المسيح ابن الانسان : تاريخ الهرطدوكسية وتشكيل العقيدة المسيحية ج2

7/31/2015 01:13:00 ص 0 Comments


بعد توصيف علاقة المسيح بابن الله فى مجمع نيقية 325م، تاتى مرحلة جمع الانجيل وتقنين كتبه والتى انتهت فى سنة (382-405م) بترجمة الفولجاتا للمعلم جيروم. لتبدء مرحلة توصيف المسيح بابن الانسان وعلاقته بنا كبشر فسرعان ما انصرف اللاهوتيون إلى طرح موضوع  نوعية "الاتحاد" بين جوهر يسوع الإلهي وجوهره البشري والتى اثارها ظهور الموجة الثانية من البدع وكان يتزعمها هذة المرة نسطور اسقف القسطنطينية


سبب ظهور هذة الهرطقة كان عدم وضوح الفرق فى المعنى بين كلمات Hypostasis و ousia عند بعض اللاهوتين الاسكندرية، لعدم وجود مرادفات تحتوى مثل هذة التفرقة الدقيقة فى الوصف والمعني فى لغاتهم الأصلية، وبالتالى عدم فهمهم وأدراكهم لتمام المعنى المراد التعبير عنه بوسطة هذة الألفاظ من قبل مستخدميها المتكلمين باللغة اليونانية. 

بل كان القديس أثناسيوس الرسولي يستخدم اصطلاح الـ"أوسيا" واصطلاح "الهيبوستاسيس" كمترادفين يحل أحدهما محل الآخر (وهو ما لم يكن مألوفاً في مدرسة اللاهوت الأنطاكية)، ويشاركه في ذلك القديس جيروم (342-420 م.). إلًا أنه فيما بعد قد أصبح هناك فرق واضح بين إلى "أوسيا" كجوهر، والهيبوستاسيس كأقنوم (ولتوضيح معني يمكن ان يكون لديك عملتان بقيم مختلفة Hypostasis لكنهم مصنوعتان من نفس المادة أى من نفس الجوهر ousia الحديد مثلا) وهذا ما قد يكون اسس سوء الفهم الذى ادى الى انشقاق الكنيسة فى مجمع خلقدونية سنة 451م.

حينها قال نسطور بأن يسوع المسيح مكون من جوهرين يعبر عنهما بالطبيعتين وهما : جوهر إلهي وهو الكلمة، وجوهر إنساني أو بشري وهو يسوع ، فبحسب النسطورية لا يوجد اتحاد بين الطبيعتين البشرية والإلهية في شخص يسوع المسيح، بل هناك مجرد صلة بين إنسان والألوهية، وبالتالي لا يجوز إطلاق اسم والدة الإله على مريم العذراء بحسب النسطورية، لم تلد إلها بل إنساناً فقط حلت عليه كلمة الله أثناء العماد وفارقته عند الصليب، فيكون هذا المذهب بذلك مخالفاً للمسيحية التقليدية القائلة بوجود أقنوم الكلمة المتجسد الواحد ذو الطبيعتين الإلهية والبشرية بغير أختلاط ولا تغير.



اعتماد هذة النظرية يؤدى بنا الى تفضيل استعمال عبارة كريستوطوقس (والدة المسيح) بدلا عن ثيوطوقس (والدة الله) في وصف مريم العذراء. نشبت على أثره خلاف عقائدي بينه وبين كيرلس بطريرك الإسكندرية أدى في نهاية الأمر إلى حرمانه ومنع تعاليم مدرسة الرها المقربة منه. غير أن نسطور نفى في كتابه بازار هيراقليدس الذي كتبه في منفاه بمصر أن يكون قد دعا إلى فصل الطبيعتين. كما يرى معظم لاهوتيي القرن العشرين أن نسطور نفسه لم يكن نسطوريا بحسب التعريف التقليدي لها.

ملحوظة: فى رأي الشخصي، محل الخلاف بين كرسى القسطنطينية والكرسى السكندرى الذى أدى الى انشقاق الكنيسة كان خلاف سياسى بحت ولا يمت للعقيدة بشئ. سيطرت فيه "الانا" لكل الرعاه وادى هذا الى تمزيق جسد الكنيسة (أقرأ المزيد عن هذا الرأي هنا : فتن المجامع و وحدة الكنيسة )

والنسطورية تاتى من بدعة اخرى وهى الأبولينارية فلقد حوّل أبوليناريوس أسقف اللاذقية تعليم ثلاثية تكوين الإنسان من سيكولوجية أفلاطون إلى كريستولوجى، فقال: كما أن الإنسان العادى مكوَّن من جسد ونفس وروح، هكذا يسوع المسيح هو مكوّن من جسد ونفس والكلمة (اللوغوس). وفي رأيه أن الكلمة قد حل محل الروح واتحد بالجسد والنفس لتكوين الاتحاد.

لم يتصور أبوليناريوس إمكانية وجود نفس إنسانية عاقلة في المسيح في وجود الله الكلمة الذي هو روح والذي هو العقل الإلهى منطوق به. ربما تصوّر أبوليناريوس أن النفس الإنسانية العاقلة تعنى بالضرورة شخصًا بشريًا متمايزًا عن شخص الله الكلمة. بمعنى أنه خلط بين مفهوم الشخص الذي هو مالك الطبيعة، ومفهوم العقل الذي هو أحد خواص الطبيعة التي يملكها الشخص، أي أنه اعتبر أن الشخص هو العقل. وأراد بإلغاء الروح الإنسانية العاقلة أن يؤكّد أن شخص كلمة الله هو الذي تجسد وهو هو نفسه يسوع المسيح. بمعنى أن كلمة الله لم يتخذ شخصًا من البشر بل اتخذ جسدًا ذا نفس بلا روح عاقلة. وبهذا تتحقق -فى نظره- وحدة الطبيعة  في المسيح الكلمة المتجسد وعصمته من الخطيئة.

 وقد تصوّر البعض أن القديس أثناسيوس الرسولى في القرن الرابع قد تأثر بفكر وتعليم أبوليناريوس في تعاليمه الكريستولوجية. ولكن القديس أثناسيوس قد شرح هذا الأمر باستقامته المعروفة في التعليم في رسالته إلى أبيكتيتوس. وقال أن عبارة القديس يوحنا الانجيلى أن "الكلمة صار جسدًا" (يو1: 14) تعنى أن "الكلمة صار إنسانًا" وأن السيد المسيح قد اتخذ طبيعة بشرية كاملة من جسد وروح عاقلة. فقال القديس أثناسيوس: [ لأن القول "الكلمة صار جسدًا" هو مساو أيضًا للقول "الكلمة صار إنسانًا" حسب ما قيل في يوئيل النبى "إنى سأسكب من روحي على كل جسد" لأن الوعد لم يكن ممتدًا إلى الحيوانات غير الناطقة، بل هو للبشر الذين من أجلهم قد صار الرب إنسانًا.

وقال أيضًا في نفس الرسالة: إلا أن خلاصنا، في واقع الأمر، لا يعتبر خيالًا، فليس الجسد وحده هو الذي حصل على الخلاص، بل الإنسان كله من نفس وجسد حقًا، قد صار له الخلاص في الكلمة ذاته.
وقد أستخدم البابا أثناسيوس الرسولي (ولد في 293، توفي في 2 مايو 373) فى وصف أتحاد الاب بالأبن
[طبيعة φύσiς إلهيَّة واحدة - one is the divine nature].
وعنه القديس كيرلس الكبير فى وصف أتحاد اللاهوت والناسوت(412-444 م.) 
[طبيعة φύσiς واحدة لله الكلمة في تجسّده]

والجدير بالذكر ان اللفظ المستخدم هنا 
φύσiς وتنطق phúsis أو طبيعة وجود ولم يتطرقوا للتفرقة بين Hypostasis و ousia انما تكلموا فى وحدة الوجود فى شخص المسيح والتي نعبر عنها اليوم بـ "اتحدتا أقنوميًا وطبيعيًا بلا امتزاج ولا تغيير، بلا انقسام ولا انفصال" فى الاتفاقية الكريستولوجية بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع الروم الأرثوذكس 1990 ولتي أنهت خلاف مجمع خلفدونية في طبيعة المسيح بين الطوائف الشرقية والغربية.

وننقل هنا من بنود هذة الاتفاقية الآتي:
=================================================

1. تتفق كلتا العائلتان على إدانة الهرطقة الأوطاخية. إذ تعترف العائلتان بأن اللوغوس، الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس، الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، والمساوي له في الجوهر Consubstantial، قد تجسد وولد من العذراء مريم والدة الإله، وهو مساو تمامًا لنا في الجوهر، إنسان كامل بنفس وجسد وعقل nou'"؛ قد صُلب ومات ودفن وقام من الأموات في اليوم الثالث، وصعد إلى الآب السماوي، حيث يجلس عن يمين الآب كرب للخليقة كلها. وقد أعلن في يوم الخمسين، عند حلول الروح القدس، أن الكنيسة هي جسده، وننتظر مجيئه الثاني في كمال مجده، كما جاء في الكتب.

2. تدين العائلتان البدعة النسطورية والنسطورية الخفية التي لثيئودوريت أسقف قورش. لقد اتفقتا على أنه لا يكفى مجرد القول بأن المسيح مساو لأبيه ومساوٍ لنا في الجوهر، أنه بالطبيعة هو الله، وبالطبيعة هو إنسان، إنما يلزم بالضرورة التأكيد على أن اللوغوس، الذي هو بالطبيعة الله، قد صار بالطبيعة إنسانًا بتجسده في ملء الزمان.

3. اتفقت كلتا العائلتان على أن أقنوم اللوغوس صار مركبًا σύνθετος (سينثيتوس) بإتحاد طبيعته الإلهية غير المخلوقة بما في ذلك طاقتها وإرادتها الطبيعية والتي يشترك فيها مع الآب والروح القدس، بالطبيعة الإنسانية المخلوقة التي اتخذها بتجسده وجعلها خاصة به، بما في ذلك طاقتها وإرادتها الطبيعية.

4. اتفقت كلتا العائلتان على أن الطبيعيتين بطاقاتهما الخاصة بهما وإرادتيهما قد اتحدتا أقنوميًا وطبيعيًا بلا امتزاج ولا تغيير، بلا انقسام ولا انفصال، وأن التمايز بينهما في الفكر فقط τη θεωρία μόνη (تى ثيئوريا مونى).

5. اتفقت كلتا العائلتان على أن الذي يريد ويعمل على الدوام هو الأقنوم الواحد للكلمة المتجسد.

6. اتفقت كلتا العائلتان على رفض تفسيرات المجامع التي لا تتفق بالتمام مع قرارات المجمع المسكوني الثالث ورسالة القديس كيرلس الإسكندري ليوحنا الأنطاكي (سنة 433م).

7. وافق الأرثوذكس على أن يستمر الأرثوذكس الشرقيون في الحفاظ على اصطلاحهم التقليدي الكيرلسي:  "طبيـعـة واحــدة متجسـدة لله الكلـمة" μία φύσις του θεου λογου σεσαρκωμένη، حيث يعترفون بالوحدانية والمساواة المزدوجة في الجوهر Consubstantial للوغوس الأمر الذي أنكره أوطاخي. يستخدم الأرثوذكس أيضًا هذا الاصطلاح. يتفق الأرثوذكس الشرقيون بأن الأرثوذكس محقون في استخدامهم صيغة الطبيعتين، حيث إنهم يقرون أن التمايز "في الفكر فقط" τη θεωρία μόνη. لقد فسّر كيرلس هذا الاستخدام تفسيرًا صحيحًا في رسالته إلى يوحنا الأنطاكي وفي رسائله إلى أكاكيوس أسقف ملتين (Pg.77, 184-201)، وإلى أولوجيوس ((PG.77, 224-228، وإلى سكسينسوس (Pg.77, 228-245).

8. قَبلَت كلتا العائلتان المجامع المسكونية الثلاثة الأولى، التي تشكّل ميراثنا المشترك. بخصوص المجامع الأربعة الأخيرة للكنيسة الأرثوذكسية، أقر الأرثوذكس أنه بالنسبة إليهم فإن النقاط السبع المذكورة أعلاه هي أيضًا تعاليم مجامعهم الأربعة الأخيرة، بينما يعتبر الأرثوذكس الشرقيون بيان الأرثوذكس هذا هو تفسيرهم. بهذا الفهم يتجاوب الأرثوذكس الشرقيون مع هذه المجامع إيجابيًا.
9. على ضوء إتفاقيتنا الخاصة بالكريستولوجى (المسيحياني) إلى جوار التأكيدات المشتركة المذكورة عاليه، فقد فهمنا الآن بوضوح أن العائلتين قد حفظتا على الدوام بإخلاص نفس الإيمان الأرثوذكسي الكريستولوجي (المسيحياني) الأصيل، مع التقليد الرسولي غير المنقطع (المستمر)، بالرغم من استخدامهما الاصطلاحات الكريستولوجية (المسيحيانية) بطرق مختلفة. أن هذا الإيمان المشترك والولاء المستمر للتقليد الرسولي هو الأساس الذي عليه ينبغي أن تقوم وحدتنا وشركتنا.


10. اتفقت العائلتان على أنه يجب على الكنائس رفع كل الحروم (أناثيما) والإدانات التي صدرت في الماضي والتي تقسمنا الآن، وذلك لكي تُزال آخر عقبة أمام الوحدة الكاملة والشركة بين العائلتين، وذلك بنعمة الله وقوته. اتفقت كلتا العائلتان على أن رفع الحروم والإدانات سوف يتم على أساس أن المجامع والآباء الذين حُرموا أو أُدينوا سابقًا لم يكونوا هراطقة.
=================================================

 وتاريخيا، كان رأى آباء مجمع القسطنطينية أن السيد المسيح له نفس إنسانية عاقلة لأنه جاء لخلاص البشر وليس لخلاص الحيوانات. وأنه كان ينبغي أن تكون للمسيح إنسانية كاملة لكي يتم افتداء الطبيعة الإنسانية. وأن الروح البشرية مثلها مثل الجسد في حاجة إلى الفداء وهي مسئولة عن سقوط الإنسان. فبدون الروح البشرية العاقلة كيف يكون الإنسان مسئولًا مسئولية أدبية عن خطيئته؟  فالروح البشرية أخطأت مع الجسد وتحتاج إلى الخلاص، ولهذا يجب أن يتخذها كلمة الله مع الجسد لأن ما لم يتخذ لا يمكن أن يخلص، كما قال القديس غريغوريوس النازيانزى عبارته المشهورة ضد أبوليناريوس في رسالة إلى الكاهن كليدونيوس "لأن ما لم يتخذه (الله الكلمة) فإنه لم يعالجه؛ ولكن ما تم توحيده بلاهوته فهذا يخلص".

بمعنى أن ما لم يُتَخَذ بواسطة الله الكلمة لا يخلص. أي إذا اتخذ الله الكلمة جسدًا فقط فإن الجسد هو الذي سيخلص، وإذا اتخذ جسد وروح سيخلص الجسد والروح. 

 إن أهم ما شغل الآباء ضد الأبولينارية هو "أن النفس الإنسانية العاقلة، بقدرتها على الاختيار، كانت هي مقر الخطيئة كرسى الخطية  seat of sin؛ ولو لم يوحّد الكلمة هذه النفس بنفسه، فإن خلاص الجنس البشرى لم يكن ممكنًا".






أى أن الآباء يعتبرون أن الروح الإنسانى العاقل في الإنسان هي الجوهر الأقوى، وهو القادر على اتخاذ القرار، في أن يعيش الإنسان في الخطية أو أن ينفّذ وصايا الله. فيقول الكتاب "إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيوْن" (رو8: 13). ولأن الشخص في الإنسان مرتبط بالروح العاقل، فالروح العاقل هو الذي يتخذ القرار. والجسد عندما يموت لا يضيع الشخص بل يظل موجودًا مع الروح. مثال لذلك القديسين الذين استشهدوا أو انتقلوا فإن أرواحهم مع أشخاصهم مازالت موجودة وتظهر وتتحرك وتعمل المعجزات. فالجسد يموت ولكن يبقى الروح حى، وبما أن الكيان الحى الذي لا يموت في الإنسان هو الروح لذلك فإن الشخص مرتبط به.  

وكذلك في تجسد الله الكلمة: فإن الشخص كان مرتبطًا باللاهوت، لذلك فإن روحه الإنسانى لم يكن شخص وكذلك جسده لم يكن شخص. إنما شخصه هو في الجوهر الأسمى الذي يجمع الثلاثة طبائع معًا أي طبيعة اللاهوت مع طبيعة الروح الإنسانى وطبيعة الجسد.

وان الإنسان له طبيعتان يكوِّنان طبيعة واحدة، لذلك فالشخص موجود مع الروح الإنسانى الذي هو الجوهر الأسمى في الإنسان، أما في المسيح فالجوهر الأسمى هو اللاهوت لذلك فهو شخصه، ويجمع الروح والجسد الإنسانى في نفس هذا الشخص الواحد.

إن الشخص هو مالك الطبيعة ومالك الجوهر ومالك الكيان، هو صاحب ال (الإيجو) أي "الأنا". وفي حالة الكلمة المتجسد الذي يقول "أنا" هو الذي تجسد، واللاهوت لاهوته هو. ولأن الله الكلمة هو نفسه اتخذ ناسوتًا وصار إنسانًا، وهو نفسه تجسد، فليس محتاجًا لمالك آخر ينافسه، أي ليس محتاجًا لأن يكون لديه اثنين من المُلاك أحدهما يملك الناسوت والآخر يملك اللاهوت. لأنه لو كان الأمر هكذا لصارت مجرد سكنى، لأن وجود اثنين يعنى سكنى الواحد في الآخر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لكن مثلما تتحد روح الإنسان بالجسد وكلاهما يملكهما نفس الشخص، هكذا فإن لاهوت السيد المسيح متحد بناسوته، وكليهما (اللاهوت والناسوت) يملكهما نفس الشخص، الذي هو شخص الابن الوحيد.

إن عبارة "أن النفس الإنسانية العاقلة، بقدرتها على الاختيار، كانت هي مقر الخطيئة" التي قالها الآباء سببها أن النفس هي التي تختار، وذلك لأن الشخص مرتبط بالروح، فدائمًا القرار في النهاية هو قرار روح الإنسان المرتبط بالشخص، لأن القرار هو قرار شخصى personal  decision.

0 comments: