما. ودخل التقويم اليولياني حيز التنفيذ في سنة 45ق.م الموافق لسنة 709 لأنشاء روما.

وقد بدأ وضع التقويم المسيحي رئيس دير يدعى ديونيسيوس اكسيجُؤس. ويذكر هنا انه قد كان عدد السنين في التقويم اليولياني مبني على التقويم الروماني القديم الذي يعتبر سنة إنشاء مدينة روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية بداية للتاريخ وهو سنة 754 ق.م فدعا الراهب الأرمني ديونيسيوس اكسيجونوس في منتصف القرن السادس إلى وجوب أن يكون ميلاد المسيح هو بداية التقويم ونجح هذا الراهب في دعوته فأصبح عد السنين منذ سنة 532 م يعتمد على سنة ميلاد المسيح، وهي سنة 754 منذ تأسيس روما على حساب ديونيسيوس.

ونفهم من المقدمة ان تم استخدام هذا التقويم بعد اكثر من 500 عام من حادثة ميلاد المسيح علي سبيل التعظيم وهو ما افتقد لبعض الدقة حسب علامات الزمن المذكورة فى الانجيل عن مولده الكريم.

سنة ميلاد المسيح: الدليل الأول من شهادة معلمنا متى

ليس من السهل أن نصل إلى معرفة تاريخ ميلاد المسيح، إلا أن ما ذكره المؤرخ يوسيفوس (وهو اقرب المؤرخين اليهود المعاصرين) يُظهِر أن هيرودوس الكبير والذى ولد فى عهدة المسيح حسب شهادة معلمنا متى (مت 2)، قد مات على الأرجح قبل سنة 754 لتأسيس روما (754 يولياني = 1 ميلادى)،  ولذلك فالحوادث التي جرت بعد مولد المسيح وقبل موت هيرودس ينبغي أن توضع في تاريخ سابق للسنة الاولى ميلاديا حسب التقويم الغريغوري الحالى او المتعارف علية CE: Common Era.

فتقول الموسوعة الكاثلوكية:

The death of Herod is important in its relation to the birth of Christ. The eclipse mentioned by Josephus(Ant., XVII, vi, 4), who also gives the length of Herod's reign — thirty-seven years from the time he was appointed by the Romans, 40 B.C.; or thirty-four from the death of Antigonus, 37 B.C. (Ant., XVII, viii, 1)-- fixes the death of Herod in the spring of 750 A. U. C., or 4 B.C. Christ was born before Herod's death (Matthew 2:1), but how long before is uncertain: the possible dates lie between 746 and 750 A. U. C. (see a summary of opinions and reasons in Gigot, "Outlines of N. T. Hist.", 42, 43).

نذكر هنا شهادة معلمنا متى: وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ  قَائِلِينَ:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ:«أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» فَقَالُوا لَهُ:«فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ:«اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ. وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل:«مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني». حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ». فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ قَائِلاً:«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:«إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا»

إذن فميلاد المسيح تمّ إما في أواخر سنة 5 ق.م أو في أوائل سنة 4 ق.م. ونعم، الإجابة التي لم نكن نتوقعها، هي أن السيد المسيح قد ولد قبل سنة الميلاد المتعارف عليها!  أي طبقًا للناحية التأريخ أو التقويم الغريغوري المُستَخدَم حاليًا، وليس من الناحية الفعلية بالطبع.

المصادر:  

سنة ميلاد المسيح: الدليل الثانى من شهادة معلمنا لوقا


وقد حدث واعطانا معلمنا لوقا فى شهادتة علامة زمن أخرى، وهى كالاتى: وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ.

1- نعرف من التاريخ أن اغسطس قيصر قد كان يقوم بتعداد كل عشرين سنة تقريبا (28ق.م - 8 ق.م - 14م) من اجل الضرائب والمجهود الحربى، وكانت نتيجة هذة التعدادات السكانية المسكونية كالاتى:
* فى 28 ق.م كان عدد السكان 4,063,000 نسمة تشمل الرجال والنساء.
* فى 8 ق.م كان عدد السكان  4,233,000 نسمة تشمل الرجال والنساء.
* فى 14 م كان عدد السكان 4,937,000 نسمة تشمل الرجال والنساء.


2- ونعرف أيضا أن كِيرِينِيُوسُ قد أجرى تعداد "أقليمى" أى بدون أمر قيصري فى 6 م بعد ان اصبح الحاكم الرسمى لليهودية؛ ولكن هذا التعداد الاقليمى ليس هو التعداد المسكونى المقصود فى شهادة معلمنا لوقا والذى كان بامر القيصر كما جاء فى النص: وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ.

ويُذكر أن هذا التعداد بواسطة كِيرِينِيُوسُ هو التعداد المذكور فى أعمال الرسل 5 : 37، والذى ذكره يوسفاس المؤرخ اليهودى المعاصر، وهذا التعداد قد ادى الى أندلاع ثورة يهودية بقيادة يهوذا الجليلى وصُلب حينئذ حوالى 2000 رجل من الثوار اليهود عقابا على تمردهم. وسنوضح هذة النقطة بالتفصيل لاحقا.

المصدر:

الأستنتاج: لوقا شهد أن مولد المسيح تم فى عهد التعداد المسكونى سنة 8 ق.م. وبناءاً علية، تاريخ ميلاد المسيح يكون بين هذا التاريخ (8ق.م) و تاريخ موت هيرودس الكبير (4ق.م) حيث أننا لا نعرف تحديدا كم من الوقت قد يستغرق التعداد المسكونى الواحد.
======

شبهة التناقض بين متي ولوقا حول الميلاد..
 الشبهه من المشتكي:


وللرد، وهي شبهة يهودية كانت منتشرة أيام المسيحية الاولى، وهى تتلخص فى أن التعداد الذى يقصدة معلمنا لوقا فى شهادتة هو
التعداد الاقليمى الذى جرى بواسطة كِيرِينِيُوسُ فى 6 م، فور استلامة الولاية رسميا وبعد عزل أرخيلاوس ابن هيرودس الكبير، وكان الهدف منة زيادة الضرائب المفروضة علي الشعب اليهودي وتسبب فى قيام ثورة ضد الرومان تعرف بثورة يهوذا الجليلى والتى اسلفنا وذكرناها والمذكورة فى اعمال الرسل 5  : 37، ولكن المؤرخ اليهودى يوسيفاس ذكر ان هذة الثورة تم اخمادها مبكرا بمساعدة كبير الكهنة يوسر، فلم تقم من الأساس!

والهدف من هذة الشبهة هو اثبات وجود تناقد تأريخى بين شهادة متى وشهادة لوقا. وقد رد علي هذة الشبهة المعلم الامازيغى ترتليان (160 - 225م) فى كتابة " ضد اليهود ". واريد من هذة النقطة توضيح مصدر تسرب هذة الشبة لدوائر المعرفة العالمية ليومنا هذا، وهو مصدر يهودى قديم.

المصدر:

وتستند هذة الشبهة على هذا المقطع من النص فى بشارة لوقا : وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. ومن المعروف ان كِيرِينِيُوسُ تولى سوريا 6 م. دون الالتفات الى المقطع الاول من النص الذى يذكر صراحة ان الاكتتاب المقصود كان اكتتاب مسكونى بامر من أغسطس قيصر فقال: وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ.

وللرد على هذة الشبهة:

أولا، "رد لغوي" حيث أرى أن المشكلة هنا فى فهم النص لغويا ليس أكثر، وهذا يحل سوء الفهم الوارد بالشبهة على النحو الاتى:

النص بالأربع لغات :

الفولغاتا اللاتينية (المعلم جيروم)
 haec descriptio prima facta est praeside Syriae Cyrino

بالأنجليزية عن الفولغاتا
This enrolling was first made by Cyrinus, the governor of Syria

بالعربية: هذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.

بالاصل اليوناني و الترجمة الحرفية عنة H&W Text
hautee apographee prwtee egeneto heegemoneuontos
THIS REGISTRATION FIRST OCCURRED BEING GOVERNOR
3778_1 0582 4413 1096 2230
tees surias kureeniou
OF THE SYRIA QUIRINIUS;
3588 4947 2958

ومما سبق يتضح أن "والى سوريا" تعد توصيف لكِيرِينِيُوسُ وليس توصيف لوقت وقوع التعداد. كما نقول أشترك السادات رئيس الجمهورية فى ثورة 1952م. فيأتى التوصيف للشخص بغض النظر عن توقيت الحدث محور الثياق.

وهذا يفسر لنا وجهة نظر المعلم جيروم (400 م) فى ترجمتة بالفولغاتا حيث ان الكتابة اليونانية القديمة فى زمن تدوين السفر لم تعرف علامات التنصيص. والمقصد من النص: هذا التعداد حدث اولا بواسطة والى سوريا كِيرِينِيُوسُ.
أي ان فعل التعداد مبني للمجهول passive form وتاتي تكملة الجملة لبيان الفاعل والذي صفته "
 والى سوريا" عائدا علي كِيرِينِيُوسُ.

ثانيا، "رد تاريخي" لأسباب ذكر معلمنا لوقا لكِيرِينِيُوسُ فى هذا النص

أ- قوة حاكم منطقة اسيا الصغرى وسوريا العسكرى كِيرِينِيُوسُ:  نعرف من التاريخ أن قيصر روما كان يعتمد فى نظام حكمة على نظام المراقبة الثنائى فكان يقوم بتعيين نائب عسكرى برتبة فارس بجانب الحاكم المدنى من الشيوخ "السنت" وكان كِيرِينِيُوسُ النائب العسكرى والحاكم الفعلى لسوريا والمنطقة منذ 12 ق.م وحتى تولية السلطة "رسميا" فى 6 م وحتى فى هذة الولاية لم يتركة القيصر بدون رقابة فعين لة كوبنيوس (برتبة فارس) رقيبا له على الولاية المستحدثة اليهودية.ووصف يوسيفاس للحاكم العسكرى وقتها بـ"Sabinus, Caesar's procurator" أي اللاتيومى اى انه كان يقصد كِيرِينِيُوسُ تحديدا حيث ينطبق علية الوصف:


وتاكيدا نرى هنا معنى للقب اللاتيومى "Sabinus" من هنا: 

ب- كل حكام اليهودية بدءاً من هيرودس وأنتهاءاً بأبنة أَرْخِيلاَوُسَ كانوا يُعرفون بأنهم "حكام وكلاء" أو عملاء للرومان علي المنطقة وبالتالي لم يكونوا أصحاب قرار حقيقين أنما كانوا منفذين لأوامر الرومان.

ج- ضعف الحاكم المُعين على سوريا وقتها بوبليوس كوينكتيليوس فاروس والذى قد استلم الحكم 6/7 ق.م ثم تركة بعد وقت قليل حتى انه من غير المعروف الحاكم الروماني لولاية سوريا في الفترة من 4 ق.م الى 1 ق.م! ويذكر انه قد قام السناتور سنتورنينوس بدور الحاكم المدنى فى غياب هذا الرجل وفراغ السلطة، وبالتأكيد كان
 كِيرِينِيُوسُ الحاكم العسكري والفعلي للمنطقة.
https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_Roman_governors_of_Syria


ثم تُرك حكم سوريا لكِيرِينِيُوسُ عام 6م مع ضم مقاطعة اليهودية له بعد نفي الحاكم بالوكالة أَرْخِيلاَوُسَ بن هيرودس.
وانتقل 
بوبليوس كوينكتيليوس فاروس بعدها لحكم المقاطعة الجرمانية في 6 م  وهناك مُنى بأكبر هازيمة عسكرية وقتها وخسر ثلاث جيوش فى معركة غابة تيتوبيرغ الالمانية والتى انتهت بأنتحار الرجل فى أرض المعركة.

وبهذا يتلخص الرد فى قوة كِيرِينِيُوسُ "كحاكم عسكرى فعلى" للأراضى الواقعة تحت سيطرة النفوذ الرومانى من اسيا الصغرى مرورا بسوريا وحتى اليهودية والسامرة (بطريقة غير مباشرة) منذ 12 ق.م. ثم ضعف الحكام أَرْخِيلاَوُسَ (اليهودي) و فاروس (الروماني) ذو التاريخ السئ والغير مشرف والذى ادى فى النهاية الى قلاقل كثيرة سادت المنطقة حتى تولى كِيرِينِيُوسُ رسميا الحكم فى سنة 6 م.

ثم يأتى وصف معلمنا لوقا لهذا التعداد بالأول، كما فى النص: وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. يؤكد فرضيتنا أن لوقا البشير كان يقصد تعداد مسكونى نُظم واُمر بواسطة كِيرِينِيُوسُ قبل تعداد 6م الأقليمى.

========================

 ومن هذا البحث يتضح ان التاريخ الحقيقى لمولد المسيح كان 5  ق.م أي بين الفترة التي ترك فيها الحاكم الضعيف بوبليوس كوينكتيليوس فاروس وكان كِيرِينِيُوسُ فى هذا الوقت الحاكم الفعلي لولاية سورية وهو ما يتوافق مع التعداد المسكوني فى 8 ق.م بأمر أغسطس قيصر نفسة وكما جاء فى شهادة ومعلمنا لوقا.

0 comments: